ما رأيكم بكتاب الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق *المسلمون والعمل السياسي* وما توجيهكم لما فيه ؟ حفظ
السائل : في ياشيخ بعض الشبه
الشيخ : نعم
السائل : في كتاب هنا لأحد الدعاة !
الشيخ : أيوا.
السائل : المسلمون والعمل السياسي، في خلاف هنا بالاسم يا شيخ.
الشيخ : ها *المسلمون والعمل السياسي*، عبد الرحمن عبد الخالق، هذا تلميذنا في الجامعة الإسلامية لكن أظن أنه يعني حرفته السياسة، تفضل اقرأ لنشوف.
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم يقول: " ونعود فنقول: إن الحزب السياسي والجمعية الخيرية والتجمع والنقابة والاتحاد هذه المؤسسات التي يَسمح بها نظام الحكم الديمقراطي يجب على المسلمين المبادرة إليها واتخاذها سبيلاً وطريقاً لنشر دينهم وتمكين عقيدتهم وتجميع قواهم وتدريب وتعليم عناصرهم بل يجب على المسلمين أن يسعوا إلى مثل هذا التشريع الذي يسمح بذلك لو كان النظام القائم لا يسمح به، لأن هذا حق من حقوقهم بل واجب من واجباتهم أن يتعاونوا على البر والتقوى وأن يكونوا جمعيات وجماعات وأحزاب تدعو إلى الله وتنشر دينه وتُعلي كلمته
ونستطيع أن نستدل من واقع السيرة النبوية جواز استصدار مثل هذه الجمعية أو الحزب أو حتى مجرد الأمان والعهد والحماية لفرد أو مجموعة بأن تنشر الدين وتدعو إلى الله، وأن استصدار هذا التشريع جائز في ظل دولة كافرة قلباً وقالباً، فكيف بدولة تعلن الإسلام في بعض جوانب حياتها.
ومما يدل على ذلك "

الشيخ : تفضل
السائل : " أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من بعض الكفار الحماية ليتمكن من تبليغ دين الله بعد أن منعته قريش وآذته
فقد جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( هل أتى عليك يوماً كان أشد عليك من يوم أحد؟ قال: ما لقيت من قومك كان أشد منه، يوم أن عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كُلال، فلم يجبني إلى ما أردت ) قال: فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عرض نفسه على كافر ليحميه حتى يبلغ رسالة ربه فإذا جاز هذا فمن باب أولى والله تعالى أعلم أنه يجوز الحصول على إذن للدعوة إلى الله وتأسيس مؤسسة فتكون للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مجمع علم وخير "
.
الشيخ : هذا الآن مش موضع خلاف هذا، تأسيس جمعية تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر هذا مش موضع خلاف، لكن هناك الدعوة أوسع من ذلك، فهل انتهى كلامه أم له تتمة.
السائل : نعم.
الشيخ : تفضل.
السائل : " وقد يقول قائل: إنما حدث لرسوله صلى الله عليه وسلم كان فضلاً عابراً وهذا خطأ أيضاً، فالنبي صلى الله عليه وسلم ما فتئ في مكة يطلب من يحميه ليبلغ رسالة الله، فقد عرض نفسه كذلك على الأخنس بن شريق وسهيل بن عمرو فأبيا أن يجيراه، ثم لما عرض نفسه على المطعم بن عَدي أجابه لهذا، ومعلوم أن المطعم بن عَدي مات مشركاً ومع لك حفظ له الرسول صلى الله عليه وسلم جميله وقال يوم أسارى بدر: ( لو كان المطعم بن عدي حياً ثم كلمني في هؤلاء النتنى لأطلقتهم له ) ويعني النبي صلى الله عليه وسلم بهؤلاء أسارى بدر، فإذا جاز ذلك في وقت ضعف المسلمين فلا شك أنه جائز ما وجد هذا الضعف، ومعلوم ما آلت إليه حال المسلمين اليوم " .
الشيخ : عفواً : إذا جاز ذلك ، اسم الإشارة يعود إلى ماذا ؟
السائل : يعني إلى طلب الحماية
الشيخ : نعم
السائل : طلب الحماية من الكفار ليتمكن من تطبيق دينه.
الشيخ : طيب وين الأدلة على تلك المقدمة الطويلة العريضة التي ذكرها في أول الكلام ؟!
السائل : ما أدري.
الشيخ : هذه مشكلة هنا يقول العلماء: " الدليل أخص من الدعوى " ، العلماء في مثل هذا الكلام والدليل يقولون: " الدليل أخص من الدعوى "، يعني ما دل عليه الحديث الصحيح الذي ذكره لا أحد يناقشه في ذلك، لكن دعواه الطويلة العريضة لم يأت عليها بدليل.
ونحن نقول: رسول الله صلى الله عليه وسلم لما طلب الحماية والنصرة من أولئك الأقوام وهم كفار : هل طلب ذلك بشرط الانحراف عن شيء من دعوته ؟! حاشاه، طيب، الذي يريد أن يعمل في حزب سياسي غير مسلم أليس هو سيخالف الشرع في كثير من أحكامه ؟
السائل : بلى.
الشيخ : فأين هذا الكلام وأين هذا الدليل ؟!