بيان فضل شيخ الإسلام ابن تيمية ومحاربته للبدع وأهلها وإثباته للصرع وعلاجه له. حفظ
الشيخ : وشيخ الإسلام ابن تيمية هو يعلم ذلك أنه كان يفعل ذلك فهل كان شيخ الإسلام ابن تيمية وهو الذي عُرف في العالم الإسلامي بخاصة في هذا الزمان أنه الشيخ الوحيد الذي بفضل كُتبه التي طُبعت الآن كانت هذه الصحوة التي نحن نمجدها ونرفع مِن شأنها والفضل بعد الله تبارك وتعالى ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم وسنته يعود إلى هذا الرجل الذي أحيا السنة بدعوته لاتباع الكتاب والسنة ومحاربته لكل الفرق الضالة سواءٌ ما كان منها متعلقًا بالعقائد أو بالسلوك كالصوفية، ولعلكم تعلمون أنه كان في دمشق الشام هو الرجل الوحيد الذي كان ينبري للفرق الضالة من الصوفية وبخاصةٍ منهم الرفاعية، وبصورة أخص البطائحية، فقد كان هؤلاء ينزلون إلى أسواق دمشق الشام وهم مُغللون بالأغلال وملتف عليهم الأفاعي الضخام يوهمون الناس أنهم من أهل الله وأن هذه الأشياء كلها لا تؤثر فيهم، فتحداهم وقال لهم: إنما أنتم هذا هو عين الباطل، وكانوا يدَّعون بأن النار لا تحرقهم فمن كثر ما ضايقهم بدعوته وبيانه أنهم على ضلال مبين شكوه إلى أمير البلدة يومئذ فعقد مجلسًا وحضر الشيخ وحضر شيخ البطائحية، فتكلم شيخ الإسلام بما هو معلوم عنه من استحضار الآيات والأحاديث وأقوال السلف، ثم عرض على الأمير اقتراحًا: تأمر هذا الشيخ الذي يتظاهر بأنه يدخل النار ولا يحترق أن ينزع ثيابه ويدخل الحمام ويغتسل بالخل -انظروا علم ابن تيمية- يغتسل بالخل، لأنه كان على علم أن من دجل هؤلاء الجماعة أنهم يصبغون ثيابهم بمادة مانعة لتأثير النار، ويَدهنون أيضًا أبدانهم بمثل هذه المادة، لا ينطلي عليه الشر والدجل والزغل، ولذلك طلب من أمير دمشق يومئذ أن يخلع هذا الأمير ثيابه ويلبسه الأمير بعد أن يغسل بدنه بالخل ويلبس ثياب نظيفة، وأنا أدخل معه النار فأيٌّ منا احترق يكون هو المبطل، فلما عرف هذا البطائحي الدَّجال بأن شيخ الإسلام كشف دجله نقص على عقبيه وانهزم مخزيًا بين يدي الشيخ والأمير، هذا رجل يمكن أن ينطلي عليه الزغل والدجل ويعالج بعض الصرع ببعض الآيات القرآنية فيظهر الشفاء العاجل على يديه، ثم يأتي بعض الناس ويقولون: هذا غير معقول، غير معقول يقال من شيء لم يرد له أصل في القرآن، ولم يرد له تفصيل في السنة، ولم يعمل به بعض الأئمة، أَمَا والأمر ليس كذلك كما سمعتم فهذا منتهى الجحد والمكابرة وقلة الإيمان بما جاء عن الله ورسوله وعن العلماء الأئمة الثقات، وبهذا يكفي إن شاء الله إقامة للحجة.