تنبيه الشيخ على ما يقع فيه كثير من الناس في مسابقتهم للإمام في قولهم آمين. حفظ
الشيخ : إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرورِ أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهدُ أنَّ محمداً عبده ورسوله ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )) ، (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) ، (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) .
أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار ، قال تعالى : (( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، ولقد تنبهت في ليلتكم المباركة هذه -إن شاء الله- إلى التنبيه والتذكير بمسألتين اثنتين رأيتهما في كثير من البلاد التي طُفت فيها مخالفة للشرع، إحداهما تخالف نص الحديث الصحيح الصريح، والأخرى تخالف بعض الآداب الإسلامية التي جرت بعض التقاليد الحديثة على الاستهتار بها وعدم الاهتمام لها.
أما المسألة الأولى: فهي أن جماهير المصلين المقتدين وراء الإمام في الصلاة الجهرية يقعون في مسابقة الإمام في قضية هي كما لو أن الشارع الحكيم فرضها عليهم على ما هم عليه مِن الخطأ، أعني بذلك: مسابقة جماهير المصلين لإمامهم بالصلاة الجهرية بقولهم: آمين، قبل أن يشرع الإمام بقوله: آمين، وهذه قضية رأيتها -مع الأسف- في أكثر البلاد الإسلامية لا نحاشي ولا نستثني منها بعض البلاد المقدسة كمكة والمدينة، فإنَّ الناس عن هذه السنة بل عن هذا الأمر النبوي هم مِن الغافلين، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنَّه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه )، هذا الحديث جاء تطبيقًا لقاعدةٍ وأَصلٍ أصَّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ربط المأموم بالإمام وعدم جواز مسابقة هذا المأموم لذاك الإمام، ذلك هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به ) زاد في رواية : ( فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوسًا أجمعين ):
فكما قال صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث: ( إنما جُعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) إلى آخر الحديث، كذلك قال في الحديث الأول : ( إذا أمّن الامام فأمّنوا ) فكما أنه لا يجوز للمقتدي أن يسابق الإمام في شيء مما سبق ذكره في الحديث الثاني: ( إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ) كذلك لا يجوز للمقتدين أن يسابقوا الإمام بقولهم: آمين، والغفلة في هذه القضية عامة في أكثر البلاد التي رأيتها، ولذلك فينبغي على عامة المصلين أولًا:
أن يستحضروا عقولهم وألبابهم في الصلاة ولا يكونوا من الغافلين عن ذكر الله فيها، فإن مسابقة الإمام في " آمين " تنشأ من قضيتين اثنتين:
لأمور دنياهم في صلاتهم، والأخرى: جهلهم في هذا الحكم الشرعي الصريح في هذا الحديث الصحيح: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ):
لقد تكلم شراح الحديث في هذه الجملة من الحديث فقالوا: ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) له معنيان:
المعنى الأول: -وهو المعنى الراجح والله أعلم-: إذا شرع الإمام آمين فاشرعوا أنتم بدوركم في آمين.
والمعنى الثاني: إذا انتهى الإمام من: آمين فابدأوا أنتم بقولكم آمين، وعلى كل من الوجهين أو الشرحين فمعنى ذلك أن الإمام ينبغي أن يتأخر.
فعلى كلٍ من التفسيرين لهذا الحديث فهما يلتقيان في أن المقتدي ينبغي أن يتأخر عن الإمام في الشروع بآمين، وعلى هذا فينبغي على كل مصلٍّ أن يراقب قراءة الإمام وأن يكون قلبه ولُبه معه، فإذا وصل الإمام إلى قوله: (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لا يُبادر المقتدي إلى قوله: آمين، وإنما يحبس نفسه إلى أن يبدأ يسمع شروع الإمام في آمين فهو بعد ذلك يشرع في: آمين، هذا الحديث صريحٌ جدًّا في هذا الحكم الذي خالفه جماهير المقتدين، ولذلك فينبغي ملاحظة ذلك حتى لا نقع في أمرين اثنين:
الأمر الأول: -وهو الأهم بلا شك بالنسبة للتعبد لله في عباده بما شاء من أحكام شريعته ألا وهو-: ألا نقع في مخالفة قوله عليه السلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ).
أما بعد :
فإنَّ خير الكلام كلامُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمور محدثاتُها، وكلَّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار ، قال تعالى : (( وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين )) ، ولقد تنبهت في ليلتكم المباركة هذه -إن شاء الله- إلى التنبيه والتذكير بمسألتين اثنتين رأيتهما في كثير من البلاد التي طُفت فيها مخالفة للشرع، إحداهما تخالف نص الحديث الصحيح الصريح، والأخرى تخالف بعض الآداب الإسلامية التي جرت بعض التقاليد الحديثة على الاستهتار بها وعدم الاهتمام لها.
أما المسألة الأولى: فهي أن جماهير المصلين المقتدين وراء الإمام في الصلاة الجهرية يقعون في مسابقة الإمام في قضية هي كما لو أن الشارع الحكيم فرضها عليهم على ما هم عليه مِن الخطأ، أعني بذلك: مسابقة جماهير المصلين لإمامهم بالصلاة الجهرية بقولهم: آمين، قبل أن يشرع الإمام بقوله: آمين، وهذه قضية رأيتها -مع الأسف- في أكثر البلاد الإسلامية لا نحاشي ولا نستثني منها بعض البلاد المقدسة كمكة والمدينة، فإنَّ الناس عن هذه السنة بل عن هذا الأمر النبوي هم مِن الغافلين، ذلك هو قوله عليه الصلاة والسلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا، فإنَّه مَن وافق تأمينه تأمين الملائكة غُفر له ما تقدم من ذنبه )، هذا الحديث جاء تطبيقًا لقاعدةٍ وأَصلٍ أصَّله النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ربط المأموم بالإمام وعدم جواز مسابقة هذا المأموم لذاك الإمام، ذلك هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إنما جُعل الإمام ليؤتم به ) زاد في رواية : ( فلا تختلفوا عليه، فإذا كبر فكبروا، وإذا ركع فاركعوا، وإذا قال: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا صلى قائمًا فصلوا قيامًا، وإذا صلى جالساً فصلوا جلوسًا أجمعين ):
فكما قال صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث: ( إنما جُعل الامام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ) إلى آخر الحديث، كذلك قال في الحديث الأول : ( إذا أمّن الامام فأمّنوا ) فكما أنه لا يجوز للمقتدي أن يسابق الإمام في شيء مما سبق ذكره في الحديث الثاني: ( إذا كبر فكبروا وإذا ركع فاركعوا ) كذلك لا يجوز للمقتدين أن يسابقوا الإمام بقولهم: آمين، والغفلة في هذه القضية عامة في أكثر البلاد التي رأيتها، ولذلك فينبغي على عامة المصلين أولًا:
أن يستحضروا عقولهم وألبابهم في الصلاة ولا يكونوا من الغافلين عن ذكر الله فيها، فإن مسابقة الإمام في " آمين " تنشأ من قضيتين اثنتين:
لأمور دنياهم في صلاتهم، والأخرى: جهلهم في هذا الحكم الشرعي الصريح في هذا الحديث الصحيح: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ):
لقد تكلم شراح الحديث في هذه الجملة من الحديث فقالوا: ( إذا أمن الإمام فأمنوا ) له معنيان:
المعنى الأول: -وهو المعنى الراجح والله أعلم-: إذا شرع الإمام آمين فاشرعوا أنتم بدوركم في آمين.
والمعنى الثاني: إذا انتهى الإمام من: آمين فابدأوا أنتم بقولكم آمين، وعلى كل من الوجهين أو الشرحين فمعنى ذلك أن الإمام ينبغي أن يتأخر.
فعلى كلٍ من التفسيرين لهذا الحديث فهما يلتقيان في أن المقتدي ينبغي أن يتأخر عن الإمام في الشروع بآمين، وعلى هذا فينبغي على كل مصلٍّ أن يراقب قراءة الإمام وأن يكون قلبه ولُبه معه، فإذا وصل الإمام إلى قوله: (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) لا يُبادر المقتدي إلى قوله: آمين، وإنما يحبس نفسه إلى أن يبدأ يسمع شروع الإمام في آمين فهو بعد ذلك يشرع في: آمين، هذا الحديث صريحٌ جدًّا في هذا الحكم الذي خالفه جماهير المقتدين، ولذلك فينبغي ملاحظة ذلك حتى لا نقع في أمرين اثنين:
الأمر الأول: -وهو الأهم بلا شك بالنسبة للتعبد لله في عباده بما شاء من أحكام شريعته ألا وهو-: ألا نقع في مخالفة قوله عليه السلام: ( إذا أمّن الإمام فأمّنوا ).