هل يلزم من كون الجهاد في أفغانستان فرض عين أن تخلوا ديار المسلمين من المسلمين حتى يتخلصوا من إثم ترك هذه الفريضة ؟ حفظ
السائل : أفتيتم قبل ذلك بأن الجهاد في أفغانستان فرض عين، فلو أراد المسلمون الآن أن ينفذوا هذه الفتوى للزم أن تخلوا ديار المسلمين من المسلمين حتى يتخلصوا من إثم ترك هذه الفريضة فما قولكم؟
الشيخ : طبعاً قولنا أن الجهاد في أفغانستان فرض عين يعني بأنه لا يجوز أن نترك المسلمين الأفغانيين وحدهم وأنه يجب على كل المسلمين أن يساعدوهم بأبدانهم وأموالهم وألسنتهم كما قال عليه السلام: ( جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم )
لكن حينما يقول القائل -وهذا لسنا منفردين به لأنها حقيقة علمية- : أن البلاد الإسلامية إذا غُزيت من الكفار فعلى المسلمين أن ينفروا كافة لا أحد يعني هذه الصورة الغريبة التي صورتها آنفاً أنها لخلت بلاد الإسلام من السكان المسلمين فيها
أنا سأقول شيئاً آخر: سوف لا تتسع بلاد الأفغان لكل هؤلاء المسلمين، لكن المقصود أن ينفر إلى تلك البلاد ما يتحقق به طرد الكافر المستعمر، وأنا ألاحظ في بعض الأحيان أن كثيراً من الناس يفترضون صوراً خيالية ولا يعالجون الواقع، هل قام المسلمون بعضهم بهذا الفرض الكفائي فخلصوا بلاد الأفغان من الشيوعيين الذين هم أذناب السوفيات حتى يقال لو أن المسلمين كلهم انطلقوا لإعانتهم لفرغت بلاد الإسلام من سكانها .!
لماذا نكون خياليين ولا نكون واقعيين لا شك أن المسلمين كثير منهم من شبابهم ومن أغنيائهم هم مقصرون كل التقصير بالقيام بواجب مساعدة الأفغانيين بكل قوة تدخل في عموم قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )) إلى آخر الآية، ولذلك فلا أحد يخطر في باله أنه حينما يقال: فرض عين أننا نريد أن تخلو الديار الإسلامية من سكانها ليذهبوا إلى أفغانستان وأفغانستان لا تتسع لهؤلاء تماماً، لكن يجب أن يذهب منهم لا على التعيين ما يتحقق به هذا الفرض العيني. نعم