ما حكم قصيدة " بانت سعاد " من ناحية الإسناد ؟ وما تعليقكم عليها ؟ حفظ
السائل : يتناولها المتخصصون بالأدب وهي قضية الغزل ويستدلون بقصيدة " بانت سعاد " طيب فأنا بس أقرأ لأحد المختصين دكتور في الحديث من باب فقط المراجعة ونريد أن نعرف رأيك في هذه القصيدة، ثم ننقل بعض كلام ابن كثير كلام بسيد موجز في بعض مقاطع هذه القصيدة حتى نعرف رأيك جزاك الله خير .
يقول هذا الباحث عن رواية بانت سعاد: " ساقها ابن إسحاق بدون إسناد حكى ذلك ابن هشام في * سيرته * ، كما أخرجها البيهقي بإسنادين ضعيفين أحدهما فيه أبو القاسم عبد الرحمن بن خميس ابن أحمد الأسدي وهو ضعيف، وقد رواها عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل ".
الشيخ : ديزل .
السائل : " ديزل المعروف بسفينة ، وفي سماع أبي القاسم ابن ديزل نظر بل اتهم في ذلك ولم يصدق في الرواية عنه قال انظر في ذلك *سير أعلام النبلاء* 16/ 15 ، *والميزان* 2/ 556 *ولسان الميزان* 3 / 411. وفضلا عن هذا ففي نفس الإسناد يقول الباحث الحجاج بن ذي الرقيبة بن عبد الرحمن بن كعب بن زهير عن أبيه عن جده وفي هذه السلسلة غرابة، ثانيهما: الإسناد الثاني ساقها بالإسناد الأول إلى إبراهيم بن المنذر الجزمي ".
الشيخ : الحزامي .
السائل : " الحزامي ، الحزامي عن معن بن عيسى محمد بن عبد الرحمن الأفطس عن علي بن زيد بن جدعان، وعلي بن زيد هذا متفق على ضعفه بل وصف الحافظ ابن كثير في *السيرة النبوية* له 3 / 908 هذا الإسناد الإرسال يعني بذلك الانقطاع، هذا والله أعلم "، نريد رأيك خاصة في قضية الروايتين هذه رواية ضعيفة وأخرى ضعيفة إلا يتقوى الروايتان؟
الشيخ : الجواب عن هذا السؤال بدقة علمية أنه لا يتوفر لمثلي الآن أن أعطي حكما ارتجاليا في هل يتقوى أحد الإسنادين بالآخر، لأن من شروط التقوي كما هو ثابت في علم المصطلح ألا يشتد ضعف الشاهد أو المتابع وإلا فلا يصح أن يتقوى بمثل هذا، فالآن فيما قرأت أنت يبدوا لأول وهلة أن في أحد الإسنادين ضعفا شديدا فلا يساعد على الأقل كما قلت آنفاً على القطع بأنه يتقوى هذا الإسناد بذاك أما دراستي القديمة فهي تنتهي إلى الجزم بضعف هذه القصة.
السائل : نعم .
الشيخ : أما التفصيل ذلك مودوع في المكان الذي كنت حققت الكلام فيه ؟
السائل : أين يا شيخ ؟
الشيخ : ما أذكر الآن المرجع والمصدر، وقد فات هذا الدكتور أن يذكر أن ممن روى هذه القصة الحاكم أبو عبد الله النيسابوري، هذا موجود في * المستدرك * للحاكم، فهذا ما يتيسر لي الجواب الآن.
السائل : طيب وين الموضوع الذي يظهر فيه أنه احتمال يكون الضعف شديد في هذا الكلام ؟
الشيخ : فيما ذكرت من الاتهام.
السائل : اللي هو أبو القاسم بن ديزل.
الشيخ : أسمعنا الآن مشان.
السائل : نعم " وفي سماع أبي القاسم ابن ديزل نظر بل اتهم في ذلك ولم يصدق في الرواية عنه "
الشيخ : هذا هو.
السائل : طيب ذكر بعد ذلك شيخ تبع هذه القصة.
الشيخ : تفضل.
السائل : ذكر ابن كثير وأيضاً هذه يستدل بها بعض الأدباء في تحقيق قضية الغزل طيب في ثلاث مواضع : الموضع الأول: أن الرسول عليه السلام أعطى بردته لكعب ، والموضع الثاني: أن هذه سعاد كانت زوج لكعب بن زهير مما دل أن القضية ليست قضية قضية غزل فني.
والقضية الثالثة: أن كعب أنشد الرسول صلى الله عليه وسلم أنشد هذه القصيدة في المسجد بين يدي الصحابة ولم ينكر الرسول صلى الله عليه وسلم أذكر القول ابن كثير في القضية الأولى قضية.
الشيخ : عفواً في مجال للوقوف قليلاً ها هنا ؟
السائل : نعم ؟
الشيخ : هل هناك مجال للوقوف قليلاً ها هنا ؟
السائل : تفضل .
الشيخ : في مجال ؟
السائل : في مجالات.
الشيخ : طيب هذا الذي ذكرته كله قائم على أساس ثبوت القصة، ولكن كما قيل قديما هل يستقيم الظل والعود أعوج ؟
السائل : لا يستقيم .
الشيخ : ما فائدة قول أن سعاد هي زوجة فلان من أين أخذنا هذا هل هذا ثابت ؟ وأنه ألقي في المسجد هل هذا ثابت ؟ وأن الرسول عليه الصلاة والسلام قدم بردته لهذا الناشد، كل هذا مبنى على القصة كلها وكما يقولون أيضاً العلماء ما بني على فاسد فهو فاسد، ما بني على ضعيف فهو ضعيف وهكذا، ولذلك فما تلوته عن ذلك الدكتور إذا كان هذا من تمام كلامه فهو إعادة لما سبق.
السائل : الكلام هذا الثلاث نقاط يا شيخ .
الشيخ : إي.
السائل : ابن كثير ذكر الرواية دون أن يذكر هذه النقاط الثلاثة بعدما ساق الرواية بالسندين كأن هذه النقاط الثلاثة مستقلة ذكر ابن كثير .
الشيخ : طيب من أين جاءت ؟
السائل : لذلك علق عليها ابن كثير في مواضع مختصة.
الشيخ : معليش ، من أين جاءت هل هي ثابتة ؟
السائل : هو هذا ما أريد أن اذكره الآن بعد قليل.
الشيخ : تفضل .
السائل : أنه قال ابن كثير يريد أن يعلق هذه القضية بالذات قضية إعطاء كعب البردة الرسول قال ابن كثير : " ولكن لم أر ذلك في شيء من هذه الكتب المشهورة ".
الشيخ : هذا هو .
السائل : مع أن الرواية رواها مثلاً البيهقي وكذا بإسناد أرتضيه.
الشيخ : بإسناد ؟
السائل : أرتضيه، لم أر بإسناد أرتضيه .
الشيخ : أرتضيه .
السائل : إي نعم ماذا يعني هذا الكلام ؟
الشيخ : يعني لا يصح.
السائل : طيب يعني تكون هذه الرواية متعلقة بإحدي الروايتين؟
الشيخ : أو برواية أخرى، لذلك قلت أن هذا الدكتور فاتته أو فاته مصدر آخر لم يذكره وهو أعلى من مصدر البيهقي، لأن الحاكم كما تعلمون هو شيخ البيهقي فلم يذكر * المستدرك * للحاكم كمصدر، ويمكن وهذا يكون في الغالب كما لمسناه في كثير من الأحاديث البيهقي يروي الحديث من طريق الحاكم نفسه وهو يكون رواه في الغالب في * المستدرك *، فممكن أن تكون هذه الرواية التي في *المستدرك * هي نفس راوية البيهقي، على كل حال هل راجعتم لهذا البحث * دلائل النبوة * للبيهقي ؟
السائل : نعم.
الشيخ : وجدتم الحديث؟
السائل : فقط ذكر الرواية كاملة دون أن يعلق، ما علق ابن كثير فقط في قضية الإرسال والانقطاع بالنسبة لكتب السير والتاريخ.
الشيخ : البيهقي ذكر القصة من طريق واحدة ولا من طريقين؟
السائل : والله العهد بها حوالي من ستة شهور لا أذكر لكن.
الشيخ : طيب * المستدرك * راجعتم ؟
السائل : لا ما رجعنا.
الشيخ : فهذا هو يعني البحث العلمي يحتاج لتوسع، وكما قلت لكم آنفاً علمي أن هذه القصة لا تصح وأن الحاكم من جملة من رواها وأن البيهقي تعقبه، وإذا كان * المستدرك * بين أيديكم أو قريبا في متناول أيديكم فبالإمكان إذا لزم الأمر أن ترجعوا إليه، غيره؟