هل إذا ثبت أن الكويت وقعت معاهدة مع أمريكا بدخولها لأراضيها للقضاء على العراق حفاظا على إسرائيل أثناء حرب العراق مع إيران، يدل على أن الكويت هي من أشعلت الفتنة ؟ حفظ
السائل : بارك الله فيك يعني نقول بان سبب الفتنة هو صدام في اعتدائه على الكويت، لكن بدي أبين لأستاذنا ربما هذا الأمر ما وصله.
الشيخ : تفضل.
السائل : بانه طبعاً ثبت بالأدلة الرسمية أن حكام الكويت كان هناك بينهم وبين أمريكا أيام حرب العراق مع إيران إتفاقية وموقعة بأقلام حكام الكويت على احتلال الكويت من قبل الأمريكان وتوجيه ضربة للقضاء على العراق لأنها تمثل خطر على إسرائيل، فإذا ثبت ذلك رسمياً وتوقيعات حكام الكويت ألا يكونوا هم سبب الفتنة التي أدت لدخول صدام واحتلالهم فكانت الفتنة إلى ما وصلت إليه الآن ؟
الشيخ : جواباً على سؤالك أقول: كنا سمعنا شيئاً من هذا الكلام في أول احتلال العراق للكويت، قيل لنا من بعضهم: إنه أنت لا تستنكر احتلال العراق للكويت هذا الاستنكار الشديد
السائل : نعم
الشيخ : لان لو لم يحتل العراقُ الكويت كانت بدها تحتل العراق الأمريكان، قيل لنا هذا من أول الفتنة وأظن أبو عبد الله سمع هذا وبعض إخواننا.
السائل : القول أن هناك أوراق موقعين عليها حكام الكويت يعني أنا ما بقول سمعت يعني هذه أوراق وما استطاعوا يردوا عليها، يعني هذه الأوراق.
الشيخ : أنا ما بيهمني هذا
السائل : نعم
الشيخ : بيهمني أن أُسمعك الجواب.
السائل : تفضل.
الشيخ : الذي قلته يومئذ
السائل : نعم
الشيخ : وسأقوله أحكيه وأرمي به كما يقولون: " عصفورين بحجر واحد " فأنا أقول قلت وأقول الآن كما قلتُ في ذاك الزمان
قلنا: إن صحّ أن الأمريكان كانوا يريدون احتلال الكويت لضرب العراق، هذا بلاشك اعتداء من الأمريكان كما تفعل الآن مع العراق على الكويت، إن صح هذا الخبر .
لكن هذا لا يجوز إسلامياً أن نقابل فعل الأمريكان المحتمل وقوعه بفعل نحن نجعله حقيقة واقعة ونحن مسلمون وجيران إذا ما بدهم يراعوا الأحكام الشرعية كما هم الغالب يعني كدولة بعثية لا تراعي الأحكام الشرعية فتراعي حق الجوار، فإسلامياً لا يجوز أن يعتدي جار مسلم على جاره بحجة إنه الكافر بده يعتدي عليه فإذن فلأكون أنا المعتدي
لا شك أنك قرات معي في بعض كتب السنة حديثاً يُروى في سنن الترمذي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنّا وإن ظلموا أسأنا ولكن وطّنوا أنفسكم إن أحسنوا أن تُحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا ) هذا الحديث جاء مرفوعاً وجاء موقوفاً ولا يصح مرفوعاً، ولذلك نحن نقول إنه حكمة مسعودية عبد الله بن مسعود يقول: ( لا تكونوا إمعة ) إلى آخره
فإذا جاز للحاكم الكافر أن يعتدي على حاكم مسلم أو جاز لدولة كافرة أن تعدي على دولة مسلمة فذلك لا يبرر بوجه من الوجوه إطلاقاً أن تقوم جارة الدولة التي يريد الكافر أن يعتدي عليها فيعتدي هو عليها، يعني امرأة مسلمة يريد أن يفجر بها كافر، لا أحسن ما يفجر بها كافر فليفجر بها هذا المسلم، هذا منطق غير إسلامي تماماً ولذلك فأنا أقول: هب أن الأمر كان كذلك، فبديل أن تقوم العراق بالاعتداء على الكويت كان ينبغي أن يقع شيء من التفاهم.