يزعم البعض أنه يمكن ترك السنن أو بعضها لأجل المصلحة الشرعية كمحمد الغزالي فما رأيكم في ذلك ؟ حفظ
الشيخ : تفضل.
السائل : يا شيخ مسألة المصالح الشرعية، تقدير المصالح في مسألة ترك السنن، بعض الناس يستدل بحديث عائشة.
الشيخ : في مسألة إيش ؟
السائل : ترك السنن مثل جمة الشعر وغيرها، يستدلون بحديث عائشة: ( لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر ) يقول: نترك جميع السنن لأجل أن هذه السنن تنفر هل نُسلِّم لهم بهذا القول؟
الشيخ : هذا السؤال ما أدري أنت سألت سابقًا ولا غيرك؟
السائل : سألتك بالتليفون يا شيخ فقلت لي: لأ لا نترك السنن، وكان عندي مسجل في الشريط، وسألتك العصر اليوم فقلت لي خلاف هذا، هل أنت رجعت أو ؟
الشيخ : إيش الخلاف بين القولين ؟
السائل : القول الأول: أنك تقول: لا، لا نترك السنن.
الشيخ : ولا أزال أقول، والقول الأخير الذي تقول رجعت أو لا، ما هو ؟
السائل : تقول: إذا كانوا علماء متقين فيبتوا في هذا الأمر.
الشيخ : هذا نسف لذاك القول ولا توضيح ؟
السائل : والله أنا ما أدري سألت الآن عشان أستبين يا شيخ.
الشيخ : إذا صح أنك لا تدري فما أدري ماذا أقول لك! إدرِ، ههههه، هذا لا ينافي ذاك يا أخي، لأنه ما دام الحديث بين أيدينا لكن من الذي أخر إصلاح بنيان الكعبة وإرجاعها على قواعد إبراهيم عليه السلام، أهو شخص من هؤلاء الأشخاص الذين يقولون من مصلحة الدعوة ترك السنن، أم هو من جاء بالسنن ؟
السائل : مَن جاء بالسنن.
الشيخ : طيب، هات واحد مثله يكون متمكن من علمه حينئذ إذا قال: أنا أرى المصلحة بترك سنة من السنن، فحينئذ نقول:
" إذا قالت حذام فصدقوها *** فإنَّ القول ما قالت حذام ".
فما في فرق بين القولين أبدًا، لأنك أنت تسأل بالهاتف وأنا أجيبك، أعطيك القاعدة لا تترك السنن، لمجرد ما يدَّعي الإنسان -وهذا اليوم يستغل هذا الكلام- أنه لصالح الدعوة نترك السنن، هذا الغزالي يتهكّم بالذين يتمسكون بالسنن، ويريد أنَّ المسلم إذا ذهب إلى أوروبا أن يتأورب وإذا ذهب إلى أمريكا أن يتأمرك وهو مسلم، كيف هذا؟!
قال: لمصلحة الدعوة، وهو لا يرى مصلحة الدعوة أنه مثلاً يلبس جبة كالخرج وعمامة كالبرج وهو الذي ذمه مفتي بلده في زمانه محمد عبده، كان يضرب الأمثال بعلماء الأزهر أن عمائمهم كالأبراج وجببهم كالأخراج، فهو يتزيى بهذا الزي، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ما أدري والله يظل متمسكًا بالزي هذا وهو ليس زيًّا إسلاميًّا أو يتأورب ويتأمرك لا أدري ماذا أقول، لكن منهجه إنكار التمسك بهذه العادات في سبيل مصلحة الدعوة.
لو مصلحة الدعوة رجل يقدرها حق قدرها ويضع الأمور في مواضعها وبحكمة نسلِّم له، لكن أنتم ترونه كيف يحارب السنن ويحارب الأحاديث الصحيحة لمجرد رأيه وعقله الفج الذي لم يتحرر ولم يتنظف بدراسة السنة وتمكين الإيمان في قلبه بالغيب الذي هو أول فرض المؤمن كما قال رب العالمين في كتابه الكريم: (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) مَن هم ؟
(( الذين يؤمنون بالغيب ))، وعلماء التفسير يقولون: الإيمان بالغيب هو " التصديق الجازم بكل ما غاب عن عقلك " أي: لم يدركه عقلك، فهذا هو الإيمان بالغيب.
هذا الرجل ما عنده إيمان بالغيب كلما جاءه حديث يحتاج إلى إيمان نسفه نسفًا، هذا مش معقول، هذا مش مقبول، وهذا دليل أنه علماء الحديث ما عندهم فقه ما عندهم علم وما شاء الله هو الفقه كله عنده.
لا عنده فقه بالكتاب ولا بالسنة ولا فيما ذهب إليه الأئمة، فهو تارة تراه حزميًّا ظاهريًّا جامدًا، يستحل آلات الطرب والأغاني حتى ولو كانت أمَّ كلثوم، وتارة ينقم على السلفيين الذين يأخذون بالأحاديث، ويقول: هؤلاء لا يحترمون الأئمة ولا يقدرونهم حق قدرهم، وهو هذا وصفه وليس وصف الآخرين، لأنه إذا دار الأمر بين تقدير الرسول عليه السلام وعدم تقدير بعض العلماء فلا شك أن تقدير الرسول وتوقيره أولى من أولئك، والعكس ليس بصواب، أما هو فهو حينما يقف أمام هوى شخصهِ فلا يوقّر الرسول أيْ في أحاديثه ولا يوقر العلماء أيْ في أحكامهم، فالمذاهب الأربعة متفقين على تحريم آلات الطرب وهو لا يقيم لهم وزنًا، لماذا ؟
لأن ابن حزم ذهب إلى إباحتها، لكن لماذا وما حجته بالحديث الذي رواه البخاري، هذا لا يعلم منه شيئاً إطلاقًا لأنه له علاقة بالحديث والمحدثين، وهو فقيه واكتفى بما عنده وليس عنده لا فقه ولا حديث.
السائل : يا شيخ مسألة المصالح الشرعية، تقدير المصالح في مسألة ترك السنن، بعض الناس يستدل بحديث عائشة.
الشيخ : في مسألة إيش ؟
السائل : ترك السنن مثل جمة الشعر وغيرها، يستدلون بحديث عائشة: ( لولا أن قومك حديثوا عهد بكفر ) يقول: نترك جميع السنن لأجل أن هذه السنن تنفر هل نُسلِّم لهم بهذا القول؟
الشيخ : هذا السؤال ما أدري أنت سألت سابقًا ولا غيرك؟
السائل : سألتك بالتليفون يا شيخ فقلت لي: لأ لا نترك السنن، وكان عندي مسجل في الشريط، وسألتك العصر اليوم فقلت لي خلاف هذا، هل أنت رجعت أو ؟
الشيخ : إيش الخلاف بين القولين ؟
السائل : القول الأول: أنك تقول: لا، لا نترك السنن.
الشيخ : ولا أزال أقول، والقول الأخير الذي تقول رجعت أو لا، ما هو ؟
السائل : تقول: إذا كانوا علماء متقين فيبتوا في هذا الأمر.
الشيخ : هذا نسف لذاك القول ولا توضيح ؟
السائل : والله أنا ما أدري سألت الآن عشان أستبين يا شيخ.
الشيخ : إذا صح أنك لا تدري فما أدري ماذا أقول لك! إدرِ، ههههه، هذا لا ينافي ذاك يا أخي، لأنه ما دام الحديث بين أيدينا لكن من الذي أخر إصلاح بنيان الكعبة وإرجاعها على قواعد إبراهيم عليه السلام، أهو شخص من هؤلاء الأشخاص الذين يقولون من مصلحة الدعوة ترك السنن، أم هو من جاء بالسنن ؟
السائل : مَن جاء بالسنن.
الشيخ : طيب، هات واحد مثله يكون متمكن من علمه حينئذ إذا قال: أنا أرى المصلحة بترك سنة من السنن، فحينئذ نقول:
" إذا قالت حذام فصدقوها *** فإنَّ القول ما قالت حذام ".
فما في فرق بين القولين أبدًا، لأنك أنت تسأل بالهاتف وأنا أجيبك، أعطيك القاعدة لا تترك السنن، لمجرد ما يدَّعي الإنسان -وهذا اليوم يستغل هذا الكلام- أنه لصالح الدعوة نترك السنن، هذا الغزالي يتهكّم بالذين يتمسكون بالسنن، ويريد أنَّ المسلم إذا ذهب إلى أوروبا أن يتأورب وإذا ذهب إلى أمريكا أن يتأمرك وهو مسلم، كيف هذا؟!
قال: لمصلحة الدعوة، وهو لا يرى مصلحة الدعوة أنه مثلاً يلبس جبة كالخرج وعمامة كالبرج وهو الذي ذمه مفتي بلده في زمانه محمد عبده، كان يضرب الأمثال بعلماء الأزهر أن عمائمهم كالأبراج وجببهم كالأخراج، فهو يتزيى بهذا الزي، فإذا ذهب إلى بلاد الكفر ما أدري والله يظل متمسكًا بالزي هذا وهو ليس زيًّا إسلاميًّا أو يتأورب ويتأمرك لا أدري ماذا أقول، لكن منهجه إنكار التمسك بهذه العادات في سبيل مصلحة الدعوة.
لو مصلحة الدعوة رجل يقدرها حق قدرها ويضع الأمور في مواضعها وبحكمة نسلِّم له، لكن أنتم ترونه كيف يحارب السنن ويحارب الأحاديث الصحيحة لمجرد رأيه وعقله الفج الذي لم يتحرر ولم يتنظف بدراسة السنة وتمكين الإيمان في قلبه بالغيب الذي هو أول فرض المؤمن كما قال رب العالمين في كتابه الكريم: (( ألم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين )) مَن هم ؟
(( الذين يؤمنون بالغيب ))، وعلماء التفسير يقولون: الإيمان بالغيب هو " التصديق الجازم بكل ما غاب عن عقلك " أي: لم يدركه عقلك، فهذا هو الإيمان بالغيب.
هذا الرجل ما عنده إيمان بالغيب كلما جاءه حديث يحتاج إلى إيمان نسفه نسفًا، هذا مش معقول، هذا مش مقبول، وهذا دليل أنه علماء الحديث ما عندهم فقه ما عندهم علم وما شاء الله هو الفقه كله عنده.
لا عنده فقه بالكتاب ولا بالسنة ولا فيما ذهب إليه الأئمة، فهو تارة تراه حزميًّا ظاهريًّا جامدًا، يستحل آلات الطرب والأغاني حتى ولو كانت أمَّ كلثوم، وتارة ينقم على السلفيين الذين يأخذون بالأحاديث، ويقول: هؤلاء لا يحترمون الأئمة ولا يقدرونهم حق قدرهم، وهو هذا وصفه وليس وصف الآخرين، لأنه إذا دار الأمر بين تقدير الرسول عليه السلام وعدم تقدير بعض العلماء فلا شك أن تقدير الرسول وتوقيره أولى من أولئك، والعكس ليس بصواب، أما هو فهو حينما يقف أمام هوى شخصهِ فلا يوقّر الرسول أيْ في أحاديثه ولا يوقر العلماء أيْ في أحكامهم، فالمذاهب الأربعة متفقين على تحريم آلات الطرب وهو لا يقيم لهم وزنًا، لماذا ؟
لأن ابن حزم ذهب إلى إباحتها، لكن لماذا وما حجته بالحديث الذي رواه البخاري، هذا لا يعلم منه شيئاً إطلاقًا لأنه له علاقة بالحديث والمحدثين، وهو فقيه واكتفى بما عنده وليس عنده لا فقه ولا حديث.