هل وجود القرآن الآن بين أواسط المسلمين ووجود السنة ودعاة الإسلام هو نفسه حجة ؟ حفظ
السائل : بعض الناس يرون يا شيخ أن وجود القرآن الآن بين أواسط المسلمين ووجود السنة ودعاة الإسلام هو نفسه حجة.
الشيخ : هذه سطحية عجيبة، هذا الحقيقة من أبسط الأمور وتعجب كيف يقول بعض الناس هذا، لقد سمعت هذا من نحو عشرين سنة من بعضهم، هل القرآن الآن يذاع إلى ألمانيا وفرنسا وأمريكا، يا جماعة قال الله عزوجل: (( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم )) فهذا القرآن الذي فعلاً أحاط بالكرة الأرضية كلها تبليغاً وتسميعاً ولكن هل أُفهم ؟!
من أين لهؤلاء الأعاجم المسلمين فضلاً عن الكافرين، من أين لهم أن يفهموا القرآن الكريم ونحن ما أفهمنا المسلمين العرب، ما أفهمناهم معاني القرآن الكريم فضلاً عن المسلمين الأعاجم فضلاً عن الكفار الأعاجم.
أليس المقصود يعني تبليغ لفظ القرآن المقصود فيه تبليغ معاني القرآن، العرب كما أشرت آنفاً أصبحوا بعيدين عن لغة القرآن، لا يفهمون القرآن بينما العربي في زمن الرسول عليه السلام وهم بنص القرآن أمة أُميّة لكن أُنزل القرآن بلغتهم ففهموه، ولذلك نحن نضرب المثل دائماً وأبداً عجيب مشايخ وعلماء كبار من علماء الأزهر ما يفهمون حتى اليوم معنى لا إله إلا الله، ولا يفهمون لماذا كان المشركون يقولون كما قال تعالى: (( وإذا قيل لا إله إلا الله يستكبرون )) قالوا: (( أجعل الآلهة إله واحداً إن هذا لشيء عجاب )) لماذا ؟
لأنهم فهموا معنى هذه الكلمة الطيبة وأنها تعني تحطيم الآلهة التي كانوا يعبدونها من دون الله وينذرون لها ويذبحون لها وإلى آخره، حتى اليوم ما يفهم كثير من أهل العلم هذه الكلمة كما فهمها أبو جهل، والفرق بين الفريقين: أبو جهل فهم معناها وكفر بها، هؤلاء المشايخ لم يفهموا معناها وآمنوا بها فقالوا: لا إله إلا الله، لكن بدون فهم وهذه عقيدة لا تفيدهم شيئاً إطلاقاً.
لذلك إذن المقصود بالتبليغ للقرآن ليس هو اللفظ إلى الأعاجم الذين لا يفقهون معاني القرآن إنما المقصود المعنى، فهل بلغ معنى القرآن إلى هؤلاء الأمم الجواب: لا، إذن لم تقم الحجة.
وعلى هذا أنا أقطع اليوم بأن الكفار في أمريكا وفي أوروبا كشعوب وكأمم
الطالب : السلام عليكم
الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لم تبلغهم دعوة القرآن، وتبلغهم كما أشرت أنت على سجيتها وطبيعتها.
وأنا قلت مرة لهذا الشخص الذي أشرتُ آنفاً أنه قال: هاي القرآن يصل إلى أوروبا وألمانيا وأمريكا ووو إلى آخره، قال: فهذا معناه أنه بلغهم القرآن، قلت له: أنت تعلم أنّا إذا لم نقل أنشط جماعة ينتمون إلى الإسلام في الدعوة إلى الإسلام ولو على مفهومهم الخاطئ أو الكافر هم جماعة القاديانيين، لابد تعرفون عنهم الشيء الكثير، فهؤلاء في ألمانيا لهم نشاط، في إنجلترا لهم نشاط، رأينا مسجدهم يوم قيض لي الذهاب إلى لندن، ودخلنا المسجد ووجدنا الإمام هناك وأحببنا أن نناقشه وإذا به هو ليس عنده شيء من العلم الإسلامي إلا أنه شكلياً هو إمام ذلك المسجد.
الشاهد قلت لمن أشير إليه في كلامي: هل تظن أن هؤلاء الأوروبيين البريطانيين مثلاً والألمان الذين اتصل بهم القاديانيون وأبلغوهم دعوة الإسلام بمفهومهم الخاص ومن ذلك أن قوله تعالى: (( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين )) قالوا: خاتم النبيين لا يعني أنه لا نبي بعد الرسول عليه السلام، وإنما يعني خاتم النبيين أي: زينة النبيين أي: أفضلهم، فلما لقن القاديانيون هؤلاء الأعاجم من البريطانيين والألمان هذه المعاني المحرفة هل بلغوا أولئك الناس الإسلام ؟
ما بلغوهم الإسلام، وإذ الأمر كذلك، فهل أُقيمت الحجة على هؤلاء الأقوام ؟
لم تقم الحجة لأنه لم يُنقل إليهم الإسلام كما أُنزل على قلب محمد عليه السلام، حينما يسمع النصارى من مبشريهم عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم تلك الاتهامات الكثيرة المعروفة على مر الزمان أنه هذا الرجل بالتعبير السوري: نسونجي، يعني بحب النساء، وأنه تزوج كذا وكذا من النساء وإلى آخره، فيصورون النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلاف ما كان عليه من مكارم الأخلاق.
والرسول عليه السلام يقول في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( ما من رجل من هذه الأمة من يهودي أو نصراني يسمع بي ثم لا يؤمن بي إلّا دخل النار ) تُرى لمـّا سمع النصارى من قسيسيهم ورهبانهم وصف الرسول بتلك الأباطيل والأكاذيب هل سمعوا بالنبي؟ ما سمعوا بالنبي إذن هؤلاء ما بلغتهم الدعوة، إذن يشترط أن يلاحظ في تبليغ الدعوة كما جاء في سؤالك أن تكون على صفائها ونقاوتها كما أنزلها الله على قلب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأن تكون مقرونة بالحجة من الكتاب والسنة.