اهتمام الإسلام بتميز شخصية المسلم الظاهرة عن غيره. حفظ
الشيخ : وهذا كله عوداً بنا إلى حديثنا السابق منذ ساعات حول المخالفة لأهل الكتاب وأن المخالفة غير النهي عن التشبه بغير المسلمين
فالذي أريد الآن أن أبينه وأن أوضحه هو أن الإسلام من كماله وفضله في تمام تشريعه أنه حرص بأمة الإجابة أن تكون لها شخصيتها المتميزة ليس فقط في عقيدتها وفي عبادتها وفي سلوكها الأخلاقي بل وفي شخصيتها الظاهرة
فالشرع الحكيم فيما شرع للمسلمين أراد منهم أن يحافظوا على ظواهرهم التي تدل على خضوعهم لدينهم وإسلامهم فقد أمر الشارع الحكيم أتباعه بأن يحافظوا على ظواهرهم المطابقة لشريعتهم كما يأمرهم أن يحافظوا على بواطنهم فلا جرم أن من أقوال علمائهم " أن الظاهر عنوان الباطن "
وقد جاءت نصوص كثيرة في السنة الصحيحة تبين شديد ارتباط الظاهر بالباطن صلاحاً وطلاحاً فكلنا يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان دائماً يذكر به أصحابه بين يدي صلاته بهم فيقول لهم : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وهذه من السنن المهجورة مع الأسف التي قل من يحافظ عليها من أئمة المساجد وكان أحق بها وأهلها هو إمام المسجد الحرام والمسجد النبوي لكني أقول آسفاً إنهم في مقدمة أولئك الأئمة الذين أعرضوا عن هذه السنة فحسب أحدهم أن يقول: " استووا استووا " وانتهى كل شيء هذا لو كان في صف واحد لا يكفي حتى يستوي الصف الواحد فكيف وهناك الألوف المؤلفة في كل من المسجدين الحرم المكي والنبوي
فعلى هؤلاء الأئمة
أولاً أن يحيوا هذه السنة
وثانياً أن يطيلوا الفصل بين الإقامة وبين الإحرام حتى تستوي الصفوف ومن الثابت في سيرة عمر أو عثمان في المسجد النبوي الذي كان يومئذٍ أقل مساحة بكثير مما هو عليه اليوم أنه كان وكل شخصاً يدور ويمر على الصفوف لتسويتها فإذا أعلم الإمام بأنه الصفوف قد استوت أحرم فالآن أولى وأولى وقد اتسع المسجد ما شاء الله بالمصلين
ولذلك يجب إحياء هذه السنة التي تذكر بحقيقة ارتباط الظاهر بالباطن وأن الأمر ليس كما يقول بعض الجهلة حينما مثلاً تأمرهم بالصلاة أو تأمرهم بإعفاء اللحية يقولون : يا شيخ القضية ما هي بالصلاة ولا باللحية وإنما هو إي بحسن المعاملة للناس سبحان الله ! فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم ) فجعل الاختلاف في تسوية الصفوف سبباً لوقوع اختلاف القلوب فهذا قل من جل من النصوص الكثيرة التي تدل على اهتمام الشارع الحكيم بأمر المؤمنين به أن يحافظوا على شخصيتهم المسلمة
من ذلك ما كنا في صدده أنه أمر على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بمخالفة المشركين فكلنا يذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حفوا الشوارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود النصارى ) والأمر كما يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم * اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم * أن تعليل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الأمر بمخالفة المشركين فيه دلالة على أن المخالفة غاية مقصودة بذاتها ويؤكد هذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) هذا الحديث في ظني بل في علمي أنه حديث عظيم جداً في تأكيد ما سبق من الدلالة على أنه يجب على المسلم أن يتميز في مظهره عن الكافر ليس فقط في ما كان من كسبه وصنعه وعمله وإنما حتى فيما كان من سنة الله عز وجل العامة في خلقه فربنا عز وجل لحكمة بالغة فرض على البشر دون فرق بين صالح وطالح بين مؤمن وكافر الشيب ، مع ذلك قال للمؤمن خالف المشرك ، المشرك يشيب فيدع شيبه ويخضع للإرادة الكونية أما المؤمن فقد أمره بأن يخضع للإرادة الشرعية فقال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) هنا الشاهد فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر المسلم بأن يصبغ شيبه الذي ليس من صنعه ليظهر بشخصه مخالفاً للكافر فنحن نرى أن هذه علة شرعية يجب طردها في كل أمر ممكن تحقيقاً للمخالفة للكفار
فالذي أريد الآن أن أبينه وأن أوضحه هو أن الإسلام من كماله وفضله في تمام تشريعه أنه حرص بأمة الإجابة أن تكون لها شخصيتها المتميزة ليس فقط في عقيدتها وفي عبادتها وفي سلوكها الأخلاقي بل وفي شخصيتها الظاهرة
فالشرع الحكيم فيما شرع للمسلمين أراد منهم أن يحافظوا على ظواهرهم التي تدل على خضوعهم لدينهم وإسلامهم فقد أمر الشارع الحكيم أتباعه بأن يحافظوا على ظواهرهم المطابقة لشريعتهم كما يأمرهم أن يحافظوا على بواطنهم فلا جرم أن من أقوال علمائهم " أن الظاهر عنوان الباطن "
وقد جاءت نصوص كثيرة في السنة الصحيحة تبين شديد ارتباط الظاهر بالباطن صلاحاً وطلاحاً فكلنا يعلم قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان دائماً يذكر به أصحابه بين يدي صلاته بهم فيقول لهم : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين وجوهكم ) وهذه من السنن المهجورة مع الأسف التي قل من يحافظ عليها من أئمة المساجد وكان أحق بها وأهلها هو إمام المسجد الحرام والمسجد النبوي لكني أقول آسفاً إنهم في مقدمة أولئك الأئمة الذين أعرضوا عن هذه السنة فحسب أحدهم أن يقول: " استووا استووا " وانتهى كل شيء هذا لو كان في صف واحد لا يكفي حتى يستوي الصف الواحد فكيف وهناك الألوف المؤلفة في كل من المسجدين الحرم المكي والنبوي
فعلى هؤلاء الأئمة
أولاً أن يحيوا هذه السنة
وثانياً أن يطيلوا الفصل بين الإقامة وبين الإحرام حتى تستوي الصفوف ومن الثابت في سيرة عمر أو عثمان في المسجد النبوي الذي كان يومئذٍ أقل مساحة بكثير مما هو عليه اليوم أنه كان وكل شخصاً يدور ويمر على الصفوف لتسويتها فإذا أعلم الإمام بأنه الصفوف قد استوت أحرم فالآن أولى وأولى وقد اتسع المسجد ما شاء الله بالمصلين
ولذلك يجب إحياء هذه السنة التي تذكر بحقيقة ارتباط الظاهر بالباطن وأن الأمر ليس كما يقول بعض الجهلة حينما مثلاً تأمرهم بالصلاة أو تأمرهم بإعفاء اللحية يقولون : يا شيخ القضية ما هي بالصلاة ولا باللحية وإنما هو إي بحسن المعاملة للناس سبحان الله ! فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( لتسون صفوفكم أو ليخالفن الله بين قلوبكم ) فجعل الاختلاف في تسوية الصفوف سبباً لوقوع اختلاف القلوب فهذا قل من جل من النصوص الكثيرة التي تدل على اهتمام الشارع الحكيم بأمر المؤمنين به أن يحافظوا على شخصيتهم المسلمة
من ذلك ما كنا في صدده أنه أمر على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بمخالفة المشركين فكلنا يذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( حفوا الشوارب وأعفوا اللحى وخالفوا اليهود النصارى ) والأمر كما يقول شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم * اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم * أن تعليل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لهذا الأمر بمخالفة المشركين فيه دلالة على أن المخالفة غاية مقصودة بذاتها ويؤكد هذا قوله عليه الصلاة والسلام : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) هذا الحديث في ظني بل في علمي أنه حديث عظيم جداً في تأكيد ما سبق من الدلالة على أنه يجب على المسلم أن يتميز في مظهره عن الكافر ليس فقط في ما كان من كسبه وصنعه وعمله وإنما حتى فيما كان من سنة الله عز وجل العامة في خلقه فربنا عز وجل لحكمة بالغة فرض على البشر دون فرق بين صالح وطالح بين مؤمن وكافر الشيب ، مع ذلك قال للمؤمن خالف المشرك ، المشرك يشيب فيدع شيبه ويخضع للإرادة الكونية أما المؤمن فقد أمره بأن يخضع للإرادة الشرعية فقال : ( إن اليهود والنصارى لا يصبغون شعورهم فخالفوهم ) هنا الشاهد فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يأمر المسلم بأن يصبغ شيبه الذي ليس من صنعه ليظهر بشخصه مخالفاً للكافر فنحن نرى أن هذه علة شرعية يجب طردها في كل أمر ممكن تحقيقاً للمخالفة للكفار