ذكر الظروف والأسباب التي سهلت على الشيخ الألباني في طلبه للعلم والبحث والتحقيق. حفظ
الشيخ : هذا مع أنني أعلم أن قليلا من الناس جدا جدا من يتوفر له ما وفّر الله لي من أسباب وظروف من أولها أنني كنت في عملي حرا لم أكن مستأجرا ولا موظفا وإنما كنت أصلح الساعات فأعمل بالمقدار الذي يروق لي ساعة ساعتين من الزمن ثم أغلق الدكان المحل وأنطلق فورا إلى المكتبة الظاهرية وكنت أجلس في المكتبة .
الطالب : - السلام عليكم -
الشيخ : - وعليكم السلام ورحمة الله- ، وأتيحت لي ظروف مكنتني أن أجلس في المكتبة بل أن أدخل المكتبة قبل الموظفين وأخرج بعد الموظفين هذه الظروف يسخرها الله عز وجل لمن يشاء وأنا ربنا عز وجل تفضّل عليّ بمثل هذا الظرف فكنت أدخل بعد صلاة الفجر قبل أن أذهب إلى الدكان أذهب إلى المكتبة الظاهرية وأبدأ بالقراءة والمطالعة و و إلى آخره وإذا انصرف الموظفون بعد الساعة المعينة للانصراف الساعة ستة أو سبعة على حسب التوقيت المحلي فأظل هناك ثم المخطوطات هذا أمر لا يعرف قدره إلا من جربه ما أدري إذا كان عندكم مثلا مكاتب عامة فيها مخطوطات وماهو نظام طلب المخطوطات للمراجعة النظام هناك في دمشق وأعتقد في كل مكاتب الدنيا لأنني قدّر لي أن أذهب إلى بريطانيا وأن أدخل المكتبة التي فيها مخطوطات قيمة فما يمكن أن يعطوك أكثر من نسخة واحدة فتقرأها وتنتهي منها وتقدم الكتاب وتقدم وصل طلب بكتاب ثاني وهكذا يضيع عليك كثير من الوقت في سبيل تحصيل نسخ أخرى أو كتب أخرى أما أنا فسخّر الله لي شيئا لا أتصور أنه يسخّر لإنسان في كل بلاد الدنيا وهذا من عجائب تاريخ حياتي فقد فتحت لي أبواب خزانة الكتب المخطوطة التي لا يدخلها إلا الموظف فكنت أضع السلم وين مثلا كتب التاريخ وين كتب التراجم أنقل السلم بيدي وأصعد عليه وأبحث على الكتاب واحدا بعد آخر فإذا حصلت طلبي نزلت به ودخلت غرفتي وانكببت على قراءته ومطالعته وإذا أردت أن أطلب ما شئت من المخطوطات تأتي وتملأ هذه المخطوطات الطاولة التي بين يدي هذه أسباب لا تتيسر لإنسان أولا: أنا حر في عملي ما أحد يسألني لم أغلقت محلك لست موظفا وعليّ آمر فأنا أمير نفسي ثانيا : أذهب إلى المكتبة وأدرس هذه المخطوطات دراسة واسعة بكل حرية لا يتسنى ذلك ولا أعرف أحدا كان يتردد على المكتبة من ذوي العمائم البيضاء بل أنا كنت هناك كما ترونني هنا يعني بهذا الزي كأي إنسان من أمثالكم أما هناك فالزي العربي قليل جدا مع ذلك فأنا مكب على عملي ومرخص لي ما لا يرخص يمكن لمدير المكتبة نفسها هذه أسباب يسرّها الله عز وجل لي توفيق من الله عز وجل لأقوم بخدمة هذه السنة المطهرة .