بيان الشيخ لعدم مشروعية إذاعة الإقامة على مكبرات الصوت. حفظ
الشيخ : لكن ليس الأمر كذلك في أمرين اثنين، مما هو واقع في هذه المساجد التي تُستعمل فيها هذه الوسيلة:
الأمر الأول: إذاعة الإقامة في هذا الجهاز، هذا لا يُشرع، لأن الإقامة لم تكن في مكان الأذان لأنه ليس المقصود بالإقامة إبلاغها إلى أبعد مدى كما هو الشأن بالأذان، وإنما الإقامة إعلامٌ خاص للذين في المسجد فهم ينهضون للصلاة، فليس هناك حاجة إلا نادر جدًّا جدًّا في مسجد كبير ويكون المصلون فيه جمعًا غفيرًا جدًّا بحيث أن كثيرين ممن هم بعيدين من يمين الصف أو شماله، في مثل هذا المسجد الكبير يمكن أن يقال باستعمال هذا المكبر للصوت في الإقامة، أما في المساجد التي ليست بتلك التوسعة فلا ينبغي أن نُشغل الناس خارج المسجد بمثل هذه الإقامة، لأن الإقامة إعلام خاص متعلق بمن كان في داخل المسجد، ولا ينبغي لنا أن نحسن ما لم يحسنه الشارع، فنقول كما قيل لي في بعض ما ذكرت بهذا، قيل:
أليس من الأحسن أن نُسمع الإقامة أيضًا لمن كان خارج المسجد؟
نقول: من مثل هذا التحسين فُتح على المسلمين باب الابتداع في الدين، ومن هنا جاء ما يعرف عند علماء الكلام أن المعتزلة يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، المعتزلة مِن الأمور التي خالفوا فيها أهل السنة أنهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، معنى ذلك يصرحون بما يأتي من البيان، يقولون: ما حسنه العقل فهو حسن، وما قبحه العقل فهو قبيح، وأهل السنة يقولون بخلاف ذلك وقولهم هو الحق: ما حسنه الله تبارك وتعالى فهو الحسن وما قبحه الله فهو قبيح، فلا يجوز للمسلمين أن يُدخلوا عقولهم في التحسين والتقبيح العقليين من ذلك ما نحن في صدده الآن، وقد قيل بهذا القول فرددته بما يأتي، قيل: ما المانع أن نسمع الإقامة كما نسمع الأذان ؟
الجواب: لماذا فرق الشارع الحكيم بين الأذان وجعله على ظهر المسجد أو في مكان مرتفع وجعل الإقامة في المسجد أليس هو أعلم بما ينفع الناس ؟
لا شك في ذلك أبدًا، ولذلك ينبغي أن نؤمن إيمانًا جازمًا أنّ هذا التشريع الإلهي الذي جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه هو تشريع كامل لا مجال لأحد أن يستدرك عليه قِيد شعرة، كيف وقد قال ربنا تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) وقال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه )، فتفريق الشارع الحكيم بين الأذان والإقامة هو فيه حكمة سواء نحن أدركناها أو لم ندركها، علينا أن نقف كما قال تعالى: (( وتلك حدود الله فلا تعتدوها )) فالأذان الذي شرعه الرسول عليه السلام كان على ظهر مسجد لتحقيق الغاية وهي تسميع الناس إلى أبعد مسافة، أما الإقامة فلأمر ما جعلها داخل المسجد ولم يجعلها على ظهر المسجد، فنحن اليوم -وهنا بيت القصيد كما يقال- حينما نذيع الأذان بمكبر الصوت نحقق غاية شرعية، ولكننا حينما نذيع الإقامة بمكبر الصوت هذا نخالف حُكمًا شرعيًّا فنرجو الانتباه لهذا حتى لا نتعدى شريعة الله تبارك وتعالى.
الأمر الأول: إذاعة الإقامة في هذا الجهاز، هذا لا يُشرع، لأن الإقامة لم تكن في مكان الأذان لأنه ليس المقصود بالإقامة إبلاغها إلى أبعد مدى كما هو الشأن بالأذان، وإنما الإقامة إعلامٌ خاص للذين في المسجد فهم ينهضون للصلاة، فليس هناك حاجة إلا نادر جدًّا جدًّا في مسجد كبير ويكون المصلون فيه جمعًا غفيرًا جدًّا بحيث أن كثيرين ممن هم بعيدين من يمين الصف أو شماله، في مثل هذا المسجد الكبير يمكن أن يقال باستعمال هذا المكبر للصوت في الإقامة، أما في المساجد التي ليست بتلك التوسعة فلا ينبغي أن نُشغل الناس خارج المسجد بمثل هذه الإقامة، لأن الإقامة إعلام خاص متعلق بمن كان في داخل المسجد، ولا ينبغي لنا أن نحسن ما لم يحسنه الشارع، فنقول كما قيل لي في بعض ما ذكرت بهذا، قيل:
أليس من الأحسن أن نُسمع الإقامة أيضًا لمن كان خارج المسجد؟
نقول: من مثل هذا التحسين فُتح على المسلمين باب الابتداع في الدين، ومن هنا جاء ما يعرف عند علماء الكلام أن المعتزلة يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، المعتزلة مِن الأمور التي خالفوا فيها أهل السنة أنهم يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين، معنى ذلك يصرحون بما يأتي من البيان، يقولون: ما حسنه العقل فهو حسن، وما قبحه العقل فهو قبيح، وأهل السنة يقولون بخلاف ذلك وقولهم هو الحق: ما حسنه الله تبارك وتعالى فهو الحسن وما قبحه الله فهو قبيح، فلا يجوز للمسلمين أن يُدخلوا عقولهم في التحسين والتقبيح العقليين من ذلك ما نحن في صدده الآن، وقد قيل بهذا القول فرددته بما يأتي، قيل: ما المانع أن نسمع الإقامة كما نسمع الأذان ؟
الجواب: لماذا فرق الشارع الحكيم بين الأذان وجعله على ظهر المسجد أو في مكان مرتفع وجعل الإقامة في المسجد أليس هو أعلم بما ينفع الناس ؟
لا شك في ذلك أبدًا، ولذلك ينبغي أن نؤمن إيمانًا جازمًا أنّ هذا التشريع الإلهي الذي جاء به نبينا صلوات الله وسلامه عليه هو تشريع كامل لا مجال لأحد أن يستدرك عليه قِيد شعرة، كيف وقد قال ربنا تبارك وتعالى: (( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا )) وقال نبينا صلوات الله وسلامه عليه: ( ما تركت شيئًا يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به وما تركت شيئًا يبعدكم عن الله ويقربكم إلى النار إلا ونهيتكم عنه )، فتفريق الشارع الحكيم بين الأذان والإقامة هو فيه حكمة سواء نحن أدركناها أو لم ندركها، علينا أن نقف كما قال تعالى: (( وتلك حدود الله فلا تعتدوها )) فالأذان الذي شرعه الرسول عليه السلام كان على ظهر مسجد لتحقيق الغاية وهي تسميع الناس إلى أبعد مسافة، أما الإقامة فلأمر ما جعلها داخل المسجد ولم يجعلها على ظهر المسجد، فنحن اليوم -وهنا بيت القصيد كما يقال- حينما نذيع الأذان بمكبر الصوت نحقق غاية شرعية، ولكننا حينما نذيع الإقامة بمكبر الصوت هذا نخالف حُكمًا شرعيًّا فنرجو الانتباه لهذا حتى لا نتعدى شريعة الله تبارك وتعالى.