ما رأيك في قول بعض الناس : لا نقلد الشيخ الألباني لأنه لا يزال يتراجع في كتبه في الحكم على الأحاديث، ويقولون : إن تقليد الميت أولى من تقليد الحي ؟ حفظ
الشيخ : نعم.
السائل : يا شيخ أحسن الله إليك يعني نقطة تثار في هذا الموضوع نعرضها عليك.
الشيخ : تفضل .
السائل : يقولون يعهد عن الشيخ ناصر حفظه الله أنه يتراجع عن أحاديث فينقلها من الصحيحة أو الضعيفة أو العكس، وإذا صدرت الطبعة الجديدة من *صحيح الجامع الصغير وزيادته* سيكون هناك كثير من الأحاديث التي تراجع عنها الشيخ ... فيقولون إذن هذا الكتاب كيف نعتمد على كتب الشيخ الآن وهو لا زال يتراجع، ويقولون: الميت أولى بالتقليد من الحي، فإذا جاء حديث الخط في السترة مثلاً قال أنا أقلد الحافظ ابن حجر في تحسينه لأن الحافظ ابن حجر توفي وهذا حكمه على الحديث وهو حي ولا يدرينا طبعاً هم يقولون بعض هذا الكلام ولا يدرينا أنه قد يعثر في شيء على مخطوطة فيحسن الحديث كما فعل ابن حجر فلذلك أنا أقلد الميت أولى فكيف يكون البيان ؟
الشيخ : طيب من أين أخذوا هذا الحكم أنه يقلد الميت دون الحي ؟ من أين جاؤوا بهذا الحكم ؟
السائل : طبعاً هذه عبارة مشهورة عند .
الشيخ : أنا عارف بس لا تحد عن الجواب.
السائل : نعم .
الشيخ : عبارة مشهورة لكن نحن يجب هذه العبارة أن نفحصها ونقيسها بميزان الشرع، من قال بأن تقليد الحي أولى من تقليد الميت ؟
السائل : بالعكس .
الشيخ : عفواً من قال تقليد الميت أولى من تقليد الحي؟ الميت الذي لا يستطاع الوصول إليه بطريقة أو بأخرى أما الحي الذي يمكن الاتصال به بأي وسيلة أيضاً أو بأخرى ويمكن هذا أن يتراجع وذاك لا يمكن أن يتراجع كيف كانت قلب هذه الحقيقة بقول الجهلة الذين لا علم عندهم وأنا أقلد الميت ولا أقلد الحي ما هو الدليل على هذا إلا هو الجهل إن فرضنا أنه ليس هناك حقد أو حسد أو نحو ذلك من الأخلاق التي تجلت في العصر الحاضر مع الأسف في بعض الخاصة فضلاً عن بعض العامة فضلاً عن بعض المتعصبة، فالخلاصة إن التراجع الذي يلمسه طلاب العلم في الألباني، هذا التراجع من الألباني واجب لأن الإصرار على الخطأ هو خطيئة أخرى بينما الخطأ حينما وقع فيه ليس خطيئة لأنه أفرغ جهده وأنتم ترون بفضل الله تبارك وتعالى أن الجهد الذي يفرغه الألباني للوصول إلى -وأنا لا أزكي نفسي بطبيعة الحال- لكن قلت قد لا يعرف لأن الإنسان مكلف بما يشهد، أما ما وراء الغيب فقد يكون كما يقال: " في الزوايا خبايا " فإذا كان هذا الألباني كما قلت في بعض مقدمات كتبي إن علم الحديث لا يقبل الجمود بل العلم كل العلم اللي داخل تحت التجربة لا يقبل الجمود كل يوم هو في تقدم، ولذلك كتاب ألفته منذ عشرين أو ثلاثين سنة لا يمكن أنا أن أعيد طبعه في هذه الأيام بنفس العلم والاجتهاد الذي كان صدر مني في ذلك الزمان، بل أنا أجد من واجبي أن أعيد النظر وأجد من واجب من قد يعثر على خطأ في كتاب من كتبي أن ينبهني عليه، فإما أن يكون فعلاً أنا مخطئ وأشكره على دلالته على الخير وإما أن أعود وأكرر عليه بأنك أنت المخطئ وهذا وقع كثيراً من كل من النوعين، فإذا كان تراجعي هذا حسناً فلماذا يتخذون الشخص الميت الذي لا يمكنه أن يتراجع هو القدوة وهذا الإنسان الحي الذي بإمكانه أن يتراجع وهذه حقيقة واقعة فإذن أنا لا أقلد هذا الحي وإنما أقلد الميت، أنا أقول شأنك وما تريد لأن الله هو الحسيب هو الذي سيحاسبك أولاً على هذا المنطق، من أين جئت من أن الميت أولى بالاتباع ما دام أن هذا الحي إذا تبين له خطأه تراجع عنه؟ أما ذاك الميت ما تستطيع أن تقول يتبين له الخطأ أو لا يتبين لأنه مات وفارق هذه الحياة الدنيا.
أنا أعتقد أن لهذه الكلمة محلاً أو نصيباً من الحق في غير هذا المجال ، الميت أحق بأن يتبع حيث ليس معرضاً للفتنة أي نحن نرى في كثير من الأحيان شخص يعيش ما شاء الله من الزمان مستقيماً ثم تزل به القدم ويميل ميلاً كثيراً أو قليلاً عن الإسلام ففي هذه النواحي المتعلقة بالأخلاق وبالسلوك وبالعقيدة الميت أولى بالاتباع، أما هذا العلم الذي يستمر نضجه وتحريره فلا شك أن اتباع الأحياء خير من اتباع الأموات، نعم .