ما صحة حديث أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بآثار الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ حفظ
السائل : فضيلة الشيخ -حفظك الله- ما صحة حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم يتبرك ببقية وضوء المسلمين ؟
الشيخ : الرسول يتبرك؟! لا هو العكس هو الصحيح، أن الصحابة كانوا يتبركون بوضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والقصة معروفة في صلح الحديبية ولا حاجة بنا إلى الإطالة، والتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قيد حياته شيء لا يمكن إنكاره من حيث قوة ثبوته، ولكن هل يشرع التبرك بشيء من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان شيء منها محفوظًا حتى هذا الزمان كما يُذكر في بعض البلاد الإسلامية أن هناك شعرة مِن شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم محفوظة بقطعة مِن زجاجة يقدمونها في بعض البلاد كسوريا وكمصر في احتفالاتهم بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتبركوا بشعره عليه الصلاة والسلام، هذا أمر لا نراه سائغًا ولا جائزًا لأنه لم يكن على ذلك عمل سلفنا الصالح، ذلك مما جاء في أثر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما رواه سعيد بن منصور في *سننه*، وابن ابي شيبة في *مصنفه*: " أن عمر -رضي الله عنه- حج في خلافته، فنزل في مكان فرأى طائفة من الناس الذين معه -قد يكونون من بعض الصحابة أو من التابعين الذين لم يدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فرآهم ينتحون ناحية من جانب الطريق، فسأل أين يذهب هؤلاء؟ فقالوا: يتتبعون مساجد صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يعنون في حجة الوداع، فخطب عمر بن الخطاب وقال: يا أيها الناس من أدركته الصلاة بمسجد من هذه المساجد فليصلِ ومن لا فلا يفعل، فإنما أهلك الذين من قبلكم اتباعهم آثارَ أنبيائهم "، فالتبرك بآثار الأنبياء سبب لوقوع الناس في الغلو في الأنبياء بتعظيمهم بما لا يجوز التعظيم هذا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو القائل: ( لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسولُه )، فإذا كان التبرك بأثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع في حياته صلى الله عليه وآله وسلم فقد وقع من أُناس تمكن التوحيد في قلوبهم ولم يُخش عليهم أن يصبح ذلك وسيلة بأن ينحرفوا عن هذا التوحيد وأن يقعوا في نوع من الشرك الذي وقع فيه الخلق في هذا الزمان، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.
الشيخ : الرسول يتبرك؟! لا هو العكس هو الصحيح، أن الصحابة كانوا يتبركون بوضوء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والقصة معروفة في صلح الحديبية ولا حاجة بنا إلى الإطالة، والتبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قيد حياته شيء لا يمكن إنكاره من حيث قوة ثبوته، ولكن هل يشرع التبرك بشيء من آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان شيء منها محفوظًا حتى هذا الزمان كما يُذكر في بعض البلاد الإسلامية أن هناك شعرة مِن شعر النبي صلى الله عليه وآله وسلم محفوظة بقطعة مِن زجاجة يقدمونها في بعض البلاد كسوريا وكمصر في احتفالاتهم بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليتبركوا بشعره عليه الصلاة والسلام، هذا أمر لا نراه سائغًا ولا جائزًا لأنه لم يكن على ذلك عمل سلفنا الصالح، ذلك مما جاء في أثر عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- كما رواه سعيد بن منصور في *سننه*، وابن ابي شيبة في *مصنفه*: " أن عمر -رضي الله عنه- حج في خلافته، فنزل في مكان فرأى طائفة من الناس الذين معه -قد يكونون من بعض الصحابة أو من التابعين الذين لم يدركوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم- فرآهم ينتحون ناحية من جانب الطريق، فسأل أين يذهب هؤلاء؟ فقالوا: يتتبعون مساجد صلى فيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يعنون في حجة الوداع، فخطب عمر بن الخطاب وقال: يا أيها الناس من أدركته الصلاة بمسجد من هذه المساجد فليصلِ ومن لا فلا يفعل، فإنما أهلك الذين من قبلكم اتباعهم آثارَ أنبيائهم "، فالتبرك بآثار الأنبياء سبب لوقوع الناس في الغلو في الأنبياء بتعظيمهم بما لا يجوز التعظيم هذا بالنسبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو القائل: ( لا تُطروني كما أطرت النصارى عيسى ابن مريم إنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسولُه )، فإذا كان التبرك بأثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقع في حياته صلى الله عليه وآله وسلم فقد وقع من أُناس تمكن التوحيد في قلوبهم ولم يُخش عليهم أن يصبح ذلك وسيلة بأن ينحرفوا عن هذا التوحيد وأن يقعوا في نوع من الشرك الذي وقع فيه الخلق في هذا الزمان، وبهذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين.