هل يصح فهم بعض العلماء من حديث ابن عمر ( أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان إذا جلس حرك سبابته ) أن المصلي إذا جلس فإنه يحرك سبابته حتى لو كان بين السجدتين ؟ حفظ
الشيخ : نعم إيش عندك
السائل : ... تحريك السبابة ورد عن ابن عمر يقول : ( إذا جلس الرسول صلى الله عليه وسلم حرك سبابته ) الجلوس عامة ، فبعض العلماء يقولون حتى إذا جلس بين السجدتين يحرك سبابته لورود هذا الحديث
الشيخ : وهذا كان حديثنا اليوم في هذا الصباح
السائل : سبحان الله
الشيخ : سبحان الله مشكلتكم واحدة في كل مكان ، انظر الآن أنا ماذا أنا أفعل أنا أدخل في الصلاة الله أكبر ، (( الحمد لله رب العالمين* الرحمن الرحيم )) إلى آخره ، صح حديث ابن عمر ؟
السائل : ورد الحديث في الجلوس
الشيخ : ورد الحديث في الجلوس طيب
الطالب : هذه لن تخرج في التسجيل
الشيخ : كيف ؟
الطالب : هذه الحركة لن تظهر في التسجيل
الشيخ : هههه كويس .
السائل : ... الجلوس
الشيخ : أنت إذن ماذا فعلت الآن لم ترض مني هذه الحركة في القيام
السائل : نعم
الشيخ : لماذا ؟ لأنك قيدت الحديث المطلق في الصلاة بماذا بالقعود فإذن قيد القعود بالتشهد وكفى الله المؤمنين القتال
السائل : الحديث ورد فيه القعود
الشيخ : أرح نفسك وفكر فيما سبق من الكلام إن قلت أن الحديث الذي جاء مصرحاً بأن الإشارة كانت في التشهد لا ينافي الحديث الذي قال بأن الإشارة كانت في ماذا ؟ في الجلوس ، أي أن الجلوس أعم من إيش؟ التشهد ، وهذا الذي لا بد أن يقوله أولئك فسنقول نحن أيضاً الإشارة المطلقة في بعض الروايات هي أعم من الإشارة بالجلوس واضح ؟
السائل : نعم
الشيخ : إذن أرح نفسك وأرح غيرك
السائل : طيب لو كان جوابه أنه لا ينكر هذه ...
الشيخ : هذه بقا ... نقول كما قلنا بالوضع الذي انتشر في هذا العصر بعد الركوع نحن قلنا آسفين منذ نحو عشرين سنة بأنه بدعة ولا نعني وهذا أيضاً مما بحثناه في المدينة المنورة لا نعني أن من يفعل هذا مبتدع ، لأن المبتدع لا يوصف بأنه مبتدع إلا إذا غلب عليه الابتداع في الدين أما إذا قال قولاً عن اجتهاد منه ورأى غيره بأنه هذا بدعة في الدين لأنه لم يقم على دليل شرعي فهذا لا يعني أنه من يفعل ذلك أو يقول ذلك أنه مبتدع لكن بالنسبة للناظر آخر فهو بدعة
كما ذكر عن ابن تيمية رحمه الله كلام عظيم جداً هو يقول عن المخالفين من المعطلة والمؤولة إنه هذا الذي يقولونه كفر لو هو وقع فيه حكم بنفسه على نفسه بالكفر لماذا ؟ لأنه يدري أنه كفر أما أولئك ما يدرون يظنون أنهم يحسنون صنعاً
فإذا وصل الأمر إلى إثبات الإشارة بالأصبع في كل مكان من الصلاة سواء في القيام الأول أو الثاني فمعنى ذلك أننا جئنا بأمر لا أصل له طيلة هذه القرون التي مضت ولأمر ما أنا اقترحت ولا أزال مصراً على هذا الاقتراح أن دعوتنا يجب أن لا تكون مطلقة هكذا كتاب وسنة بل كتاب وسنة وعلى منهج السلف الصالح وإلا أبحنا لأنفسنا البدع وربما تفننا في الابتداع في الدين أكثر من المبتدعة الأقدمين الذين نتفق جميعاً على محاربتهم في بدعهم مع أنهم لا يعدمون أن يجدوا نصاً عاماً يدعمون به بدعتهم
وكما تعلمون من كلام الشاطبي رحمه الله في كتابه العظيم الاعتصام حيث قسم فيه البدعة إلى قسمين قسم بدعة حقيقية والأخرى إضافية وأكثر البدع الموجودة اليوم بين المسلمين هي من القسم الثاني البدع الإضافية وهو يشرح هناك ليش سماها إضافية ؟ لأنه إذا نظرت إليها من جانب وجدتها مشروعة وإذا نظرت إليها من جانب آخر وجدتها غير مشروعة وهكذا شأن أكثر البدع اليوم
وأنا ضربت مثلاً رائعاً جداً وأرجوا أن لا يصبح حقيقة واقعة ، جماعة دخلوا المسجد أرجوا أن لا تصبح حقيقة واقعة بناء على التمسك بالنصوص العامة التي لم يجر العمل ببعض أجزائها وهاكم المثال :
دخل جماعة المسجد في وقت صلاة كالظهر مثلاً فانتحى كل واحد منهم ناحية من المسجد يريد أن يصلي سنة الوقت فناداهم أحدهم قال : يا جماعة ليه عم نصلي متفرقين ؟ تعالوا نصلي جماعة وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( صلاة الرجلين أزكى من صلاتهما وحدهما ، وصلاة الثلاثة أزكى من صلاة الرجلين ) وهكذا وقال عليه السلام : ( يد الله مع الجماعة ) في حجة أكبر من هيك؟ ما في ، ما حكم هذه الجماعة ؟ سنقول جميعاً بصوت واحد هذه بدعة ؟
الطالب : بدعة
الشيخ : ليه هذه بدعة ؟ الرسول يقول : ( صلاة الرجل مع الرجل ) ( ويد الله مع الجماعة ) إي هذا لم يكن من عمل السلف ، وشرح هذا الكلام لم يكن من عمل السلف أي السلف لم يفهموا من هذه النصوص ما فهمت أنت ، وبالتالي حينما لم يفهموا هذا الفهم لم يعملوا عملك ، فإذن كما قال القائل :
" وكل خير في اتباع من سلف *** وكل شر في ابتداع من خلف "
إذا لم نلتزم هذه القاعدة وقعنا في البدعة من حيث نريد السنة
السائل : شيخ بارك الله فيك ...