فائدة : أقسام التوحيد. حفظ
الشيخ : لأنكم تعلمون فيما أعتقد أن العلماء المحققين قسموا التوحيد الذي ينجي يوم القيامة لرب العالمين ينقسم إلى ثلاثة أقسام، فإذا أخل المسلم بواحد منها لم يكن المسلم موحدًا حقًا: القسم الأول: توحيد الربوبية ، والقسم الثاني: توحيد الألوهية أو توحيد العبادة، والقسم الثالث: توحيد الأسماء والصفات، فمن وجّه عبادة من العبادات التي تعبّد الله عز وجل بها عباده إلى غيره عز وجل فقد اتخذه معه إلها.
ولذلك نجد في القرآن الكريم أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان يدعوا المشركين من قومه إلى عبادة الله وحده لا شريك له بالكلمة الطيبة: (( وإذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ))، وأيضًا حكى عنهم أنهم قالوا: (( أجعل الآلهة إلهًا واحدًا إن ها لشيء عجاب ))، فالمشركون لم يكونوا ينكرون التوحيد الأول وهو توحيد الربوبية أو توحيد الخالقية، وإنما كانوا يعترفون بذلك تماماً، وإنما أنكروا توحيد العبادة، لذلك قالوا (( أجعل الآلة إلهًا واحدًا إن هذا لشيء عجاب ))، فأنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم حينما أمرهم بأن لا يذبحوا وألا يحلفوا إلا بالله، وألا ينذروا إلا لله استنكروا ذلك عليه وجعلوا ذلك علامة منهم على كفرهم وشركهم بالألوهية وتوحد الله عز وجل بالعبادة.
فقول المسلم أي مسلم كان: لا إله إلا الله محمدًا رسول الله هذا بلا شك ينجيه من عذاب الدنيا ألا وهو القتل كما قال عليه السلام: ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها فقد عصموا مني دماؤهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله ) فمن قال لا إله إلا الله نجى بنفسه من الموت، لكن لا ينجو أمام الله عز وجل من الخلود في النار إلا إذا قام بحق هذه الكلمة وأول حقها هو عبادة الله عز وجل وحده لا شريك له، فمن طاف إذن حول القبور فمعنى هذا أنه عظّمه بعبادة جعلها الله عز وجل عبادة له، فنقلها هذا الضال من عبادته لله إلى عبادة المقبور، وهو شرك لا شك ولا ريب فيه، هل هناك شيء آخر ؟