هل يؤخذ الشارب كله أم بعضه وما الدليل ؟ حفظ
الشيخ : ما هو هذا البعض ؟
ذلك بيانه في فعله عليه السلام وهنا " بيت القصيد " كما يقال، لقد روى الإمام أبو داود في * سننه * والإمام أحمد في * مسنده * عن المغيرة بن شعبة: ( أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد وَفَى شاربُه -أي: طال وزاد على الشفة- فأمر عليه الصلاة والسلام بأن يؤتى له بسواك ومقراض، فوضع السواك تحت ما طال من الشارب ثم قرضه )، وهذا فعلٌ يحدد المعنى المقصود مِن كل تلك الألفاظ: أنه ليس المقصود استئصال الشارب كلُّه وإنما استئصال ما زاد عن الشفة وهو المراد بقوله: ( حفوا الشارب واعفوا عن اللحى )، ففعله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث قد رفع كل المعاني من المعاني التي ذكرناها آنفًا، وعين أن المقصود الأخذ ما زاد على الشفة وليس ما علا عليها، ولهذا فلقد جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان يوفر شاربه ولا يأخذه مِن أصله، بل وكان يطيل سِبالته، وقد جاء في موطأ الإمام مالك -رحمه الله- بالسند الصحيح: " أن من خُلِق عمر -رضي الله عنه- أنه كان إذا غضب نفخ وفتل شاربه "، فهذا يدل على أن الشارب لا يؤخذ كلُّه وإنما يؤخذ ما زاد على الشفتين.
وهنا نكتة طبية بعد أن أثبتنا أنَّ الحكم النبوي هو المحافظة على الشارب، لكن استئصال ما زاد على الشفة، في ذلك فائدتان طبيتان:
الأولى: أنَّ الرجل إذا تساهل بشاربه وطال على شفته أن في ذلك نوع من القذارة فيما إذا أكل خاصة إذا كان فيه دُهن أو نحو ذلك، فاستئصال ما طال على الشفتين فيه نظافة تتناسب مع الإسلام الذي هو مِن طبيعته في كل ما جاءنا مِن تشريع المحافظة على النظافة.
ومن جانب آخر فإبقاء الشاربين على الشفة فيه فائدة أخرى طبية وهي كما يقول بعض الأطباء، وهذه ظاهر والله أعلم أمر مشهود: أنه كمصيدة للجراثيم التي تحيط بالإنسان وفي خاصة مِن منخريه، فيجد هناك كالشبكة تصطاد هذه الجراثيم وتمنعها من الدخول في مجرى الأنف، ذلك حكمة مِن إبقاء الشارع على الشارب واستئصال ما زاد على الشفة، ذلك سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه هو وبعض أصحابه العارفين بهديه.
ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا اتباع نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما جاءنا به عن ربه.
وأرى أن بعض الحاضرين قد بدأ النعاس يداعب أجفانهم، فلذلك أرى أن تنطلقوا إن شئتم، من شاء منكم، ومن كان عنده نشاط مثل الشيخ المزعوم فأنا جالس معه.
ذلك بيانه في فعله عليه السلام وهنا " بيت القصيد " كما يقال، لقد روى الإمام أبو داود في * سننه * والإمام أحمد في * مسنده * عن المغيرة بن شعبة: ( أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد وَفَى شاربُه -أي: طال وزاد على الشفة- فأمر عليه الصلاة والسلام بأن يؤتى له بسواك ومقراض، فوضع السواك تحت ما طال من الشارب ثم قرضه )، وهذا فعلٌ يحدد المعنى المقصود مِن كل تلك الألفاظ: أنه ليس المقصود استئصال الشارب كلُّه وإنما استئصال ما زاد عن الشفة وهو المراد بقوله: ( حفوا الشارب واعفوا عن اللحى )، ففعله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث قد رفع كل المعاني من المعاني التي ذكرناها آنفًا، وعين أن المقصود الأخذ ما زاد على الشفة وليس ما علا عليها، ولهذا فلقد جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه كان يوفر شاربه ولا يأخذه مِن أصله، بل وكان يطيل سِبالته، وقد جاء في موطأ الإمام مالك -رحمه الله- بالسند الصحيح: " أن من خُلِق عمر -رضي الله عنه- أنه كان إذا غضب نفخ وفتل شاربه "، فهذا يدل على أن الشارب لا يؤخذ كلُّه وإنما يؤخذ ما زاد على الشفتين.
وهنا نكتة طبية بعد أن أثبتنا أنَّ الحكم النبوي هو المحافظة على الشارب، لكن استئصال ما زاد على الشفة، في ذلك فائدتان طبيتان:
الأولى: أنَّ الرجل إذا تساهل بشاربه وطال على شفته أن في ذلك نوع من القذارة فيما إذا أكل خاصة إذا كان فيه دُهن أو نحو ذلك، فاستئصال ما طال على الشفتين فيه نظافة تتناسب مع الإسلام الذي هو مِن طبيعته في كل ما جاءنا مِن تشريع المحافظة على النظافة.
ومن جانب آخر فإبقاء الشاربين على الشفة فيه فائدة أخرى طبية وهي كما يقول بعض الأطباء، وهذه ظاهر والله أعلم أمر مشهود: أنه كمصيدة للجراثيم التي تحيط بالإنسان وفي خاصة مِن منخريه، فيجد هناك كالشبكة تصطاد هذه الجراثيم وتمنعها من الدخول في مجرى الأنف، ذلك حكمة مِن إبقاء الشارع على الشارب واستئصال ما زاد على الشفة، ذلك سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وما كان عليه هو وبعض أصحابه العارفين بهديه.
ونسأل الله عز وجل أن يلهمنا اتباع نبينا صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما جاءنا به عن ربه.
وأرى أن بعض الحاضرين قد بدأ النعاس يداعب أجفانهم، فلذلك أرى أن تنطلقوا إن شئتم، من شاء منكم، ومن كان عنده نشاط مثل الشيخ المزعوم فأنا جالس معه.