الواجب على المسلمين كما آمنوا بالنصوص أن يفهموها فهماً صحيحاً كأحاديث وآيات علو الله. حفظ
الشيخ : لإمام من أئمة الحديث وأئمة أتباع السلف الصالح الإمام الذهبي الدمشقي رسالة خاصة في هذه المسألة الهامة، لأنها عقيدة، والرسالة اسمها : *العلو للعليّ الغفار*، وكنت قمتُ بخدمة هذا الكتاب وتلخيصه والتعليق عليه ووضع مقدمة مهمة حول هذه العقيدة السلفية الصحيحة، فالأحباش اليوم هؤلاء وجماهير المسلمين اليوم في أي مكان يُنكرون هذه العقيدة وهي منصوص عليها في عشرات مِن النصوص من كتاب الله ومن حديث رسول الله، وهذا مثال مما أشرت إليه آنفاً كيف أن الناس يؤمنون بآيات لكنهم لا يؤمنون بها لأنهم انحرفوا عن فهمها فهماً صحيحاً، فإذن ينبغي على كل طالب علم أن يكون كما قال تعالى آمراً نبيه عليه السلام أن يقول : (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين )) الشاهد: (( على بصيرة أنا ومن اتّبعني )) كل مسلم من ذكر أو أنثى يجب أن يكون في دينه على بصيرة ولا تتحقق هذه البصيرة إلا بالعلمِ ولا يكون العلم راجعاً إلا إلى مصادر ثلاثة:
المصدر الأول: كتاب الله، والمصدر الثاني: سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمصدر الثالث: أقوال الصحابة، لهذا يقول ابن القيم رحمه الله في بعض شعره العلمي البديع قال:
" العلم قال الله قال رسولُه *** قال الصحابة ليس بالتمويهِ
ما العلمُ نصبَك للخلاف سفاهة *** بين الرسول وبين رأي فقيه
كلا ولا جحد الصفات ونفيها *** حذراً من التعطيل والتشبيهِ "

فهؤلاء الناس اليوم وفيهم كثير من الخاصّة ومنهم هذا الحبشي وأتباعه ينكرون أن يكون الله عز وجل على العرش استوى، ولهم في ذلك تأويلات طويلة والبحث في الرد عليها يُخرجنا عما نحن في صدده ولاسيما وقد قارب الوقت وقتنا على الانتهاء، لهذا نحن نذكّر وليس لنا إلا التذكير فقط أنّ على كل مسلم أن يكون على بصيرة من دينه، لا يكون منتسباً لشخص غير معصوم إطلاقاً إلا لشخص واحد وهو محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه، وكذلك لا يجوز لمسلم أن ينتسب إلى جماعة في هذه الدنيا سواءً في الحاضر أو الغابر إلا إلى جماعة واحدة وهي جماعة السلف الصالح، والسبب في هذا ألا أحد معصوم إلا الرسول عليه السلام وألّا جماعة معصومة إلا جماعة السلف الصالح ولذلك فلا حزبية في الإسلام ولا جماعة في الإسلام ولا انتساب لشخص من الأشخاص مهما كان هذا الشخص سواء كان من الأئمة الأربعة أبا حنيفة أو مالكًا أو الشافعيَّ أو أحمد بن حنبل، ومن فضل هؤلاء الأئمة أنهم نهوا أن يكونوا متبوعين دون النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولذلك صح عن كل واحد منهم أنه قال: " إذا صحّ الحديث فهو مذهبي " فإذا كان لا يجوز للمسلم أن ينتسب إلى إمام من هؤلاء الأئمة وهم في العلم والفضل والصلاح من هم، فكيف ينتسب إنسان إلى شخص آخر لا يُدرى ما حقيقة أمره وما مقدار علمه، فكيف إذا عُلم انحرافه عن الكتاب والسنة، لا انتساب إلا لنسبة واحدة ألا وهو الكتاب والسنة والسلف الصالح لما ذكرناه آنفاً وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
السائل : سؤال صغير بدنا نسأله بس.
الشيخ : ما باقي وقت.
السائل : عشر دقائق.
الشيخ : خلاص، الساعة ستة ونص صارت وبدك سؤال وبدك ... كمان شو ...