إذا سبق الصبيان للصف وقاموا خلف الإمام وفي الصف الأول فهل يُبعدون ؟ حفظ
السائل : قد يأتي مثلًا يسبق بعض الأولاد إلى الصف مثلًا، بعدين يجيون الرجال، فإذا جاء الرجال أبعدوهم وجلسوا في أماكنهم وراء الإمام، طبعًا مطلوب أنه مثلًا الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( ليليني منكم أولوا الأحلام والنهى ثم الذين يلونهم )، لكن تأخروا مثلًأ وسبقوهم هل لهم أن يبعدوهم لو أتوا قبلهم ؟
الشيخ : المسألة هنا في فهمي لها تختلف بين أن يكون الأولاد خلف الإمام فهنا يُبعدون عن هذا المقام للحديث الذي ذكرته، أما إذا كانوا في الصف الأول يمينًا أو يسارًا بعيدًا عن أن يرو الإمام فهذا له حكم ثاني، لا ينطبق عليهم الحديث الذي ذكرته، فحينئذ إذا كان الصبيان عن يمين الصف أو عن يساره ينبغي في فهمي للموضوع أن يُنظر إذا كانوا ممن يفترض أو يعلم بالتجربة -لأن أهل المسجد يعرفون الأولاد- إذا كانوا يعرفونهم أنهم يلعبون وأنهم يمزحون ويضحكون وقد يكون الآن في الصف وبعد لحظات تراه ترك الصف وركض يلعب، فإن كان الأطفال من هذه النوعية فيأخرون، أما إن كانوا مميزين ويحافظون على الصلاة وآدابها فيتركون حث كانوا ولا ينفرون ويبعدون إلا لو صح ما جاء في * مسند الإمام أحمد * و* سنن أبي داود * عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أنه كان يصف الرجال أولًا ثم الصبيان ثم النساء )، هذا الحديث رواه من ذكرنا وغيرهم من طريق فيها شهر بن حوشب، وشهر بن حوشب مختلف في حديثه ولا أحد من النقاد يرفع حديثه إلى مرتبة الحديث الصحيح، لكن بعض المتساهلين يجعلون حديثه في مرتبة الحديث الحسن، أنا مقتنع بأن هذا شهر بن حوشب كان سيء الحفظ كما يدل على ذلك ترجمته المذكورة في كتب التراجم منها * تهذيب التهذيب *، فلذلك فكل حديث تفرد فيه شهر بن حوشب ولم يتابع عليه فلا يكون حجة، لذلك لا أعمل بهذا الحديث، لو وُجد لشهر متابع يكون مثله لكنا رفعنا حديثه إلى مرتبة الاحتجاج على الأقل مرتبة الحديث الحسن، لكن لما كان هذا قد تفرد في علمي و (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ))، لم يجز اتخاذها سنة، وعلى ذلك نقول بالتفصيل السابق: إن كان الصبيان مميزين مدركين وهادئين في الصلاة فالعتب ليس عليهم وإنما على الرجال الذين تأخروا ولم يأخذوا مصافهم في صفهم، هذا رأيي والله أعلم.
الشيخ : المسألة هنا في فهمي لها تختلف بين أن يكون الأولاد خلف الإمام فهنا يُبعدون عن هذا المقام للحديث الذي ذكرته، أما إذا كانوا في الصف الأول يمينًا أو يسارًا بعيدًا عن أن يرو الإمام فهذا له حكم ثاني، لا ينطبق عليهم الحديث الذي ذكرته، فحينئذ إذا كان الصبيان عن يمين الصف أو عن يساره ينبغي في فهمي للموضوع أن يُنظر إذا كانوا ممن يفترض أو يعلم بالتجربة -لأن أهل المسجد يعرفون الأولاد- إذا كانوا يعرفونهم أنهم يلعبون وأنهم يمزحون ويضحكون وقد يكون الآن في الصف وبعد لحظات تراه ترك الصف وركض يلعب، فإن كان الأطفال من هذه النوعية فيأخرون، أما إن كانوا مميزين ويحافظون على الصلاة وآدابها فيتركون حث كانوا ولا ينفرون ويبعدون إلا لو صح ما جاء في * مسند الإمام أحمد * و* سنن أبي داود * عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( أنه كان يصف الرجال أولًا ثم الصبيان ثم النساء )، هذا الحديث رواه من ذكرنا وغيرهم من طريق فيها شهر بن حوشب، وشهر بن حوشب مختلف في حديثه ولا أحد من النقاد يرفع حديثه إلى مرتبة الحديث الصحيح، لكن بعض المتساهلين يجعلون حديثه في مرتبة الحديث الحسن، أنا مقتنع بأن هذا شهر بن حوشب كان سيء الحفظ كما يدل على ذلك ترجمته المذكورة في كتب التراجم منها * تهذيب التهذيب *، فلذلك فكل حديث تفرد فيه شهر بن حوشب ولم يتابع عليه فلا يكون حجة، لذلك لا أعمل بهذا الحديث، لو وُجد لشهر متابع يكون مثله لكنا رفعنا حديثه إلى مرتبة الاحتجاج على الأقل مرتبة الحديث الحسن، لكن لما كان هذا قد تفرد في علمي و (( لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها ))، لم يجز اتخاذها سنة، وعلى ذلك نقول بالتفصيل السابق: إن كان الصبيان مميزين مدركين وهادئين في الصلاة فالعتب ليس عليهم وإنما على الرجال الذين تأخروا ولم يأخذوا مصافهم في صفهم، هذا رأيي والله أعلم.