الشيخ : أما ما جاء نقلًا عن الإمام الصاغاني فهذا النقل عنه صحيح، أي: إن الأحاديث المروية عن عليّ مبتدأة بياء النداء فعلًا كلها لا يصح منها شيء إلا الحديث الذي استثناه: ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي )، ومع ذلك فالذي أذكره أن الحديث في الصحيحين ليس فيه لفظ النداء، وإن كان هو جاء في خصوص عليّ لمـّا سافر النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك في غزوة تبوك المشهورة، وخلَف عليًا في المدينة بكى أسفًا ألّا يكون مع النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم مجاهدًا، فواساه النبي صلى الله عليه وآله وسلم له قائلاً : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ) ففي الصحيحين لا توجد لفظة يا النداء أو حرف النداء، إلا أن هذه اللفظة جاءت في بعض الطرق، وقد استقصاها أوسع استقصاء وقفت عليه الحافظ الدمشقي أبو القاسم ابن عساكر في كتابه الجليل العظيم الكبير المعروف : *بتاريخ دمشق* في نحو عشرين مجلدًا من المجلدات الكبار، لو كُتب له أن يُطبع لخرج في نحو مئة مجلد من المجلدات التي على نحو سلسلة الأحاديث الصحيحة، مئة مجلد، بمناسبة ترجمته لعلي رضي الله عنه ساق أحاديث عليّ : ( أنت مني )، وجاء في بعض هذه الروايات بلفظ النداء.