ما مدى النجاح الذي حققته الدعوة السلفية حتى الآن؟ حفظ
السائل : نود أن نسأل فضيلتكم بعض الأسئلة
الشيخ : تفضل
السائل : الله يبارك فيك ، هل للشيخ أن يحدثنا عن مدى النجاح الذي حققته الدعوة السلفية حتى الآن؟
الشيخ : لا شك أن نجاحها واضح لكل ذي عينين فقد كان موضوع الرجوع إلى الكتاب والسنة والتحاكم إليهما والتعبد بهما نسياً منسياً في كثير من أطراف العالم الإسلامي لا أقول في كل العالم الإسلامي فقد كان التقليد الأعمى والتمذهب بمذهب معين هو المسيطر على أذهان جماهير المسلمين في مختلف البلاد الإسلامية إلا أفراداً قليل منهم مبعثرين في هذا العالم الإسلامي وإلا جماعات في بعض البلاد التي لها فضل في التقدم بهذه الدعوة وأعني بها بلاد الهند والباكستان
لكن بالإضافة إلى هذا في ظاهرة أخرى لم تكن معروفة من قبل مطلقاً ألا وهي التنبه والاهتمام لمعرفة ما صح من السنة مما لم يصح منها فهذا كان نسياً منسياً في البلاد الإسلامية كلها ولا أقول في هذه القضية كما قلت في القضية السابقة ألا وهي النهي عن التمذهب ووجوب الرجوع إلى السنة فإن هذا قد تنبه له كما قلنا آنفاً بعض البلاد الإسلامية كالهند والباكستان
أما التنبه لضرورة الاهتمام بتمييز الصحيح من الضعيف من السنة فهذا لم يكن شيئاً مذكوراً مطلقاً في العالم الإسلامي إلا منذ نحو ربع قرن من الزمان أو ثلث قرن من الزمان وتجد هذه الظاهرة الآن متجلية تماماً في بعض الجامعات الإسلامية التي لم يكن للحديث فيها ذكر مطلقاً فيما سبق من الجامعات القديمة إلا دراسة سطحية لا تأثير لها في صدور المتخرجين منها فلا يخفى على الجميع أن الأزهر الذي يوصف بأنه الأزهر الشريف لا تجد أو لم تكن تجد من قبل هذا الزمن الذي هو ربع قرن من الزمان الاهتمام المطلوب لدراسة السنة أولاً ولتمييز الصحيح من الضعيف منها ثانياً وهو الأزهر الشريف الذي مضى على إنشائه نحو ألف سنة كما يقولون لكن بفضل الله ورحمته لقد تنبهت الجامعات الآن لضرورة الاهتمام بالسنة وتدريسها والتفقه بها أولاً
- في جرس -
الطالب : لا
الشيخ : أولاً وثانياً لضرورة تمييز الصحيح من الضعيف ولذلك تجد الآن ناشئة جديدة تبشر بخير في المستقبل القريب أو البعيد على ما سبق في علم الله عز وجل حيث أخذوا يكتبون في الحديث تفقهاً وتصحيحاً وتضعيفاً
فهذه الظاهرة تبشر بأن للدعوة السلفية اليوم في العالم الإسلامي تأثيراً واضحاً جداً ومن ذلك أنك لم تكن من قبل تسمع خطيباً حينما يذكر حديثاً يقول في خطبته رواه البخاري رواه مسلم رواه فلان فلان ومن باب أولى لم تكن لتسمع قول الخطيب وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا وإنما كنت تسمع ولا تزال تسمع قول كثير من الخطباء روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال كذا روي عن رسول الله أنه قال كذا وهو يشمل في هذه الصيغة التمريضية عند العلماء ما كان صحيحاً من الحديث وما كان ضعيفاً فهو يصدرها كلها بقوله : روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك لأنه لا يزال يعيش على المنطق القديم السابق الذي يغمره الجهل بعلم الحديث وعلم الجرح والتعديل ووجود جماعات متفرقة في العالم الإسلامي نبذت التمذهب نبذ النواة وحرصت على معرفة حكم الله عز وجل في كل مسألة مما يعني يتعرض لها هؤلاء المسلمون فهم دائماً حريصون على أن يسألوا ما حكم الله ما حكم رسول الله في هذه القضية بينما كان الأمر من قبل إذا سأل السائل يقدم أنا رجل حنفي وفعلت كذا وكذا فماذا؟ أنا رجل شافعي إلى آخره فأصبح السؤال عن كتاب الله حل محل السؤال عن المذهب الذي لا يجوز أن يتعبد الإنسان به الله تبارك وتعالى ، هذا موجز من الجواب على سؤالك المطروح .