هل إذا رأيت الحاكم يجهر بمخالفة أو جحود شيء معلوم من الدين بالضرورة أبدأ بإقامة الحجة عليه أم بتكفيره؟ حفظ
الشيخ : هل هناك شيء آخر
السائل : نعم في نفس السؤال أيهما أبدأ شيخ إذا رأيت أحد الحكام يجهر بمخالفة أو جحود شيء معلوم من الدين بالضرورة إقامة الحجة عليه أم تكفيره ؟ أيهما ابدأ ؟
الشيخ : هذا يختلف باختلاف ما ظهر لك هل غلب على ظنك أنه ينكر جهلاً أم ينكر جحداً ؟
فإن كان جهلاً أقمنا الحجة عليه وعلمناه الإسلام فإذا أصر فمعنى ذلك أنه لا يكون عن جهل وإذا كان في الأصل أنكر جحداً فانتهى الأمر ما في حاجة إقامة الحجة عفواً إذا كان أنكر جحداً فلم يبق هناك مجال لإقامة الحجة ما دام أنه عن جحد وإصرار وتصميم ، فحسب ما يبدو أي حاكم يعني رأينا منه كفراً بواحاً وجحداً صريحاً لما علم من الدين بالضرورة فإذا غلب على ظننا أنه جحد لا عن جهل فكفرناه لأن ذلك الذي يستحقه بإصراره على الجحد وإن كان ظاهر لنا أنه عن جهل أقمنا عليه الحجة
ثم في الواقع ما يترتب على هذا التفصيل شيء من الناحية العملية لأن المفروض في مثل هذه الدقائق أن ذلك يفيد بالنسبة لأفراد الناس المحكومين والأفراد الذين سيحكمهم الحاكم أي الحاكم الذي له سلطة على أي شخص ظهر منه ما يكفر سيأتي به ويحاكمه ويستنطقه أنت لا تصلي جحداً أم كسلاً أنت تقول كذا علماً أم جهلاً هذا يفيد بالنسبة لكونه فرد وعلاقته مع الحاكم أما القضية بالعكس ، إذا نحن المحكومين حكمنا إنه الحاكم الفلاني كفر جحداً فماذا نفعل الواجب أن نقيم عليه الحجة فأقم عليه الحجة إن استطعت أو الصورة الأخرى وهي أوضح كفر جحداً ماذا تعمل أنت وأنت محكوم ، القضية صورية محضة نظرية ليس لها آثار عملية لأننا نعلم هنا أنهم سيقال : إذا ثبت عندنا أنه كفر جحداً إذن هذا يستحق الخروج ، ...
إذا ثبت لدينا أنه كفر جحداً ما ثمرة ذلك ؟ إذن يجب الخروج عليه من الذي يخرج عليه ونحن محكومون من جميع الأطراف بالدول التي بعضها من قديم الزمان هي كافرة وبعضها ظهر منها الكفر بعض منها قد استولى على بلادنا وهم كفار معروفون بكفرهم وعداوتهم للإسلام منذ قديم الزمان فماذا عملنا لا شيء إذن لماذا نبحث في أمور نظرية محضة ونقول : إذا كان هذا الحاكم كفر جحداً إذن يستحق الخروج طيب فماذا نفعل ؟ نخرج لا نستطيع أن نخرج لأن هناك بلاد احتلت من الكفار وما استطعنا نعمل شيئاً فإذن هذا في الواقع من ضيق النظر حينما نحن نشير إلى مثل هذه القضايا ونضيع أوقاتنا ونتناقش فيها ليلاً نهاراً ثم عاقبة أمرها نقول : يا أخي هذا كفر جحداً وهو يستحق الخروج بل والقتل كفراً لكن ما أحد يستطيع أن يعمل شيئاً معهم حتى هؤلاء المتحمسين والواقع أكبر دليل على ذلك