هل الذي لا يقول بالحديث حسن بقسميه يكون مبتدعاً ؟ حفظ
السائل : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
شيخنا ذكرتم في المجلس السابق أن الذي لا يقول بالحديث الحسن أنه مبتدع فهل تعنون الحسن بقسميه وبعبارة أخرى هل الذي لا يقول بالحسن لغيره مبتدع ؟
الشيخ : لا شك لأن لا يخرج عما ذكرناه آنفاً سواء كان الحديث حسناً لذاته أو حسناً لغيره ، وأضيف إلى هذا أني سأقول أيضاً مثل هذا الكلام في الحديث الصحيح لذاته والصحيح لغيره
والحقيقة أن هذه مسائل لا يهضمها ولا يفهمها جيداً إلا من مارس هذا العلم ممارسة عملية أولاً وبعيدة المدى ثانياً ، لأن من الأمر الواضح جداً أن حديثاً حسناً لذاته إذا جاء بإسناد آخر حسن لذاته فهو لا يظل في المرتبة الأولى عند أهل العلم أي حسناً لذاته لأن القضية أشبه ما تكون بالعمليات الحسابية واحد وواحد يساوي اثنين مش واحد وواحد يساوي واحد لأن واحد زائد واحد لا واحد زائد واحد يساوي اثنين ، فحسن لذاته زائد حسن لذاته لا يساوي حسناً لذاته وإنما يساوي صحيحاً لغيره بمجموع الفريقين الحسنين فهذه القضية يعني واضحة لمن يعاني هذا الأمر
ثم قد يصبح الحسن لغيره إذا ما لاحظنا هذا المثال إذا تعددت طرقه أقوى من الصحيح لغيره فإذا قلنا صحيح لذاته صحيح غريب لذاته يقابله حسن عفواً يقابله صحيح لغيره جاء من ثلاثة طرق كل طريق منها حسن لذاته هذا بلا شك أقوى من صحيح غريب وهكذا دواليك ، ولذلك فلا يمكن الفرق في الحكم السابق لأنه أولاً يخالف ما عليه علماء المسلمين وثانياً يخالف المنطق السليم الذي يكاد يشبه العمليات الحسابية التي لا تقبل المجادلة ، غيره