توضيح الشيخ للطريقة الصحيحة وذكره لأهم الكتب التي يجب الرجوع إليها في علم الجرح والتعديل. حفظ
الشيخ : أما في علم الجرح والتعديل فيحسُن بطالب العلم أن يراجع وأن يكون ديدنه الرجوع إلى هذا الكتاب الميزان * ميزان الاعتدال في نقد الرجال * للحافظ الذهبي الدمشقي أيضاً، ويُلحق بدراسة هذا الملحق الذي وضعه الحافظ العسقلاني عليه وهو معروف بـــ * لسان الميزان * لابن حجر، استدرك فيه الألوف المؤلفة مِن الرواة الذين لم يذكرهم الحافظ الذهبي في كتابه * الميزان * مع تعديل أجراه في لِسانه، ذلك أن الذهبي -رحمه الله- خصَّ كتابه * الميزان * بترجمة كل من تُكلِّم فيه سواء كان هذا المتكلم فيه شيء من الكتب الستة أو في غيرها، هذه طريقة ترجمة الذهبي في * الميزان *.
أما الحافظ في * اللسان * فقد أجرى بعض التعديلات، كما أدخل عليه تلك الزيادات التي أشرتُ إليها.
أما التعديل فهو أنه لم يذكر في لسانه ما كان مترجمًا في الميزان من رجال الكتب الستة، من كان مترجمًا في الميزان وله رواية في الكتب الستة هؤلاء لا يذكرهم الحافظ العسقلاني في كتابه *اللسان*، ذلك لأنه نصَّ في المقدمة أنه استغنى بكتابه * تهذيب التهذيب * عن إيراد الترجمات التي أوردها الذهبي في الميزان مما هو مُترجم في التهذيب خشية التَّكرار، لكن الحقيقة أن الإنسان يجد -وهذا خاص بالباحث المتعمّق- يجد أن كتاب التهذيب لا يغني عن التراجم التي جاء ذكرها في * الميزان * من كل ناحية، لا يُغني من كل ناحية، وذلك واضح جدًّا في الصورة الآتية:
الذهبي في * الميزان * حينما يترجم لكل مُتَرجَم فيه فهو في الغالب يسوق نماذج من أحاديث المترجَم وبخاصة إذا كان هذا المترجَم متكلم فيه بالضعف أو متهمًا بالكذب والوضع فهو حينما يترجم لمثل هؤلاء يذكر نماذج مِن أحاديثهم تدل الدارس على أن هذا المترجَم فعلاً يستحق أن يُطعن فيه لما في هذه الأحاديث مِن نكارة ومن آفات ودِلالات باطلة، هذا المترجَم الذي ذكر له الحافظ الذهبي بعض الأمثلة مِن رواياته وأحاديثه، لما الحافظ العسقلاني حذف هذه الترجمة المفروض أنَّ هذه الأحاديث التي ذكرها الذهبي أن تكون أيضًا في التهذيب كأمثلة لبيان أو تأكيد حال هذا الراوي بالضعف أو بالوضع، هذا ما لا يذكره الحافظ ابن حجر في كتابه * التهذيب *، فحينئذ لا يكتفينَّ طالبُ هذا العلم بالرجوع إلى * اللسان * لابن حجر مستغنياً بذلك بلسان ابن حجر وتهذيبه، لا، لابد له أيضًا أن يراجع الميزان لأنه سيجد فيه فوائد لا يجدها لا في * اللسان * ولا في * التهذيب *.
ثم أيضًا لابد للمبتدئ في هذا العلم أن يستعين بكتاب آخر يقابل الميزان واللسان ألا وهو كتاب * تقريب التهذيب * للحافظ المذكور آنفًا وهو العسقلاني، كتاب * تقريب في التهذيب * يمكنني أن أقول: إنه أصح أو أهم كتاب ينبغي أن يرجع إليه طالب هذا العلم لأنه يلخص الترجمة التي قد تكون أحيانًا في أصل التقريب ألَا وهو *التهذيب * قد تكون ترجمة مترجَم عدة صفحات، فالحافظ ابن حجر بما أوتي مِن علم وإتقان فيه يلخص تلك الترجمة بسطرين اثنين لا يزيد على ذلك إلا نادراً جداً جداً، يذكر في هذين السطرين ولادة المترجم بعد نسبه وموتَه، تاريخ وفاته، ومنزلته في الرواية، كأن يقول مثلاً: ثقة ثبت، أو ثقة ثقة، أو ثقة، أو لا بأس به، أو صدوق، أو صدوق يهم أو ضعيف أو مستور أو مجهول أو كذاب أو وضَّاع كل هذا يلخصه لك بكلمات موجزات وذلك تلخيص لتلك التراجم المطولات في أصل الكتاب الذي هو * تهذيب التهذيب *.
وإذا تدرب طالب العلم على هذا الكتاب فيبغي أن يذكر حقيقةً وهي:
أن كتاب * التقريب * إنما يمثل اجتهاد الحافظ ابن حجر في تلخيص تلك التراجم المطولة، والذي يُرى أحياناً أن الحافظ ابن حجر له بعض اجتهادات تكون هذه الاجتهادات مرجوحة عند غيره كالحافظ الذهبي مثلًا، فقد يقول الذهبي في راوٍ مترجم في * التهذيب * يقول فيه الذهبي في كتاب آخر له اسمه: * الكاشف *، يجد اختلافًا بين قول الذهبي في الكاشف يقول فيه، في المترجَم: صدوق ويقول الحافظ فيه: مستور، هذا يجده الطالب لهذا العلم فليستحضر حقيقةً تتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان أنه معرضٌ للخطأ والنسيان حتى أكمل الإنسان وهو الرسول -عليه الصلاة السلام- قد قال في نفسه: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُصرِّح بلسان عربي مبين: ( أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فمَن ذا الذي لا ينسى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
لا أحد، فإذا وجدنا اختلافاً بين قول الذهبي في راوٍ موحّد وبين قول ابن حجر فيه، هنا الأمر يحتاج إلى ثقافة واسعة في علم الجرح والتعديل الذي تحدثنا آنفًا عن بعض كتبه، وفي علم المصطلح الذي نحن الآن في صدد تتمة الموضوع.
أما الحافظ في * اللسان * فقد أجرى بعض التعديلات، كما أدخل عليه تلك الزيادات التي أشرتُ إليها.
أما التعديل فهو أنه لم يذكر في لسانه ما كان مترجمًا في الميزان من رجال الكتب الستة، من كان مترجمًا في الميزان وله رواية في الكتب الستة هؤلاء لا يذكرهم الحافظ العسقلاني في كتابه *اللسان*، ذلك لأنه نصَّ في المقدمة أنه استغنى بكتابه * تهذيب التهذيب * عن إيراد الترجمات التي أوردها الذهبي في الميزان مما هو مُترجم في التهذيب خشية التَّكرار، لكن الحقيقة أن الإنسان يجد -وهذا خاص بالباحث المتعمّق- يجد أن كتاب التهذيب لا يغني عن التراجم التي جاء ذكرها في * الميزان * من كل ناحية، لا يُغني من كل ناحية، وذلك واضح جدًّا في الصورة الآتية:
الذهبي في * الميزان * حينما يترجم لكل مُتَرجَم فيه فهو في الغالب يسوق نماذج من أحاديث المترجَم وبخاصة إذا كان هذا المترجَم متكلم فيه بالضعف أو متهمًا بالكذب والوضع فهو حينما يترجم لمثل هؤلاء يذكر نماذج مِن أحاديثهم تدل الدارس على أن هذا المترجَم فعلاً يستحق أن يُطعن فيه لما في هذه الأحاديث مِن نكارة ومن آفات ودِلالات باطلة، هذا المترجَم الذي ذكر له الحافظ الذهبي بعض الأمثلة مِن رواياته وأحاديثه، لما الحافظ العسقلاني حذف هذه الترجمة المفروض أنَّ هذه الأحاديث التي ذكرها الذهبي أن تكون أيضًا في التهذيب كأمثلة لبيان أو تأكيد حال هذا الراوي بالضعف أو بالوضع، هذا ما لا يذكره الحافظ ابن حجر في كتابه * التهذيب *، فحينئذ لا يكتفينَّ طالبُ هذا العلم بالرجوع إلى * اللسان * لابن حجر مستغنياً بذلك بلسان ابن حجر وتهذيبه، لا، لابد له أيضًا أن يراجع الميزان لأنه سيجد فيه فوائد لا يجدها لا في * اللسان * ولا في * التهذيب *.
ثم أيضًا لابد للمبتدئ في هذا العلم أن يستعين بكتاب آخر يقابل الميزان واللسان ألا وهو كتاب * تقريب التهذيب * للحافظ المذكور آنفًا وهو العسقلاني، كتاب * تقريب في التهذيب * يمكنني أن أقول: إنه أصح أو أهم كتاب ينبغي أن يرجع إليه طالب هذا العلم لأنه يلخص الترجمة التي قد تكون أحيانًا في أصل التقريب ألَا وهو *التهذيب * قد تكون ترجمة مترجَم عدة صفحات، فالحافظ ابن حجر بما أوتي مِن علم وإتقان فيه يلخص تلك الترجمة بسطرين اثنين لا يزيد على ذلك إلا نادراً جداً جداً، يذكر في هذين السطرين ولادة المترجم بعد نسبه وموتَه، تاريخ وفاته، ومنزلته في الرواية، كأن يقول مثلاً: ثقة ثبت، أو ثقة ثقة، أو ثقة، أو لا بأس به، أو صدوق، أو صدوق يهم أو ضعيف أو مستور أو مجهول أو كذاب أو وضَّاع كل هذا يلخصه لك بكلمات موجزات وذلك تلخيص لتلك التراجم المطولات في أصل الكتاب الذي هو * تهذيب التهذيب *.
وإذا تدرب طالب العلم على هذا الكتاب فيبغي أن يذكر حقيقةً وهي:
أن كتاب * التقريب * إنما يمثل اجتهاد الحافظ ابن حجر في تلخيص تلك التراجم المطولة، والذي يُرى أحياناً أن الحافظ ابن حجر له بعض اجتهادات تكون هذه الاجتهادات مرجوحة عند غيره كالحافظ الذهبي مثلًا، فقد يقول الذهبي في راوٍ مترجم في * التهذيب * يقول فيه الذهبي في كتاب آخر له اسمه: * الكاشف *، يجد اختلافًا بين قول الذهبي في الكاشف يقول فيه، في المترجَم: صدوق ويقول الحافظ فيه: مستور، هذا يجده الطالب لهذا العلم فليستحضر حقيقةً تتعلق بالإنسان من حيث هو إنسان أنه معرضٌ للخطأ والنسيان حتى أكمل الإنسان وهو الرسول -عليه الصلاة السلام- قد قال في نفسه: ( إنما أنا بشر مثلكم أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) إذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُصرِّح بلسان عربي مبين: ( أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني ) فمَن ذا الذي لا ينسى بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!
لا أحد، فإذا وجدنا اختلافاً بين قول الذهبي في راوٍ موحّد وبين قول ابن حجر فيه، هنا الأمر يحتاج إلى ثقافة واسعة في علم الجرح والتعديل الذي تحدثنا آنفًا عن بعض كتبه، وفي علم المصطلح الذي نحن الآن في صدد تتمة الموضوع.