ما هو سبب تضعيفكم لحديث ( ... فإن لم يكن معه عصا فليخط بين يديه خطاً ثم لا يضره من مر أمامه ) وما هو ردكم على من نفى الإضطراب كما قال الحافظ ابن حجر ؟ حفظ
السائل : يقول هنا : في * ضعيف الجامع * ضعفتم حديث: ( إذا صلى أحدكم فليجعل تلقاء وجهه شيئاً فإن لم يجد فلينصب عصا، فإن لم يكن معه عصا فليخط بين يديه خطاً ثم لا يضره من مر أمامه ) وقد حسن الحافظ ابن حجر إسناده، ونفى الاضطراب عن سنده فما هو سبب تضعيفكم وما هو الرد على من نفى الاضطراب ؟ ملاحظة : في سنده أبو محمد عمرو بن حريث وقيل هو أبو محمد عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث ؟
الشيخ : نحن فيما أذكر حينما بدأنا بتخريج * سنن أبي داود * قديماً نحو أربعين سنة، بتخريج * سنن أبي داود * خططت لنفسي أن أجعله كتابين أحدهما * صحيح أبي داود * والآخر * ضعيف أبي داود *، على هذا التقسيم الذي ظهر حديثاً بتصحيح موجز جداً .
فمر بي هذا الحديث الذي في ذهني أن في هذا الحديث علتين: العلة الأولى : الاضطراب الذي نقل السائل نفيه من كلام الحافظ ابن حجر، والعلة الأخرى جهالة بعض رواته، فاطمأننت يومئذٍ بأن هذا الحديث لا يصح إسناده وقد ضعفه كثير من علماء الحديث من قبلي، والذي نراه من هديه عليه الصلاة والسلام هو الإعراض عن مثل هذا الحديث عملياً، فقد جاء من أفعاله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كما في حديث خروجه إلى صلاه العيد كان ينصب له العصا المسماة بالعنزة ولا يخط خطاً، وتارة كان يصلي كما في وقعة بدر الكبرى إلى شجرة، وتارة يعدل رحل البعير فيصلي إليه أو يصلي إلى جدار كما كان ذلك في مسجده وليس هناك أي أثر عملي لهذا الحديث حديث الخط، بل هو يخالف مفهوم قوله عليه السلام في بعض الأحاديث الصحيحة كحديث أبي ذر رضي الله عنه الذي قال فيه ما لفظه أو ما معناه على الأقل: ( إذا صلى أحدكم وليس بين يديه مثل مؤخرة الرحل يقطع صلاته المرأة والحمار والكلب الأسود ) فإذن السترة المشروعة والتي تمنع قطع الصلاة إنما هي تكون مثل مؤخرة الرحل أي بارتفاع شبر ونص شبرين، وأنتم المفروض أنكم تعرفون مؤخرة الرحل باعتباركم عرباً أكثر من أمثالنا نحن الأعاجم، فمؤخرة الرحل هي العصا التي يعلق عليها راكب جمله متاعه وزاده ونحو ذلك، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بمنطوق هذا الحديث يحدد السترة التي تحول بين المصلي وبين أن تُقطع صلاته أي هنا تبطل بمرور شيء من هذه الأنواع الثلاثة، أما الخط فليس مؤخرة الرحل بطبيعة الحال فمفهوم الحديث حجة كما قلنا آنفا في الجواب على بعض الأسئلة إلا إذا عارضه منطوق، ومنطوق حديث الخط لو صح لأخذنا به ولقدمناه على المفهوم.
أما نفي الحافظ ابن حجر الاضطراب الذي في الحديث فهذا في الواقع يتطلب منا استحضار الطرق بين أيدينا لننظر أصحيح أن الاضطراب قد انتفى؟ الاضطراب موجود يقينا، ولكن إن صح رأي الحافظ ولا أقول الآن إن صح ما نقل عن الحافظ بل أقول: إن صح رأي الحافظ أن هذا الحديث ليس يوصف بالاضطراب فإنما يعني وصفا يقدح في صحته، ذلك لأن من المذكور في علم المصطلح أن الاضطراب علة من علل الحديث، فكل حديث صح أنه مضطرب فهو من أقسام الحديث الضعيف، ولكن ليس دائماً يكون الحديث مضطرباً اضطراباً يقدح في صحة الحديث ذلك، لأن الحديث يرد أحيانا فعلاً بوجوه مضطربة فهذا الاضطراب كما يقول علماء الحديث يدل على أن الراوي لم يتقن روايته للحديث أما سنداً وإما متنا، ولكن إذا جمع الحافظ المتنقن طرق هذا الحديث المضطرب فمن الممكن أحيانا أن يرجح وجهاً على وجه من وجوه الاضطراب، لأن الاضطراب المؤثر هو الذي تساوت وجوه الروايات المضطربة ولم يمكن ترجيح وجه من هذه الوجوه، أما إذا كان العكس بحيث أن أكثر الطرق روت وجهاً من هذه الوجوه وبقية الوجوه الأخرى فهي أفراد ففي هذه الحالة تترجح رواية الأكثرين على رواية الأقلين وتكون هذه الرواية رواية الأكثرين هي الراجحة من ماذا؟ من الاضطراب ولكن هل مجرد أرجحية الحديث من وصفه بالاضطراب يعني أنه نجا من الضعف ودخل في دائرة الصحة أو دائرة الحسن على الأقل؟ الجواب: ليس هذا بلازم بل قد وقد ، أي قد ينجو من الضعف فيدخل في دائرة الثبوت حسناً أو صحة وقد لا، لنفترض مثلاً لأن السند ليس بين أيدينا الآن.
السائل : الإسناد.
الشيخ : نعم ؟
السائل : وجه الاضطراب يقول مرة يقول راويه عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة، وفي رواية عن أبي عمرو بن حريث عن جده عن أبي هريرة، وفي رواية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده عن أبي هريرة، وفي رواية عن أبي عمرو بن محمد عن جده عن أبيه عن أبي هريرة، ومرة عن أبي عمرو بن محمد بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة، ومرة عن حريث بن عمار عن أبي هريرة.
الشيخ : احفظ بقا إن استطعت نعم .
السائل : ومرة عن أبي محمد بن عمرو عن أبيه عن جده عن أبي هريرة، وفي رواية عن أبي عمرو محمد بن حريث عن جده، وفي رواية عن أبي عمرو محمد بن عمرو بن حريث عن جده، هذه أوجه الاضطرابات.
الشيخ : ما هو الراجح منها ؟
السائل : الله أعلم.
الشيخ : لا يعني المؤلف تعرض لهذه النقطة ؟
السائل : هذا المؤلف قال: " وهذا اضطراب شديد ".
الشيخ : نعم .
السائل : هناك مؤلف آخر قال .
الشيخ : بارك الله فيك ، هل حاول أن يرجح وجها من وجوه هذا الاضطراب الكثير ولا لا ؟
السائل : لا.
الشيخ : فهذا واضح جداً يعني الاضطراب فيه .
السائل : يقول هنا وقد أورده ابن الصلاح مثالا للمضطرب فأصاب.
الشيخ : إي نعم .
السائل : هنا أحد المؤلفين حاول أن يوفق بين الاضطراب.
الشيخ : جميل .
السائل : فقال أن هذا هو واحد هو اسمه أبو محمد عمرو بن محمد بن عمرو بن محمد ، عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث فيقول تارة ينسب إلى جده الأبعد وتارة ينسب إلى جدي الأقرب.
الشيخ : ممكن.
السائل : فمن هذا الوجه يقول الرواية عن أبي محمد بن عمرو بن حريث عن جده يقصد عن جده الأبعد، وتارة يقول عن أبي محمد بن عمرو ابن محمد بن،،، أنه كيف يروي هذا عن جده الأبعد عن رابع جد يعني عن عمرو بن محمد بن عمرو بن حريث الأب الثالث له.
الشيخ : فهل يكون متصلاً والحالة هذه ؟
السائل : لا هذا الذي يشكل.
الشيخ : هذا هو ، على كل حال فالذي أنا في خاطري طيب هل تعرض الرجل أن في هذا الإسناد جهالة ؟
السائل : نعم، أولاً ذكر أن هذا أبو محمد وحريث عمرو وحريث مجهولان ذكر هذا، وسفيان كان يقول: " كان إسماعيل إذا حدث بهذا الحديث يقول عندكم شيء تشدونه به " وقال: " ما أحفظ أبا سفيان يقول ما أحفظ إلا أبا محمد بن عمرو قال سفيان قدم هاهنا رجل بعدما مات اسماعيل بن أمية فطلب هذا الشيخ أبا محمد حتى وجده فسأله فخلط عليه ".
الشيخ : طيب نقل كلام الحافظ ابن حجر ؟
السائل : نعم.
الشيخ : وهو ؟
السائل : شيخ إسماعيل أبو عمرو بن حريث قال فيه الحافظ: " مجهول " وأبوه أو جده مجهول أيضا قال الحافظ: " وعندي أن راوي حديث الخط غير الصحابي بل هو مجهول "
الغريب هنا الحافظ يعني يحسن الحديث وهو يرى أن كلا الراويين مجهولين.
الشيخ : وين التحسين ؟
السائل : التحسين في * بلوغ المرام *.
الشيخ : في *بلوغ المرام*.
السائل : وذكر هذا.
الشيخ : ذاكر نصه في *بلوغ المرام* ؟
السائل : إن شئت أتينا * ببلوغ المرام *.
الشيخ : على كل حال .
السائل : ويحتج به بعض العلماء أن ابن حجر حسن الحديث.
الشيخ : بس هذا تقليد لا وجه له بعد أن عرفوا أن الحديث في *صحيح مسلم * ويبين ما هي السترة، وفي بعض الأحاديث في *مستدرك الحاكم * وإن كنت الآن لا أستحضر إن كان من الأحاديث الثابتة أو لا أن يكون السترة في دقة السهم .
ولذلك أنا أقول حسب رأيي واجتهادي قديماً وحديثاً: أن حديث الخط مضروب عليه بخط.