فضيلة الشيخ أثابك الله تعالى أرجو من فضيلتكم إيضاح المنهج الصحيح المعتبر لدخول علم الحديث وطلبه، ونرجو أيضًا إيضاح طريقتك في ذلك مع توجيه نصيحة لمن أراد سلك ذلك الطريق والتوجه إليه ؟ حفظ
السائل : بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد:
فسوف يستمر الدرس بمشيئة الله إلى الساعة الثامنة:
السؤال الأول: فضيلة الشيخ أثابك الله تعالى أرجو من فضيلتكم إيضاح المنهج الصحيح المعتبر لدخول علم الحديث وطلبه، ونرجو أيضًا إيضاح طريقتك في ذلك مع توجيه نصيحة لمن أراد سلك ذلك الطريق والتوجه إليه ؟
الشيخ : هذا موضوع لا يمكن شرحه بمثل هذا الوقت، وإنما نذكر رؤوس أقلام -كما يقولون- لمن أراد أن يلج هذا العلم العظيم الذي ينبني عليه الفقه الصحيح، ذلك لأنه من المتفق عليه بين علماء المسلمين أنَّ الأحكام الشرعية إنما تقوم على الكتاب والسنة فقط، وما يتفرع على ذلك من بعد الأصول كالإجماع مثلًا والقياس والمصالح المرسلة وباب سد الذرائع ونحو ذلك، كل هذا وذاك مستقىً من الكتاب والسنة، فالقرآن والسنة هما المرجع الوحيد لكل عالم وفقيه بحق، أما من لم يرجع إليهما معًا واعتمد على علم دون الآخر فهو كالرجل الكَسير الذي يمشي على رِجل واحدة فلا شكَّ أنه لا يستطيع السير سويًّا على صراط مستقيم، من أجل ذلك تجدون الآيات والأحاديث كلها تتجاوب بعضها مع بعض وتؤكد أن النجاة إنما هو بالتمسك بالكتاب والسنة ولستم الآن بحاجة إلى التذكير بشيء من تلك النصوص، ولكني أقول: إن القرآن محفوظ بين دفتي المصحف كما هو معلوم يقينًا، أما السنة فهي ما وُزِّع في بطون الكتب وهي بالألوف المألفة، ثم هذه السنة قد دخل فيها من الغرائب والعجائب والأحاديث المنكرات والموضوعات ما تبلغ مجلدات، ولذلك كان لزامًا على كل من يريد أن يتفقه في دين الله وأن يفسر كتاب الله أن يكون تفسيرُه قائمًا على السنة والسنة الصحيحة، لأن الله عز وجل يقول لنبيه: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ))، (( وأنزلنا إليك الذكر )): أي: القرآن (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).
(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم )) بيانه صلى الله عليه وآله وسلم للقرآن إنما هو سنته عليه الصلاة والسلام ما كان منها قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، وإذِ الأمر كذلك وكان قد دخل في السنة ما ليس منها، فلا يستقيم فقه فقيه مطلقًا لا يعرف الحديث الصحيح من الضعيف، ومن خاض في الاستدلال بالأحاديث أو في تفسير القرآن بالأحاديث مطلقًا دون تميز صحيحها من ضعيفها فهو سيقع لا شك ولا ريب في الخطأ أولًا، ثم في التقول والكذب على رسول صلى الله عليه وآله وسلم ثانياً شاء ذلك أم لم يشأ، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( مَن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )، لا يتوهمن أحد أن المقصود من هذا الحديث ومن الحديث المتواتر بلفظ: ( من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ) أن هذه العقوبة إنما تختص بمن تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يشمل من روى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا ينبغي أن يقع أحد في مثل هذا الوهم، وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) حكمة بالغة: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ): هذا الحديث أصل مِن أصول وضابط من ضوابط الروايات، سواء كانت هذه الروايات أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو كانت أقوالًا تُنسب إلى الناس بعامة، فإن الإنسان إذا كان ديدنه أن يقول: قال رسول الله قال رسول الله بما يقرأ في أي كتاب فلا مناص ولا بد مِن أنه سيقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاء أم أبى، لأنه قال: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) وهذا يشمل أيضًا كما قلت آنفاً التحدث عن بعض الناس لأن الأمر كما قيل:
" وما آفة الأخبار إلا رواتها " .
فكثيرًا ما نسمع أقوالًا مكذوبة، قيل: أن فلان قال كذا وقيل إن فلان قال كذا فحينما يُكثر الإنسان الرواية عن أي شخص كان دون تثبت وتروي فلا شك أنه سيقع في الكذب، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان فيه الخير والبركة، وكان يعد الألوف المألفة وكان منتشراً في الكتب على اختلاف أنواعها وأساليبها في الرواية فبعضها تروي الأحاديث بالأسانيد، وبعضها تروى الأحاديث معلقة دون أسانيد، وكل من هذين القسمين بعضها يروي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعضها يروى ما هب ودب، فمن روى من هذه الكتب فهو سيقع ولا شك في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما سمعتم قوله منبهًا على ذلك: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )، وهذا معناه أيها الإخوان:
خذوا حِذركم لا ترووا ولا تحدثوا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تتثبتوا من صحته، إما أن تنقلوه من كتاب يلتزم مؤلفه الصحة أو تسمعوه من عالم بالحديث يميز بين الصحيح وبين الضعيف، وإلا لم يجز لكم أن تقولوا في كل حديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلا وقعتم بالكذب عليه شئتم أم أبيتم.
أما بعد:
فسوف يستمر الدرس بمشيئة الله إلى الساعة الثامنة:
السؤال الأول: فضيلة الشيخ أثابك الله تعالى أرجو من فضيلتكم إيضاح المنهج الصحيح المعتبر لدخول علم الحديث وطلبه، ونرجو أيضًا إيضاح طريقتك في ذلك مع توجيه نصيحة لمن أراد سلك ذلك الطريق والتوجه إليه ؟
الشيخ : هذا موضوع لا يمكن شرحه بمثل هذا الوقت، وإنما نذكر رؤوس أقلام -كما يقولون- لمن أراد أن يلج هذا العلم العظيم الذي ينبني عليه الفقه الصحيح، ذلك لأنه من المتفق عليه بين علماء المسلمين أنَّ الأحكام الشرعية إنما تقوم على الكتاب والسنة فقط، وما يتفرع على ذلك من بعد الأصول كالإجماع مثلًا والقياس والمصالح المرسلة وباب سد الذرائع ونحو ذلك، كل هذا وذاك مستقىً من الكتاب والسنة، فالقرآن والسنة هما المرجع الوحيد لكل عالم وفقيه بحق، أما من لم يرجع إليهما معًا واعتمد على علم دون الآخر فهو كالرجل الكَسير الذي يمشي على رِجل واحدة فلا شكَّ أنه لا يستطيع السير سويًّا على صراط مستقيم، من أجل ذلك تجدون الآيات والأحاديث كلها تتجاوب بعضها مع بعض وتؤكد أن النجاة إنما هو بالتمسك بالكتاب والسنة ولستم الآن بحاجة إلى التذكير بشيء من تلك النصوص، ولكني أقول: إن القرآن محفوظ بين دفتي المصحف كما هو معلوم يقينًا، أما السنة فهي ما وُزِّع في بطون الكتب وهي بالألوف المألفة، ثم هذه السنة قد دخل فيها من الغرائب والعجائب والأحاديث المنكرات والموضوعات ما تبلغ مجلدات، ولذلك كان لزامًا على كل من يريد أن يتفقه في دين الله وأن يفسر كتاب الله أن يكون تفسيرُه قائمًا على السنة والسنة الصحيحة، لأن الله عز وجل يقول لنبيه: (( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ))، (( وأنزلنا إليك الذكر )): أي: القرآن (( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )).
(( وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم )) بيانه صلى الله عليه وآله وسلم للقرآن إنما هو سنته عليه الصلاة والسلام ما كان منها قولًا أو فعلًا أو تقريرًا، وإذِ الأمر كذلك وكان قد دخل في السنة ما ليس منها، فلا يستقيم فقه فقيه مطلقًا لا يعرف الحديث الصحيح من الضعيف، ومن خاض في الاستدلال بالأحاديث أو في تفسير القرآن بالأحاديث مطلقًا دون تميز صحيحها من ضعيفها فهو سيقع لا شك ولا ريب في الخطأ أولًا، ثم في التقول والكذب على رسول صلى الله عليه وآله وسلم ثانياً شاء ذلك أم لم يشأ، ولهذا قال صلى الله عليه وآله وسلم: ( مَن قال عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار )، لا يتوهمن أحد أن المقصود من هذا الحديث ومن الحديث المتواتر بلفظ: ( من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار ) أن هذه العقوبة إنما تختص بمن تعمد الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يشمل من روى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا ينبغي أن يقع أحد في مثل هذا الوهم، وذلك لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) حكمة بالغة: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ): هذا الحديث أصل مِن أصول وضابط من ضوابط الروايات، سواء كانت هذه الروايات أحاديث مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أو كانت أقوالًا تُنسب إلى الناس بعامة، فإن الإنسان إذا كان ديدنه أن يقول: قال رسول الله قال رسول الله بما يقرأ في أي كتاب فلا مناص ولا بد مِن أنه سيقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شاء أم أبى، لأنه قال: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع ) وهذا يشمل أيضًا كما قلت آنفاً التحدث عن بعض الناس لأن الأمر كما قيل:
" وما آفة الأخبار إلا رواتها " .
فكثيرًا ما نسمع أقوالًا مكذوبة، قيل: أن فلان قال كذا وقيل إن فلان قال كذا فحينما يُكثر الإنسان الرواية عن أي شخص كان دون تثبت وتروي فلا شك أنه سيقع في الكذب، وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما كان فيه الخير والبركة، وكان يعد الألوف المألفة وكان منتشراً في الكتب على اختلاف أنواعها وأساليبها في الرواية فبعضها تروي الأحاديث بالأسانيد، وبعضها تروى الأحاديث معلقة دون أسانيد، وكل من هذين القسمين بعضها يروي ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعضها يروى ما هب ودب، فمن روى من هذه الكتب فهو سيقع ولا شك في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما سمعتم قوله منبهًا على ذلك: ( كفى المرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع )، وهذا معناه أيها الإخوان:
خذوا حِذركم لا ترووا ولا تحدثوا بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تتثبتوا من صحته، إما أن تنقلوه من كتاب يلتزم مؤلفه الصحة أو تسمعوه من عالم بالحديث يميز بين الصحيح وبين الضعيف، وإلا لم يجز لكم أن تقولوا في كل حديث قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلا وقعتم بالكذب عليه شئتم أم أبيتم.