ما هو موقف المسلم تجاه النصوص التي لا يدركها بعقله ؟ حفظ
الشيخ : هذا لا ينكره العقل وإن كان نراه شيئًا عظيمًا وعظيمًا جدًا، فإذا جاء النص بشيء لا يحيله العقل أي: لا يجعله مستحيلًا لكنه خلاف المعهود فماذا يكون موقف المسلم ؟!
من ذلك مثلًا انفلاق البحر بضربة موسى له بالعصا، وانكشف قاع البحر فصار كالأرض المعبدة ومشى فيه جيش بني إسرائيل، جيش موسى عليه السلام حتى وصلوا سالمين إلى الشط، ثم ما كاد جيش فرعون يُصبح في وسط البحر إلا يلتئم كما كان، ما هو موقف المسلم تجاه هذه الأخبار التي هي فوق مدارك العقول ؟
الله على كل شيء قدير، فإن ربنا عز وجل حينما يخبرنا بأمور غيبية فيجب الإيمان بها والتسليم لها ولا يجوز أن نُعمل نحن عقولنا تجاهها، لأن عقولنا ككل قوانا المادية لها طاقة محدودة، أنا أرى من هنا مثلًا إلى قريب من الجبل لكن ما وراء ذلك لا أراه، تلك الطاقة التي مكننا الله عز وجل منها، وهكذا العقل فله قدرة محدودة جدًّا بالنسبة للأمور التي أخبر الله عز وجل بها إذن: (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكّموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويسلّموا تسليمًا )).
أنا أعتقد أن مثل هذا السؤال الذي أخذ منا هذا الوقت الواسع لبيان موقف الإسلام لعقيدة علو الله عز وجل على عرشه إنما هو نابع من الاعتماد على العقل الصغير، لو جمعنا عقول البشر كلها، كان ممكن أن نجمعها لكانت هي ذرة بالنسبة لما يعلمه الله تبارك وتعالى.
ما في فائدة يا سيدي: " هل يستقيم الظلّ والعود أعوجُ ؟ ".