حكم الاتيان بعمرة بعد الانتهاء من مناسك الحج حفظ
الشيخ : كما وقع للسيدة عائشة رضي الله عنها من هنا نأخذ تنبيهاً لطيفاً وهو أن ما يفعله الحجاج اليوم من تقصد العمرة بعد أداء مناسك الحج بخروجهم من مكة إلى التنعيم الذي يسمى اليوم بمسجد عائشة هذا ليس له أصل أولاً في السنة وهو خلاف هذا الذي نقرره بأن الأفضل هو التيسير إذا كان من الممكن لذلك كان الشرع يأمر الحاج بأن يقدم العمرة بين يدي الحج يعتمر في شهر من أشهر الحج ويتحلل بعد العمرة وهو في مكة ثم يستأنف الإحرام في اليوم الثامن وهو في مكة الإحرام بالحج ويتابع أعمال الحج فإذا طاف طواف الإفاضة انتهى حجه فلا عمرة بعد ذلك فما عليه جماهير الناس من الاعتمار بعد الحج هذا لا يشرع إلا لجنس من البشر هم النساء أولاً وليس كلهن أيضاً بل للحائض من النساء من كان شأنها شأن السيدة عائشة التي كانت اعتمرت عمرة الحج ثم منعها الحيض من الطواف بالبيت فلم تعتمر لعذر شرعي هذه لها أن تعتمر بعد الحج
ولذلك فنحن استنباطاً من هذا الحديث الصحيح نسمي الاعتمار بعد الحج إنما هي عمرة الحائض أي المرأة الحائض التي لم تتمكن من العمرة بين يدي الحج هي التي تعتمر بعد الحج أما المرأة الطاهر فليس لها أن تعتمر بعد الحج وإنما عليها أن تعتمر قبل الحج فأولى وأولى الرجل الذي فضله الله على النساء بأنه لا يحيض فلماذا يتشبه بالحيض من النساء فيعتمر عمرة الحائض من النساء هذا مما يغفل عنه جماهير الناس
ولذلك فقد حج مع النبي صلى الله عليه وسلم مئة ألف أو يزيدون وما اعتمر رجل منهم بعد الحج قط بل ولا النساء وإنما هي فقط السيدة عائشة بهذا العذر الذي سمعتموه
الشاهد من هذا أن في آخر هذا الحديث ممن وجبت وحقت محبة الله عز وجل هم الذين يتباذلون ويتعاطون المال بعضهم مع بعض ولو كان قليلاً لما علمتم من أن الثواب على قدر المشقة عند عدم الوجود والقدرة ، ولما سبق ذكره من قوله عليه الصلاة والسلام : ( سبق درهم مئة ألف )