شرح حديث : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) . حفظ
الشيخ : البعير الذي يبرك على ركبتيه وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه ) وليضع يديه قبل ركبتيه ، الناس اليوم يعكسون الموضوع فأول حينما يهوون ساجدين أول ما يمس من بدنهم الأرض هما الركبتان بينما الأمر على العكس من ذلك ينبغي أن يتلقى الأرض بكفيه ثم بركبتيه لهذا الحديث إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه فالآن وأنتم من العرب كيف يبرك البعير ؟
السائل : يديه .
سائل آخر : الأماميات هما الركبتين في لغة .
الشيخ : أما صاحبنا فأخطأ الي قال يديه .
السائل : كلانا متفقين هو قال ركبتيه وأنا أقول يديه وركبتا الجمل في يديه.
الشيخ : ما يجوز أن تقول يديه لأن يديه موضوعتان البتة فإنه يمشي على أربع فإنما يضع ركبتيه فعلاً فإذن لماذا المصلين اليوم يضعون ركبهم ؟
السائل : مخالفة .
الشيخ : مخالفة .
السائل : للبعير .
الشيخ : هي موافقة للبعير ، الشاهد ما جاء بعد الحديث هكذا : ( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير ) كأن سائلاً يقول فماذا نفعل ؟ قال : ( فليضع يديه قبل ركبتيه ) هكذا الحديث في *سنن أبي داود* وغيره بسند جيد ، جاء الحديث في *مصنف ابن أبي شيبة* بلفظ: ( وليضع ركبتيه قبل يديه ) هذا حديث مقلوب انقلب على الراوي لأن الراوي الذي قال هذه اللفظة هو عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك متهم بالكذب ، فانقلب عليه الحديث ولعله هو أصل هذا الوهم الشائع أو الخطأ الشائع بين الناس حيث يبركون على ركبهم كما يبرك البعير، فلذلك الحديث المقلوب له نماذج هذا مثاله وقد غير من صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من الناس الشيء الكثير، كذلك انقلب حديث تحريك الإصبع من التشهد إلى ما بين السجدتين وهو خطأ بلا شك، لكن بعض من له مشاركة حديثة في علم التصحيح والتضعيف نظر نظرة سريعة في إسناد الحديث الذي فيه تحريك الأصبع بين السجدتين فقال : هذا إسناد صحيح ، وهو كذلك لكن إذا ما عورض برواية الثقاة للحديث هذا وجدهم اتفقوا على أن التحريك إنما هو في التشهد وليس بين السجدتين حينئذٍ ينقلب الحكم من الصحة إلى الضعف بالشذوذ.