الجواب عن سؤال يتعلق بحديث الجمع بين الصلاتين في الحضر. حفظ
الشيخ : إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد :
فقد كنا نتكلم قبيل أذان المغرب في الجواب عن سؤال طُرح علي يتعلق بحديث الجمع بين الصلاتين في الحضر، وجرى الحديث سجالًا، وانتهى إلى أنني ذّكرت السائل بحديث ابن عباس الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عنه رضي الله تعالى عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء سبعًا دون سفر ولا مطر -وفي رواية بدل المطر الخوف-
قالوا يا أبا العباس، -وهي كنية عبد الله بن عباس- ماذا أراد بذلك؟ أي ماذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الجمع الذي رويته لنا عنه ؟
قال أراد ألا يُحرج أمّته أراد ألا يُحرج أمته ) وكنت تكلمت قبل ذكري وروايتي لهذا الحديث حول الجمع الذي جاء في السنة، وذكرت ما خلاصته أنه نوعان: أحدهما: جمع مطلق ليس فيه بيان نوعية هذا الجمع، والجمع الآخر: فيه بيان أنه جمع حقيقي يقابل هذا الجمع الذي هو النوع الثاني ولا ثالث لهما، نوع يذهب إليه علماء الحنفية بخاصة وبعض الزيدية بعامة، إلى أنه جمع صوري، أما الحنفية فيذهبون إلى معارضة كل الأحاديث التي جاءت من النوع الثاني الذي هو الجمع الحقيقي وهو كما جاء في *صحيح مسلم* من حديث أنس رضي الله تعالى عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في السفر بين الظهر والعصر أخّر الظهر إلى أول وقت العصر ) هذا هو الجمع الحقيقي أي إنه أخر صلاة الظهر حتى دخل أول وقت العصر فصلى الظهر ثم صلى العصر، هذا جمعٌ حقيقي ثم قال أنس رض الله عنه: ( ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء جمعًا، أخر المغرب إلى أول صلاة العشاء ) فجمع بينهما جمعاً حقيقيًا في وقت الأخرى منهما، هذا حديث ذكره الإمام مسلم في *صحيحه* كما ذكرنا.
أما الجمع الثالث الذي يُسمى بالجمع الصوري وهو نستطيع أن نقول إنه صوري لا حقيقية له ولا وجود له إلا في أذهان بعض المتأولين لبعض الأحاديث، وأبعد الناس عن هذه الأحاديث هم الحنفية الذين ينكرون شرعية الجمع الحقيقي في السفر اللهم إلا في عرفة وفي مزدلفة فقط، ويتأولون كل الأحاديث التي جاءت بالجمع تأويل للجمع الصوري ويعنون بذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جمع في السفر أخر الصلاة الأولى كالظهر مثلًا مع العصر إلى قبيل وقت العصر، وإلى آخر وقت العصر، فما يكاد يصلي الظهر إلا ويكون دخل وقت العصر، وهكذا المغرب مع العشاء.
هذا الجمع الصوري لا نجد له صورةً حقيقةً صريحةً في كل الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلوات.
أما بعد :
فقد كنا نتكلم قبيل أذان المغرب في الجواب عن سؤال طُرح علي يتعلق بحديث الجمع بين الصلاتين في الحضر، وجرى الحديث سجالًا، وانتهى إلى أنني ذّكرت السائل بحديث ابن عباس الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه عنه رضي الله تعالى عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في المدينة بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء سبعًا دون سفر ولا مطر -وفي رواية بدل المطر الخوف-
قالوا يا أبا العباس، -وهي كنية عبد الله بن عباس- ماذا أراد بذلك؟ أي ماذا أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الجمع الذي رويته لنا عنه ؟
قال أراد ألا يُحرج أمّته أراد ألا يُحرج أمته ) وكنت تكلمت قبل ذكري وروايتي لهذا الحديث حول الجمع الذي جاء في السنة، وذكرت ما خلاصته أنه نوعان: أحدهما: جمع مطلق ليس فيه بيان نوعية هذا الجمع، والجمع الآخر: فيه بيان أنه جمع حقيقي يقابل هذا الجمع الذي هو النوع الثاني ولا ثالث لهما، نوع يذهب إليه علماء الحنفية بخاصة وبعض الزيدية بعامة، إلى أنه جمع صوري، أما الحنفية فيذهبون إلى معارضة كل الأحاديث التي جاءت من النوع الثاني الذي هو الجمع الحقيقي وهو كما جاء في *صحيح مسلم* من حديث أنس رضي الله تعالى عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع في السفر بين الظهر والعصر أخّر الظهر إلى أول وقت العصر ) هذا هو الجمع الحقيقي أي إنه أخر صلاة الظهر حتى دخل أول وقت العصر فصلى الظهر ثم صلى العصر، هذا جمعٌ حقيقي ثم قال أنس رض الله عنه: ( ثم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب والعشاء جمعًا، أخر المغرب إلى أول صلاة العشاء ) فجمع بينهما جمعاً حقيقيًا في وقت الأخرى منهما، هذا حديث ذكره الإمام مسلم في *صحيحه* كما ذكرنا.
أما الجمع الثالث الذي يُسمى بالجمع الصوري وهو نستطيع أن نقول إنه صوري لا حقيقية له ولا وجود له إلا في أذهان بعض المتأولين لبعض الأحاديث، وأبعد الناس عن هذه الأحاديث هم الحنفية الذين ينكرون شرعية الجمع الحقيقي في السفر اللهم إلا في عرفة وفي مزدلفة فقط، ويتأولون كل الأحاديث التي جاءت بالجمع تأويل للجمع الصوري ويعنون بذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا جمع في السفر أخر الصلاة الأولى كالظهر مثلًا مع العصر إلى قبيل وقت العصر، وإلى آخر وقت العصر، فما يكاد يصلي الظهر إلا ويكون دخل وقت العصر، وهكذا المغرب مع العشاء.
هذا الجمع الصوري لا نجد له صورةً حقيقةً صريحةً في كل الأحاديث التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلوات.