ما مدى صحة حديث: ( إن الله خلق آدم على صورته ) وحديث: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) ؟ حفظ
السائل : فضيلة الوالد حفظك الله، ما مدى صحة حديث: ( إن الله خلق آدم على صورته ) وحديث: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) وجزاك الله خيرا ؟
الشيخ : لقد كتبنا بحثًا في هذه المسألة في بعض كتبي، ولعل ذلك في * سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة *، فإن الحديث الأول: ( إن الله خلق آدم على صورته ) حديث صحيح، أخرجه الشيخان في * صحيحيهما *، أما الحديث الآخر بلفظ: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) فذكر لفظة الرحمن أحسن ما يقال فيها: إنها شاذة، والحقيقة إنها منكرة، لأن هذا الحديث لو كان له إسناد صحيح لقلنا: إن هذه اللفظة: الرحمن، شاذة على طريقة علماء الحديث: أن من كان ثقة فروى زيادة في الحديث خالف فيها من هو أوثق منه تكون زيادته شاذة، أما إذا كان الذي زاد على الثقة فتكون زيادته منكرة، والواقع في هذا الحديث أنه من هذا القبيل، لأنه ليس له إسناد صحيح كما فصَّلنا القول في ذلك في المصدر المشار إليه آنفًا، أما الحديث الصحيح فله روايتان: الرواية الأولى: سبق ذكرها، والرواية الأخرى: هي التي تعارض تلك الرواية المنكرة وتفسر وتعين مرجع الضمير في الرواية الصحيحة: ( إن الله خلق آدم على صورته ) ذلك هو حديث أبي هريرة في *صحيح البخاري* قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) في * صحيح البخاري *: ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) طول من؟ هل رب العالمين من صفاته أن له طولًا وعرضًا؟! حاشا لله، وإنما هذا الحديث صريح لأن مرجع الضمير في الحديث الأول الصحيح: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: صورة آدم، وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر هذا الحديث بمناسبة أن أحدهم ضرب وجه شخص فقال: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: إن أبناءه على صورة آدم، وصورة آدم جاء تفسيرها في حديث البخاري: ( طوله ستون ذراعًا ) في ستة أذرع قال عليه الصلاة والسلام: ( فلم يزل الخلق يتناقص حتى الآن )، فإذن بعد مجيء هذا الحديث الصحيح الذي يحدد مرجع الضمير لم يبق مجال للتمسك بالحديث الثاني الذي يقول: ( خلق آدم على صورة الرحمن ) لسببين اثنين: أما الأول: أنه ليس له إسناد صحيح، والآخر: أنه خالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في *صحيحه *، والتفصيل تجدونه في ذلك الموضع.
الشيخ : لقد كتبنا بحثًا في هذه المسألة في بعض كتبي، ولعل ذلك في * سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة *، فإن الحديث الأول: ( إن الله خلق آدم على صورته ) حديث صحيح، أخرجه الشيخان في * صحيحيهما *، أما الحديث الآخر بلفظ: ( إن الله خلق آدم على صورة الرحمن ) فذكر لفظة الرحمن أحسن ما يقال فيها: إنها شاذة، والحقيقة إنها منكرة، لأن هذا الحديث لو كان له إسناد صحيح لقلنا: إن هذه اللفظة: الرحمن، شاذة على طريقة علماء الحديث: أن من كان ثقة فروى زيادة في الحديث خالف فيها من هو أوثق منه تكون زيادته شاذة، أما إذا كان الذي زاد على الثقة فتكون زيادته منكرة، والواقع في هذا الحديث أنه من هذا القبيل، لأنه ليس له إسناد صحيح كما فصَّلنا القول في ذلك في المصدر المشار إليه آنفًا، أما الحديث الصحيح فله روايتان: الرواية الأولى: سبق ذكرها، والرواية الأخرى: هي التي تعارض تلك الرواية المنكرة وتفسر وتعين مرجع الضمير في الرواية الصحيحة: ( إن الله خلق آدم على صورته ) ذلك هو حديث أبي هريرة في *صحيح البخاري* قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) في * صحيح البخاري *: ( إن الله خلق آدم على صورته طوله ستون ذراعًا ) طول من؟ هل رب العالمين من صفاته أن له طولًا وعرضًا؟! حاشا لله، وإنما هذا الحديث صريح لأن مرجع الضمير في الحديث الأول الصحيح: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: صورة آدم، وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكر هذا الحديث بمناسبة أن أحدهم ضرب وجه شخص فقال: ( إن الله خلق آدم على صورته ) أي: إن أبناءه على صورة آدم، وصورة آدم جاء تفسيرها في حديث البخاري: ( طوله ستون ذراعًا ) في ستة أذرع قال عليه الصلاة والسلام: ( فلم يزل الخلق يتناقص حتى الآن )، فإذن بعد مجيء هذا الحديث الصحيح الذي يحدد مرجع الضمير لم يبق مجال للتمسك بالحديث الثاني الذي يقول: ( خلق آدم على صورة الرحمن ) لسببين اثنين: أما الأول: أنه ليس له إسناد صحيح، والآخر: أنه خالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري في *صحيحه *، والتفصيل تجدونه في ذلك الموضع.