ما حكم العمل في شركة أو في الفصول الدراسية فيها اختلاط بين الرجال والنساء وهن سافرات متبرجات وكان نظام الشركة يتطلب ذلك ؟ وهل من الممكن أن يكون هناك مصلحة راجحة تبيح هذا الفعل مع ضرب بعض الأمثلة الواقعية على المصالح الراجحة ؟ حفظ
السائل : فضيلة الوالد حفظك الله، نحن مجموعة من الشباب نعمل في شركة فيها اختلاط بين الرجال والنساء في الفصول الدراسية وفي مجال العمل وهؤلاء النساء العاملات متبرجات سافرات فما هو حكم العمل معهن وحضور الفصول الدراسية معهن إذا كان نظام الشركة يتطلب ذلك وهل من الممكن أن يكون هناك مصلحة راجحة تبيح هذا الفعل مع ضرب بعض الأمثلة الواقعية على المصالح الراجحة وجزاك الله خيرا ؟
الشيخ : قال الله تعالى (( ومن يتق الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ) ولذلك يجب على المسلم أن يتقي فتنة النساء فإن أول فتنة كانت في بني إسرائيل هي النساء، ولقد كان فيما مضى من بني إسرائيل أن المرأة كانت تخالط الرجال وكانت الواحدة تريد أن ترى عشيقها فكانت إحداهن تتخذ نعالا عالية لتبرز فيراها عشيقها ويلتقيان ويذهبان كما يقولون اليوم يقضيان شهر العسل، فلا يجوز للمسلمين أن يتبعوا سنن الأولين، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنكر ما هو أقل فتنة من هذه الفتنة وهي اختلاط النساء بالرجال، كما تعلمون من حديث أبي واقد الليثي الذي رواه الترمذي وغيره: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأصحابه على شجرة على سدر شجرة عظيمة فقال بعضهم: اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط فقال عليه الصلاة والسلام: الله أكبر ! هذه السُنن هذه السَّنن لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة )) ) انظروا الفرق بين موقف اليهود مع كليم الله موسى حيث قالوا له: (( اجعل لنا إلها )) كالعجل نعبده من دون الله تعالى، والفرق بين قول ذلك الصحابي اجعل لنا ذات أنواط شجر نعلق عليها أسلحتنا، قال الله أكبر عظم عليه الأمر، وقال: ( لقد قلتم كما قال قوم موسى لموسى: (( اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة )) ) إلى آخره، فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم سد باب القول مع باب الشبه بين من قال هذه الكلمة وبين تلك الكلمة التي قالها اليهود، فكيف يرضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمسلمين أن يعملوا عملا فيه مخالطة النساء وهي أكبر فتنة تركها الرسول عليه السلام، كما سمعتم في الحديث السابق ثم كيف يمكن أن يكون في ذلك مصلحة يغتفر بسببها زعم تلك المخالطة التي لا تأتي إلا بالشر، وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد صح عنه أنه قال: ( كتب على ابن آدم حظه من الزنا فهو مدركه لا محالة، فالعين تزني وزناها النظر، والأذن تزني وزناها السمع، واليد تزني وزناها البطش، -أي: المصافحة- والرجل تزني وزناها المشي، والفرج يصدق كل ذلك أو يكذبه ) فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن المرأة إذا خرجت من بيتها متعطرة فهي زانية ) فكيف يتصور مسلم أن يحيا في مجتمع مألف من خليط من الرجال والنساء كيف يضمن نفسه هذا أو تلك وهي قد تبرجت كما جاء في السؤال؟ كيف يحفظ نفسه من عينه أن تزني من أذنه أن تزني من يده أن تزنى؟ وهل تجدون اليوم في هذه المجتمعات المختلطات رجل مسلم يثبت على عدم المصافحة شهر شهرين ثلاثة وبعدين؟ يأخذه التيار ويجرفه ثم يعود ليقول مبرراً لخطيئته هذه : مصلحة الدعوة تقتضي مثل هذه المخالفة، هذا هو مثل عمل اليهود تماماً يرتكبون المخالفات الشرعية ثم يحاولون تسويغها وتمريرها بشتى الحيل، المصلحة هكذا تقتضي، المصلحة هي إقامة حكم الله في الأرض كل إنسان بحسب استطاعته، وهؤلاء الذين ابتلوا بالعمل في شركات أو نحوها فيها اختلاط بين الجنسين فعليهم أن يتقوا الله تبارك وتعالى مرتين المرة الأولى: أن لا يخالطوا هذا المجتمع، والمرة الثانية : ألا يحالوا إيجاد فتاوى لتبرير هذا الواقع السيئ الذي هو واقعون فيه.