هل يدخل في حديث ( لعن الله من آوى محدثاً ) صاحب بدعة المولد النبوي ؟ حفظ
السائل : هل يدخل بهذا صاحب بدعة المولد النبوي ؟
الشيخ : هنا الذي ينبغي نحن أن نقف عنده قليلاً ليس كل مبتدع يدخل في هذا الحديث بل وفي عموم الأحاديث التي نذكرها دائماً في النهي عن الابتداع في الدين .
يجب أن نعمل أن أي حكم من أحكام الشريعة سواء كان الإحداث بمعنىى الابتداع أو كان الاحداث بمعنى مخالفة الشرع فهذا أو ذاك له حالة من حالتين : إما أن يعترف ببدعيته أو بأحداثه بالمعنى الأعم الأشمل والحالة هذه يكون مسلماً عاصياً، وإما أن يستحل الإحداث في الدين بمعنييه إما بإيجاد عبادة لم تكن أو بارتكاب ما لا يجوز شرعاً كالقتل مثلاً والنهب والسلب والزنا ونحو ذلك، فإذا استحل شيئاً من هذا الإحداث بقلبه فهو مرتد عن دينه، وهنا تكمن الدقة في الموضوع فمن أحدث بالمعنى العام لا نستطيع نحن أن نقول فيه بأنه قصد الاستحلال فيكفر لأن هذا أمر بينه وبين الله تبارك وتعالى لكن نحن نحكم عليه بالظاهر والله يتولى بالسرائر أي أنه أحدث وارتكب مخالفة شرعية، حينذاك إذا ارتكب مخالفة شرعية فنحن ننكر ذلك عليه لكن الفرق بين البدعة بمعنى الإحداث في البدعة التي يتقرب بها إلى الله وبين الإحداث بمعنى ارتكاب منكر معروف في الشرع أن الإحداث الأول البدعة تحتمل أن يكون مجتهداً وتحتمل أو يحتمل أن يكون صاحب هوى، أما الذي يخالف في الإحداث بالمعنى الثاني فلا يمكن أن يقال إنه يحتمل أن يكون مجتهداً إلا في صور نادرة جداً، يعني هل نتصور إنساناً يقتل مسلماً بغير حق أنه لا يعرف أو أنه يتصور أن هذا حلال الدم وهو لم يرتكب شيئاً أو أن يزني أو أن يسرق فهذا مقطوع بأنه معصية، فلذلك فلا يمكن أن نجد هناك احتمالاً ولو ضعيفاً أنه لا يعرف هذا الحكم، فليس الأمر كذلك في البدعة فهي من الأمور التي قد تخفى على كثير من أهل العلم يقعون في البدعة وهم يظنون أنهم في السنة، ولذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن البدعة قد يقع فيها العالم المجتهد قد يقع فيها العالم المجتهد، لماذا ؟ لأنها تكون أحياناً من الأمور المشتبهات فهنا يقال هو ونيته، فإن كان يعلم أن هذا إحداث في الدين لا يجوز فهو عاص لله عز وجل، وإن كان غلب على ظنه أن هذه البدعة دخلت في بعض النصوص العامة فيجوز له أن يتعبد الله بها فيكون مجتهداً مخطئاً ليس مأزوراً بل هو مأجور أجراً واحداً، لذلك خلاصة هذا الكلام أن قولنا أن هذا مبتدع ويجب مقاطته ليس بالأمر السهل، حسبنا أن نقول حسب ما قام في نفوسنا أن هذا العمل الذي يعمله كالمولد مثلاً فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار لكن نحن لا نستطيع أن نصل إلى سويداء قلب هذا المبتدع ونعرف أن هو مقتنع كاقتناعنا بأن هذا الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة ضلالة، ومع ذلك هو يتقرب بذلك إلى الله ممكن أن يكون شبه له، وأنا أضرب لكم مثلاً ببعض الأمور التي تقرب هذه المسألة إلى بعض الأذهان، لعلكم تذكرون معي أن الإمام الشوكاني هو من أولئك الأئمة الذين يقولون بعموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ثم لعلكم أيضاً تذكرون أنه يقول بجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل تعلم ذلك ؟ الشوكاني يقول بهذا أخذاً بظاهر حديث الأعمى المعروف في الترمذي وغيره ( جاء رجل ضرير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ، قال: فادع قال له عليه السلام : فتوضأ ثم صل لله ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعه في وشفعني فيه ، فذهب الرجل وصلى ركعتين ودعا بهذا الدعاء ثم عاد إلى المجلس بصيراً كأن لم يكن به ضرر ) اختلف العلماء في هذا الحديث أخيراً على وجوه كثيرة وكثيرة جداً ، الرأي الصواب ولا شك ولا ريب في ذلك أن هذا الأعمى توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله، بينما آخرون من من الخلف ومنهم الشوكاني يقول : بجواز التوسل بهذا الدعاء إلى الله تبارك وتعالى اليوم .
السائل : بعد وفاة النبي ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : اليوم بعد وفاة الرسول بأربعة عشر قرناً فهل نقول أنه مبتدع وهل نقول إنه ضال ؟ ما نقول ذلك حسبنا أن نقول : أخطأ في فهم الحديث وفي تطبيقه بعد وفاة الرسول عليه السلام ، لكن نحن في قرارة أنفسنا نعتقد أن قول القائل اليوم : أسألك بحق محمد أو بجاه محمد يا رب أن تغفر لي أو أو هذه بدعة، لكن لا نستطيع أن نقول : كل من يخالفنا فهو مبتدع فلذلك المسألة فيها دقة متناهية جداً، فإذا رأينا إنساناً يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستقيم في عباداته في عقيدته ولكنه في هذه القضية انحرف عن الجادة وعن الصواب الذي كان عليه السلف الصالح.
نحن نقول إنه مخطئ ولا نطلق عليه اسم مبتدع لأن المبتدع هو الذي يغلب عليه الابتداع في الدين ويتهاون بالسنن ويتقرب بالبدع هذا لا شك مبتدع، أما من كان ديدنه وهجيراه كما يقال دائماً اتباع السنة فضلاً عن الكتاب لكن زلت به قدم وشط به الفكر فادعى في أمر ما أنه بدعة وبدعة حسنة وهي ليست كذلك فما نقول أنه مبتدع، ومن هنا يظهر الفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة.
الشيخ : هنا الذي ينبغي نحن أن نقف عنده قليلاً ليس كل مبتدع يدخل في هذا الحديث بل وفي عموم الأحاديث التي نذكرها دائماً في النهي عن الابتداع في الدين .
يجب أن نعمل أن أي حكم من أحكام الشريعة سواء كان الإحداث بمعنىى الابتداع أو كان الاحداث بمعنى مخالفة الشرع فهذا أو ذاك له حالة من حالتين : إما أن يعترف ببدعيته أو بأحداثه بالمعنى الأعم الأشمل والحالة هذه يكون مسلماً عاصياً، وإما أن يستحل الإحداث في الدين بمعنييه إما بإيجاد عبادة لم تكن أو بارتكاب ما لا يجوز شرعاً كالقتل مثلاً والنهب والسلب والزنا ونحو ذلك، فإذا استحل شيئاً من هذا الإحداث بقلبه فهو مرتد عن دينه، وهنا تكمن الدقة في الموضوع فمن أحدث بالمعنى العام لا نستطيع نحن أن نقول فيه بأنه قصد الاستحلال فيكفر لأن هذا أمر بينه وبين الله تبارك وتعالى لكن نحن نحكم عليه بالظاهر والله يتولى بالسرائر أي أنه أحدث وارتكب مخالفة شرعية، حينذاك إذا ارتكب مخالفة شرعية فنحن ننكر ذلك عليه لكن الفرق بين البدعة بمعنى الإحداث في البدعة التي يتقرب بها إلى الله وبين الإحداث بمعنى ارتكاب منكر معروف في الشرع أن الإحداث الأول البدعة تحتمل أن يكون مجتهداً وتحتمل أو يحتمل أن يكون صاحب هوى، أما الذي يخالف في الإحداث بالمعنى الثاني فلا يمكن أن يقال إنه يحتمل أن يكون مجتهداً إلا في صور نادرة جداً، يعني هل نتصور إنساناً يقتل مسلماً بغير حق أنه لا يعرف أو أنه يتصور أن هذا حلال الدم وهو لم يرتكب شيئاً أو أن يزني أو أن يسرق فهذا مقطوع بأنه معصية، فلذلك فلا يمكن أن نجد هناك احتمالاً ولو ضعيفاً أنه لا يعرف هذا الحكم، فليس الأمر كذلك في البدعة فهي من الأمور التي قد تخفى على كثير من أهل العلم يقعون في البدعة وهم يظنون أنهم في السنة، ولذلك ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أن البدعة قد يقع فيها العالم المجتهد قد يقع فيها العالم المجتهد، لماذا ؟ لأنها تكون أحياناً من الأمور المشتبهات فهنا يقال هو ونيته، فإن كان يعلم أن هذا إحداث في الدين لا يجوز فهو عاص لله عز وجل، وإن كان غلب على ظنه أن هذه البدعة دخلت في بعض النصوص العامة فيجوز له أن يتعبد الله بها فيكون مجتهداً مخطئاً ليس مأزوراً بل هو مأجور أجراً واحداً، لذلك خلاصة هذا الكلام أن قولنا أن هذا مبتدع ويجب مقاطته ليس بالأمر السهل، حسبنا أن نقول حسب ما قام في نفوسنا أن هذا العمل الذي يعمله كالمولد مثلاً فهذه بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار لكن نحن لا نستطيع أن نصل إلى سويداء قلب هذا المبتدع ونعرف أن هو مقتنع كاقتناعنا بأن هذا الاحتفال بالمولد النبوي هو بدعة ضلالة، ومع ذلك هو يتقرب بذلك إلى الله ممكن أن يكون شبه له، وأنا أضرب لكم مثلاً ببعض الأمور التي تقرب هذه المسألة إلى بعض الأذهان، لعلكم تذكرون معي أن الإمام الشوكاني هو من أولئك الأئمة الذين يقولون بعموم قوله عليه الصلاة والسلام : ( كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ) ثم لعلكم أيضاً تذكرون أنه يقول بجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، هل تعلم ذلك ؟ الشوكاني يقول بهذا أخذاً بظاهر حديث الأعمى المعروف في الترمذي وغيره ( جاء رجل ضرير إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني قال إن شئت دعوت وإن شئت صبرت وهو خير لك ، قال: فادع قال له عليه السلام : فتوضأ ثم صل لله ركعتين ثم قل : اللهم إني أسألك وأتوجه إليه بنبيك نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي ليعافيني اللهم فشفعه في وشفعني فيه ، فذهب الرجل وصلى ركعتين ودعا بهذا الدعاء ثم عاد إلى المجلس بصيراً كأن لم يكن به ضرر ) اختلف العلماء في هذا الحديث أخيراً على وجوه كثيرة وكثيرة جداً ، الرأي الصواب ولا شك ولا ريب في ذلك أن هذا الأعمى توسل بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى الله، بينما آخرون من من الخلف ومنهم الشوكاني يقول : بجواز التوسل بهذا الدعاء إلى الله تبارك وتعالى اليوم .
السائل : بعد وفاة النبي ؟
الشيخ : نعم ؟
السائل : بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الشيخ : اليوم بعد وفاة الرسول بأربعة عشر قرناً فهل نقول أنه مبتدع وهل نقول إنه ضال ؟ ما نقول ذلك حسبنا أن نقول : أخطأ في فهم الحديث وفي تطبيقه بعد وفاة الرسول عليه السلام ، لكن نحن في قرارة أنفسنا نعتقد أن قول القائل اليوم : أسألك بحق محمد أو بجاه محمد يا رب أن تغفر لي أو أو هذه بدعة، لكن لا نستطيع أن نقول : كل من يخالفنا فهو مبتدع فلذلك المسألة فيها دقة متناهية جداً، فإذا رأينا إنساناً يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وهو مستقيم في عباداته في عقيدته ولكنه في هذه القضية انحرف عن الجادة وعن الصواب الذي كان عليه السلف الصالح.
نحن نقول إنه مخطئ ولا نطلق عليه اسم مبتدع لأن المبتدع هو الذي يغلب عليه الابتداع في الدين ويتهاون بالسنن ويتقرب بالبدع هذا لا شك مبتدع، أما من كان ديدنه وهجيراه كما يقال دائماً اتباع السنة فضلاً عن الكتاب لكن زلت به قدم وشط به الفكر فادعى في أمر ما أنه بدعة وبدعة حسنة وهي ليست كذلك فما نقول أنه مبتدع، ومن هنا يظهر الفرق بين أهل السنة وبين أهل البدعة.