الحكمة من تحريم التصوير حفظ
الشيخ : قلنا أن من حكم التحريم المضاهاة التي نص عليها الرسول عليه السلام في ذلك الحديث الصحيح
ولكن هناك حكمة أخرى وهي أن الصور كانت في بعض العصور المتقدمة سببا لوقوع الناس في الإشراك بالله عز وجل والكفر بتوحيده كما جاء ذلك في سورة نوح عليه السلام وأن موقف قومه كانوا رافضين لما أمرهم به من عبادة الله وحده لا شريك له لأنهم كانوا اتخذوا أصناما لخمسة من قومهم الصالحين وهم الذين ذكرهم الله عز وجل في قوله حكاية عنهم (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن وداً ولا سواعاً ولا يغوث ويعوق ونسرا )) يقول ابن عباس كما روى البخاري وابن جرير الطبري وغيرهما من أهل الحديث أن هؤلاء الخمسة كانوا عباد لله صالحين انظروا كيف يتدرج إبليس عدو الإنسان يزين لهم أعمالهم ليضلهم عن سواء السبيل كان هؤلاء خمسة عباد لله صالحين فلما ماتوا أرادوا أن يدفنوهم مع قبور الناس جميعا فزين لهم الشيطان وقال هؤلاء هم صفوة الناس صلاحاً وإصلاحا وو إلى آخره لذلك أنا أنصح لكم بأن تجعلوا قبورهم في أفنية دوركم أي أمام الدور كلما خرجتم تذكرتم أعمالهم وأخلاقهم وإصلاحهم فاستجابوا للشيطان ودفنوا قبورهم ليس في المقابر وإنما أمام دورهم وتركهم إبليس جيلا من الزمان حتى جاء الجيل الثاني فوجد الجيل الأول يعكفون على هذه القبور فزين لهم بأن يتخذوا لهم أصناماً لأنه قد تأتي هكذا سول لهم قد تأتي سيول وأمطار ورياح وتذهب بهذه القبور وتذهب ذكراهم من أذهانكم فاستجابوا له ونحتوا خمسة أصنام لهؤلاء العباد الصالحين ووضعوها في مكان ثم جاءهم فيما بعد وقال هؤلاء كما تعلمون ناس صالحون يستحقون الإكرام لا ينبغي أن تضعوهم في مكان غير لائق بهم عليكم أن تضعوهم في بيت خاص فجعلوها في نصب وأماكن رفيعة وجاء الجيل الأخير فأخذوا يسجدون لهم من دون الله تبارك وتعالى فأرسل الله إليهم نوحا عليه السلام كما قص قصتهم في سورة نوح وكان موقفهم أن ردوا دعوة التوحيد (( وقالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا )) قال الله تعالى وقد أضلوا كثيراً
الشاهد : فتحريم الصور نستطيع أن نقول لعلتين اثنتين العلة الأولى : أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة أو كلب، فمهما كانت الآلة التي صُورت فيها الصورة المحرمة فهي صورة وهي تمنع دخول الملائكة سواء كان صنما نحت في أيام عديدة أو صنما أنتج بضغطة زر أو صورة صورت باليد أو صورة صورت بالآلة الفوتوغرافية أو صورة أُخذت بالفيديو كل هذه الأشياء اسمها صور لغة وشرعاً والرسول يقول: ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة أو كلب ) فإذن يجب على المسلمين أن ينظفوا بيوتهم من كل صورة إذا أرادوا أن تتردد ملائكة الله وأن تدخل إلى بيتهم وإلا فإذا خلت الديار من الملائكة استعمرتها الشياطين وهذه كلمة عامية إذا حضرت الملائكة هربت الشياطين فإذا اتخذ المسلم أسبابا شرعية لجلب الشياطين بإبعاد الملائكة فذلك معناه أن هذا البيت لا تحل فيه الرحمة أو تنزل فيه السكينة فإذن الصور حرمت لأنها تمنع دخول الملائكة هذا سبب
وسبب ثاني لأنها كانت وسيلة لعبادة غير الله تبارك وتعالى فسداً للذريعة حرم الشارع الحكيم الصور على جميع أشكالها وأنواعها ولأن الملائكة لا تسكن بيتا فيه صورة أو كلب لذلك أنصح كل مسلم أن يقف عند حدود الله ولا يغتر ببعض التأويلات العصرية لأن المقصود منها تسليك هذا الواقع المخالف للشرع الصريح في أحكامه وهذا من ذاك ونسأل الله التوفيق لنا ولكم والسداد في القول والعمل