ذكر حديث معاوية بن الحكم السلمي لما عطس رجل بجانبه في الصلاة فقال له يرحمك الله. حفظ
الشيخ : يبدو أن أحد الصحابة لم يدرك هذا الحكم الجديد وهو أن لا كلام في الصلاة أعني بذلك الصحابي معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه، ومعاوية هذا غير معاوية بن أبي سفيان الأموي الخليفة من بعد الخلفاء الراشدين كما تعلمون، معاوية بن الحكم السلمي يحدث عن نفسه فقال: ( صليت يوماً وراء النبي صلى الله عليه وسلم فعطس رجل بجانبي فقلت له يرحمك الله هذا على الأصل فنظروا إليه بمؤخرة أعينهم مسكتين له ولكن الرجل ضجر من هذه النظرات الموجهة إليه فقال: واثكلى أمياه مالكم تنظرون الي؟ هو يعتقد أنه ما فعل شيئا شمت صاحبه يرحمك الله، قال معاوية: فأخذوا ضربا على أفخاذهم اسكت يقولون له، قال: فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة أقبل إلي فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي: إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس ) أي الكلام الذي كان مباحاً سابقا، إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتكبير وتحميد وتلاوة القرآن، هكذا أدب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرجل الصحابي معاوية بن الحكم السلمي الذي خفي عليه الحكم الجديد، ألا وهو المأمور به في القرآن فضلا عن السنة: (( وقوموا لله قانتين )) أي: ساكتين لا مكالمة.
ولعل من الفائدة من تمام الفائدة أن نذكر تمام هذا الحديث لأن في توجه معاوية إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعديد من الأسئلة بيان أثر التربية الحسنة واستعمال الرفق واللطف بالجاهل لبعض أحكام الدين، فقد سمعتم فيما مضى من هذا الحديث أن رجل كان يتصور بعد أن عرف أنه أخطأ خطأ فاحشاً في الصلاة من نظرة الصحابة إليه ومن ضربهم على أفخاذهم عرف من ذلك كله أنه أخطأ خطأ فاحشاً فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقبلا عليه تصور أنه سيؤنبه سيشتمه سيضربه ولكن النتيجة الطبيعية لمن قال له تبارك تعالى في كتابه : (( وانك لعلى خلق عظيم )) أن يرى غير ما قد يكون تخيل في ذهنه، ولذلك قال فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن ) .
حينما وجد هذا اللطف النبوي الكريم أخذ يوجه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم السؤال تلو السؤال ليتدارك ما قد يكون هو بحاجة إلى أن يعرف حكم الله عز وجل في تلك المسائل.
فكان مما قاله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: ( يا رسول الله إن منا أقواما يأتون الكهان قال: فلا تأتوهم، قال: إن منا أقواما يتطيرون قال: فلا يصدنكم، قال : إن منا أقواما يخطون ) أي: يعملون يتعاطون الضرب بالرمل ( قال عليه السلام: قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك، قال: يا رسول الله -وهذا آخر سؤاله- إن لي جارية ترعى غنم لي في أحد فسطا الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليا عتق رقبة يقول يعني فأنا أريد أن أوفي بهذا النذر الذي علي وهو عتق رقبة وعندي جارية فهل ينفعني أن أعتقها فقال عليه السلام: هاتها، فجاء بها فقال عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء قال عليه الصلاة والسلام: من أنا ؟ قالت: أنت رسول، فالتفت إلى سيدها وقال له اعتقها فإنها مؤمنة )
ليس البحث بطبيعة الواقع الآن هو شرح هذا الحديث العظيم والتعليق على كل فقرة من فقراته، وإنما ذكرته كيف تسلسل الحكم وكيف وصل إلى تحريم الكلام ومن ذلك رد السلام باللفظ بينما كان ذلك من قبل في أول الأمر جائزاً مشروعاً.
ولعل من الفائدة من تمام الفائدة أن نذكر تمام هذا الحديث لأن في توجه معاوية إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعديد من الأسئلة بيان أثر التربية الحسنة واستعمال الرفق واللطف بالجاهل لبعض أحكام الدين، فقد سمعتم فيما مضى من هذا الحديث أن رجل كان يتصور بعد أن عرف أنه أخطأ خطأ فاحشاً في الصلاة من نظرة الصحابة إليه ومن ضربهم على أفخاذهم عرف من ذلك كله أنه أخطأ خطأ فاحشاً فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقبلا عليه تصور أنه سيؤنبه سيشتمه سيضربه ولكن النتيجة الطبيعية لمن قال له تبارك تعالى في كتابه : (( وانك لعلى خلق عظيم )) أن يرى غير ما قد يكون تخيل في ذهنه، ولذلك قال فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ( فوالله ما قهرني ولا كهرني ولا ضربني ولا شتمني وإنما قال لي إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي تسبيح وتحميد وتكبير وتلاوة القرآن ) .
حينما وجد هذا اللطف النبوي الكريم أخذ يوجه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم السؤال تلو السؤال ليتدارك ما قد يكون هو بحاجة إلى أن يعرف حكم الله عز وجل في تلك المسائل.
فكان مما قاله للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: ( يا رسول الله إن منا أقواما يأتون الكهان قال: فلا تأتوهم، قال: إن منا أقواما يتطيرون قال: فلا يصدنكم، قال : إن منا أقواما يخطون ) أي: يعملون يتعاطون الضرب بالرمل ( قال عليه السلام: قد كان نبي من الأنبياء يخط فمن وافق خطه خطه فذاك، قال: يا رسول الله -وهذا آخر سؤاله- إن لي جارية ترعى غنم لي في أحد فسطا الذئب يوما على غنمي وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر فصككتها صكة وعليا عتق رقبة يقول يعني فأنا أريد أن أوفي بهذا النذر الذي علي وهو عتق رقبة وعندي جارية فهل ينفعني أن أعتقها فقال عليه السلام: هاتها، فجاء بها فقال عليه السلام للجارية: أين الله؟ قالت: في السماء قال عليه الصلاة والسلام: من أنا ؟ قالت: أنت رسول، فالتفت إلى سيدها وقال له اعتقها فإنها مؤمنة )
ليس البحث بطبيعة الواقع الآن هو شرح هذا الحديث العظيم والتعليق على كل فقرة من فقراته، وإنما ذكرته كيف تسلسل الحكم وكيف وصل إلى تحريم الكلام ومن ذلك رد السلام باللفظ بينما كان ذلك من قبل في أول الأمر جائزاً مشروعاً.