هل يجوز أن يقال بأين الله ؟ حفظ
الشيخ : إذن الآن يأتي النص الشرعي أين الله ؟
إذا كان لا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا يسار، ولا أمام ولا خلف، لا داخل العالم ولا خارجه، وأغرق بعضهم في النفي وفي التعطيل فقالوا: " لا متصلًا بالعالم ولا منفصلا عنه " قضوا على ربهم حكموا عليه بالإعدام، أي: هي الشيوعية هي الإلحاد، الله عزوجل كما قال النبي عليه السلام في الحديث الصحيح: ( ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به، وما تركت شيئاً يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه ).
تُرى ماذا كان موقف الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم من ذاك السؤال: هل يقال إن الله في مكان ؟
قلنا: لا يقال إن الله في مكان، لكننا الآن نتساءل هل يقال أين الله؟!
الجواب: نعم، وشتان بين أن يقال إن الله في مكان أو أين الله، والفرق كما بين السماء والأرض، ذلك أن القول أن الله في مكان عرفنا بطلانه شرعًا وعقلًا، لكن كلمة أين الله هي ثابتة من لفظ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن لفظ بعض السلف من الصحابة وغيرهم، وفي الأمس القريب كنا في جلسة كنا نتمنى أن تكون حاضرًا فيها لأنه ربما كان فيها نحو مئة شخص وجرى فيها من الخير والعلم ما شاء الله جاء مناسبة ذكر هذا الحديث فسقناه بتمامه.
والآن المناسب أن نذكر منه طرفه الأخير، هذا الطرف هو: ( أن رجلًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان عليه نذر عتق رقبة فجاء إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذكر له ذلك فقال: يا رسول الله عندي جارية ترعى غنمًا لي في أُحد -في المدينة- فسطا الذئب يومًا على غنمي، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر ) يعني: الذئب فتك بالغنم والراعية موجودة، فهو يقول: كان عليها أن تحرس غنمها من الذئب، فلما أخبرته الخبر غضب كما يغضب البشر، قال: ( فصككتها صكّة ) أي: صفعها على خدها ، ( وعلي عتق رقبة ) يقول: ككفارة لهذا الخطأ الذي وقع فيه بسبب أنه بشر يغضب كما يغضب البشر، فراح صفع المسكينة تلك الصفعة وهي لا تملك أن ترد الذئب عن الغنم، وهو يريد كفارة وعليه عتق رقبة، فيسأل الرسول عليه السلام : هل يجزيه أن يفي بنذره أن يعتق هذه الجارية التي صكها تلك الصكة، فقال عليه السلام : ( هاتها ) ايت بها، فلما جاءت قال لها عليه السلام : ( أين الله ؟ ) هنا الشاهدـ، ( قالت: في السماء، قال لها من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله ) فالتفت إلى سيدها وقال له: ( اعتقها فإنها مؤمنة ) ، شهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لهذه الجارية بالإيمان حينما أجابت عن الجوابين الموجهين من المعصوم عليه الصلاة والسلام من هذين السؤالين : أين الله ، فلما سألها هذا السؤال وأجابت بأن الله في السماء صدقها عليه السلام واعتبر جوابها دليل إيمانها، لماذا ؟
الجارية حينما أجابت في السماء، أجابت بالجواب الذي نقلته عن ذاك السائل أي أن الله موجود ، وزادت في الجواب بأن الله موجود في السماء، فإذن ما قنعت بأن تقول إن الله موجود، ولكنها قالت: الله موجود في السماء.