هل يجوز للرجل إذا كان من أهل الفضل أن يصلي صلاة الغائب إذا نودي لها وخشي إذا لم يجب يترتب على ذلك مفسدة ونظاهر هذا من المسائل ؟ حفظ
السائل : المصالح والمفاسد فيمن أقيمت عليه الصلاة صلاة الغائب وكان الرجل حاضرا في المسجد مع المصلين فنودي للصلاة على الغائب، فهل يصلي معهم إذا كان يخشى أن يترتب على الترك مفسدة أو أنه يترك ذلك ونظائر هذا من المسائل ؟
الشيخ : نعم، هذه المسألة تختلف باختلاف نظرة المبتلى إلى هذا الواقع، فكثيراً ما يختلف تقدير الأمر من شخص إلى آخر، وكثيراً ما يختلف الأمر بإمكانية قلب هذه المفسدة إلى مصلحة، فإذا كان هناك رجل من أهل العلم والفضل وله منزلة في ذاك المجتمع الذي أقيمت فيه مفسدة وهي في السؤال المذكور صلاة الغائب التي لا تشرع في هذه الأيام، لأنها لم تقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم مطلقا إلا مرة واحدة حينما صلى على النجاشي حيث لم يكن هناك من يقم الفريضة عليه، فإذا حضر رجل فاضل مجتمعا أقيمت صلاة الغائب هذه التي لا تشرع وهو باستطاعته أن يلقي كلمة ويبين أن هذا خلاف السنة وأن هذا البيان سيطرد الشيطان وسيكون بياناً للناس ينتفعون به فيما يأتي من الزمان فهذا له شأن، ومن لم يكن مثل هذا الرجل العالم الفاضل له كلمته المسموعة وله منزلته الرفيعة وإنما كان من عامة الناس فيخشى على نفسه أن يصاب بمكروه فلا بأس أن يساير من باب دفع المفسدة الكبرى بالصغرى، هذا رأيي وخلاصة ذلك أنه لا يعطى قاعدة عامة وإنما لكل مقام مقال ولكل دولة رجال.