ما حكم قول: الصلاة خير من النوم في أذان الفجر ؟ حفظ
الشيخ : إيش كان في السؤال شيء آخر غير هذا ؟
السائل : مقولة الصلاة خير من النوم في أذان الفجر ؟
الشيخ : هذا السؤال الثاني:
الصلاة خير من النوم لم تأت في حديث إلا في الأذان الأول أذان الفجر، أما الأذان الثاني فليس فيه حديث إطلاقًا، فهذا في الواقع مِن الأمور التي غيرت فيها السنة في أكثر البلاد.
أحدهما: من حديث أبي محذورة: ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما سمع صوته وأعجبه علّمه الأذان )، وكان في تعليمه إياه بعد أن علّمه الأذان من أوله إلى آخره كما هو معروف اليوم -بدون طبعًا بعض الزيادات من المقدمات أو المأخرات في بعض البلاد- وإنما هو يبدأ كما هو في بلادكم هذه والحمد لله، بـ الله أكبر الله أكبر وينتهي بلا إله إلا الله، قال له: ( فإذا أذنت الأذان الأول في الصبح فقل: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هذا هو الحديث الأول، وهو في * صحيح ابن خزيمة *، و* سنن النسائي * وغيرهما من كتب السنن.
الحديث الثاني: رواه النسائي أيضًا عن ابن عمر -رضي الله عنه- قال: ( كان في الأذان الأول في الفجر: الصلاة خير من النوم، الصلاة خير من النوم )، هكذا يقول ابن عمر مخبرًا عمّا كان عليه هذا الأذان في الصبح وهو الأذان الأول في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فمن كان في بلدة وباستطاعته أن يحييَ هذه السنة فليفعل، لأنه يُرجى له أن يكون قد أحيا سنة وله ذلك الأجر الكثير البليغ الذي جاء في قوله عليه السلام كما في صحيح مسلم: ( مَن سنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص من أجورهم شيئاً ).
ولكن لابد من التنبيه على أنَّ من أراد الإصلاح وتغيير بعض العادات والتقاليد لابد له من التنبيه والتذكير والتوطئة لكي لا يكون لإحياء السنة رد فعل يعود على الناس بشرٍ لا يكون في بالهم أو في حسبانهم، هذه ذكرى والذكرى تنفع المؤمنين.