هل يجوز لأحد الخروج من المسجد بعد الأذان لأجل أن يصلي في مسجد آخر ؟ حفظ
الشيخ : وحينئذٍ فيرد هنا عادة سؤال : هل يجوز لأحد أن يخرج من المسجد بعد الأذان ليس له حاجة ملحة كل ما في الأمر أنه يريد أن يصلي في مسجد آخر ؟
فقد تحدثت آنفاً مع بعض الإخوان ونحن قادمون إلى هذا المكان بأن الأصل أنه لا يجوز، ولكن أحياناً تأتي أمور عارضة توجب شيئاً من الاستثناء في مثل هذا الحديث، وضربت على ذلك مثلاً من خرج من مسجد بعد أذان لغير حاجة لكن يريد أن يصلي في مسجد آخر هذا وحده فقط لا يعتبر عذر بخلاف ما لو كان حضر في مسجد لحضور درس أو علم يستفيده فما كاد أن يسمع الأذان إلا خرج إلى مسجد الصلاة فيه أفضل من الصلاة في المسجد الذي حضر الدرس فيه، وضربت على ذلك مثلاً الخروج من مسجد من المساجد العامة إلى المسجد النبوي في ذاك المسجد من المساجد العامة حضر درساً استفادة فلما أذن للصلاة خرج ليكسب فضيلة الصلاة في المسجد النبوي، ففي هذه الحالة وما يشابهها يمكن أن يقال بجواز الخروج ويكون ذلك من الحاجة التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام، وقد أضاف إلى الحاجة أنه ينوي الرجوع إليه والمقصود بهذه النية ألا يفوت عليه صلاة الجماعة فإذا نوى الصلاة في مسجد هو أفضل من الصلاة في المسجد الذي حضر الدرس فيه فما يشمله هذا الوعيد الشديد وهو وصفه بأنه منافق هذا الذي نراه بالنسبة لهذا الموضوع والله أعلم.