بيان وجوب اتباع سبيل المؤمنين وصراط الله المستقيم على كل أحد في حدود استطاعتهم . حفظ
الشيخ : فإذن عليهم جميعا هذه الجماعات إن كانوا صادقين بأنهم يتبنون الكتاب والسنّة .
عليهم أولاً أن يطبقوه على منهج السلف الصالح .
وثانياً : أن يطبقوه في أنفسهم وفي ذويهم في حدود استطاعتهم، ولا يفكروا في إقامة الدولة المسلمة التي تحتاج إلى شروط كثيرة وكثيرة جداً أولها اجتماع القلوب قلوب المسلمين على منهج مستقيم وليس ذلك إلا كما قال رب العالمين : (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) فالسبيل الذي أشار الله عز وجل في هذه الآية الكريمة هو ما كان عليه النبي عليه السلام وأصحابه، وقد جاء في *مستدرك* الحاكم وغيره من حديث ابن مسعود: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم خط ذات يوم خطّاً مستقيما على الأرض ثم خط حوله خطوطًا قصيرة، ثم قرأ عليه الصلاة والسلام تلك الآية (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرّق بكم عن سبيله )) ثم زاد عليه الصلاة والسلام تبياناً لهذه الآية كما هو مأمور به في القرآن : (( ونزّلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُّزل إليهم )) قال عليه الصلاة والسلام مشيراً إلى الخط المستقيم : (( وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه )) ثم أشار إلى الخطوط القصيرة التي حول الخط المستقيم فقال: ( هذه طرق وعلى رأس كل طريق منها شيطان يدعو الناس إليه ) هذه الطرق القصيرة هي في الواقع تمثّل تمثيلًا دقيقاً جداً وكأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الرسم الحلال كان يُنبّئ المسلمين بما سيقع من الاختلاف والاقتصار على سلوك الطرق القصيرة.