تنبيه : الواجب على الجماعات التي تدعي أنها على الكتاب والسنة أن تبين وتظهر انتمائها إليه. حفظ
الشيخ : ولذلك فكل جماعة تدعي الانتماء إلى الكتاب والسنة فيجب أن يظهروا انتماءهم كما هم كانوا يقولون قديماً ولم نعد نسمع ذلك حديثاً كانوا يقولون: نريد الإسلام يمشي على الأرض وهذه حقيقة مهمة جدًا نحن نريدهم أيضًا أن يكون إسلامهم مطبّقًا عملياً يمشي على الأرض في كل ما يأتونه وما يدعونه، فنحن نرى مع الأسف الشديد أن أي جماعة من الجماعات المشار إليها في السؤال السائل لا تتبنى الإسلام منهجاً في حياتها وعلى ما ذكرنا من منهج السلف الصالح إلا من ينتمون بأسماء تؤدي إلى معنى واحد تارة يقال عنهم : السلفيون أتباع السلف الصالح ليسوا أتباع الآباء والأجداد إنما أتباع السلف الصالح الذين سبق ذكرهم في حديث الفرون الثلاثة ، ويقال عنهم في بعض البلاد الأخرى بأنهم أهل الحديث، وفي بلاد أخرى إنهم أنصار السنّة لا نجد على وجه الأرض من جماعات يطبقون الإسلام عمليا في كل نواحي حياتهم وينهجون منهج ذلك الرجل الذي قُضي عليه مع الأسف الشديد بعد أن بدأ تتبين له حقائق الدعوة السلفية فكان من عنوان بعض كتبه لا إله إلا الله منهج حياة .
لم يجر هؤلاء الناس على هذه الحقيقة العلمية إلا في بعض الأمور الشكلية فتراهم يصلون فكل فرد منهم لا يبني على صلاة الرسول عليه السلام ولا يهتم بها، وقد يسمي بعضهم الاهتمام بتصحيح عبادات الناس سواء كان ذلك طهارة أو صلاة أو حجاً أو صياما هذا من توافه الأمور ومن القشور، ونحن نريد الاهتمام باللباب هكذا يقول بعضهم ولا نعمم، لكننا سمعنا هذا من كثير من أفرادهم وذلك يدلنا دلالة واضحة على أنهم لا يريدون أن يتبنوا الإسلام كلّا لا نفرق بين الله ورسوله لا نفرق بين رسوله وبين أصحابه كما هو مقتضى تلك الأدلة، وإنما هم يهتمون بالجانب السياسي للإسلام وإذا عنو بهذا الجانب فقط فقد خالفوا النهج الذي كانوا يدندنون قديماً حوله نريد إسلامًا يمشي على وجه الأرض، يعجبني في هذه المناسبة قول بعض كبارهم حين قال كلمة أرجو أن يطبقها كل مسلم وأولهم هؤلاء الذين ينتمون إلى من قال هذه الكلمة ، قال: أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم لكم في أرضكم . هذه في الحقيقة في اعتقادي حكمة بالغة لأن المسلمين إذا لم يصححوا عقائدهم التي محلّها قلوبهم ثم لم يصححوا عباداتهم التي هي سبب تقوية الإيمان في قلوبهم كما أشار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المعروف من حديث النعمان بن بشير الذي أوله : ( إن الحلال بين والحرام بين ) إلى أن قال عليه الصلاة والسلام : ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ) فكلما اهتم المسلم بإصلاح ظاهره وهذا لا يكون إلا بإصلاح عباداته وفق الكتاب والسنة وبإصلاح سلوكه ومنطلقه في حياته فلا يمكن أبداً أن يقيموا دولة الإسلام في قلوبهم إلا بهذا الطريق الذي شرعه الرسول عليه السلام حين قال في حديث النعمان : ( ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب ).