تحذير طلاب العلم من التعجل في تأليف الكتب ونشرها على الناس, وبيان مساوئ ذلك. حفظ
الشيخ : فلما أعود الشاهد إلى هذا الكتاب * الروض النضير * آخذ على نفسي أشياء أتعجب الآن ولا عجب وكل إنسان لابد أن يمر في هذا الطريق لذلك أنصح ألا يتعجلن أحد بتأليف كتاب ونشره على الناس وأرى وهذا أقوله بكل صراحة إنه أي رد يصدر عليّ فأنا أنتفع به ثم الجمهور ينتفع من ورائه لكن الناشر لا ينتفع به إذا كان بعد غضا لم ينضج فإنما يستفيد بعد أن ينضج بعلمه والذي أراه أن كثيرا من إخواننا الناشئين الآن تصدر منهم كتب عبارة عن نقد ورد ولا تصدر منهم كتب لمعالجة بعض المواضيع التي لا نجد لها كتاباً منشوراً بين أيدي الناس فكثيراً ما ألفت كتب في الأذكار كثيراً ما ألفت كتب الأذكار ليس فيها مزية تذكر حتى يعاد إيش النشر وإنما يأخذ من هنا بعض الأحاديث ومن هنا بعض الأحاديث وتأليف من؟ فلان وتحقيق فلان أين التحقيق ؟ كل هذا عبارة عن جمع من هذه الكتب التي سبقنا إليها بكثير لو أن إنسانا ما ألّف تأليفاً ما كما فعل بعض الأفاضل في اليمن الشيخ مقبل صحيح الناسخ والمنسوخ ولا إيش عنوانه .
الطالب : ...
طالب آخر : ... أسباب النزول
الشيخ : لا لا، في أظن
الطالب : الناسخ والمنسوخ
الشيخ : نعم
الطالب : الناسخ والمنسوخ
الشيخ : هيك أذكر فيه له كتاب إي هذا شيء مفيد ما في هيك شيء ؟
الطالب : لا لا
الشيخ : إيش إذاً ؟
الطالب : * المسند في أسباب النزول *
الشيخ : * المسند في أسباب النزول * هذا صحيح لكن قائم في ذهني أيضاً في شيء .
الطالب : * دلائل النبوة *
الشيخ : نعم
الطالب : * دلائل النبوة *
الشيخ : * دلائل النبوة *، القصد إنه لو طرق طارق مثل هذه المواضيع التي لم يسبق إليها قديماً فهذا هو الذي ينفع أما مواضيع طرقت أو انتقاد أخطاء بعض من سلف للنقل وليس بالمناسبة يأتي إنسان ويؤلف مثلا مثل هذا أسباب النزول مافي مانع إذا جاءه حديث صححه بعضهم فهو يبين أنه ضعيف أما أن يتوجه للنقد وهو لم ينشر على العالم الإسلامي كتابا ذو موضوع مختار فهذا في الحقيقة يجعل الناس يتساءلون لماذا هذا يتوجه إلى النقد ولا يوجه همته أن يجمع نوعا من الأحاديث ويقربها للناس أولا: تصحيحا وثانيا: شرحا وبيانا إلى آخره فأنا نصيحتي أقول هذا في الشام في دمشق الشام لما كنت وكان حولي طبعا بعض الطلبة الناشئين أمثالكم وكذلك في الأردن وكذلك في كل مكان إخواننا الناشئين في هذا المجال هذا العلم لأمر ما أعرض عنه جماهير العلماء تجد المفسرّين بالمئات إن لم نقل الألوف تجد الفقهاء تجد اللغويين تجد الأدباء عدد لا يحصيهم إلا الله لكن عدّوا لي حفّاظ الحديث النقاد في هذه القرون الأربعة عشر قرنا يمكن لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين لماذا؟ ألسهولة هذا العلم كما يظن اليوم الناشئة هاللي هاجوا هوجة واحدة؟ لا إنما هو لصعوبته جدا والصعوبة تأتي من جوانب عديدة أهمها كثرة ضرورة كثرة المصادر أنتم مثلا تلاحظون الحافظ السيوطي له كتب يعجب الإنسان كيف استطاع أن يجمع مادتها الغزيرة خذوا مثلا كتابه * الدر المنثور في التفسير المأثور * ما الذي يسّر له هذا الجمع مع أنه لا تحقيق فيه؟ وأنا أقول الآن لو أن طالب علم قوي قام وحقق روايات هذا الكتاب لنفع الناس نفعا عظيما جدا يعني لا يخفى على إنسان لأنه كتاب جمع ما هب ودب من روايات قسم كبير منها لا يصح بل وفيه بعض الموضوعات إلى الآن مضى منذ ألّفه المؤلف إلى هذه الساعة لا أحد يتوجه إلى مثل هذا العمل قام أيضا الشيخ مقبل جزاه الله خيرا وما أدري إلى أين وصل وصلنا نحن المجلد الأول من تفسير ابن كثير فهل صدر شيء آخر ؟
الطالب : لا
الشيخ : ما صدر شيء آخر
الطالب : حسب ما عرفنا إنه أحال بقية المشروع إلى أحد تلاميذه أو أكثر من تلميذ
الشيخ : سمعت هذا ؟
الطالب : نعم سمعت ، يراجع التحقيق الجزء الأول
الشيخ : نعم
الطالب : يراجع التحقيق الجزء الأول
الشيخ : الجزء الأول
الطالب : إيه نعم
الشيخ : الشاهد مثل هذا العمل لو كمل كان فيه فوائد كثيرة وكثيرة جدا وبخاصة إنه بعض المعاصرين اليوم وهذا من شؤم التأليف في العصر الحاضر ممن لا يحسن هذا العلم فأنتم تعلمون وأنا ما عندي محاباة أن أحد من اختصر هذا الكتاب هو من إخواننا السلفيين في حلب أعني بالكتاب * تفسير ابن كثير * وهو الشيخ محمد نسيب الرفاعي ثم من بعده أو من قبله الله أعلم الشيخ الحلبي الآخر .
الطالب : محمد علي الصابوني
الشيخ : محمد علي
الطالب : الصابوني
الشيخ : علي الصابوني نعم ركبا مركبا صعبا جدا لا الأول ولا الثاني عندهما علم بالحديث إطلاقا الأول والآخر وضعا مقدمة ونصوا في المقدمة أنهما اختصرا في مختصرهما على الأحاديث الصحيحة لما يقرأ الإنسان هالمقدمة يعتبر أنه فتح كفتح خيبر لأنه مثل هذا الكتاب إذا خدم هذه الخدمة والله إنها خدمة جبارة وعظيمة جدا أما صاحبنا فأنا أعرفه أنه ليس في العير ولا في النفير أما الحلبي الثاني فأنا أعرفه أنه فقيه حنفي أشعري متعصب ولا أعرفه كان يحضر دروس أحد من أهل الحديث على قلتهم في تلك البلاد ثم تجد في مختصرهما الأحاديث الضعيفة والمنكرة بل وبعضها موضوعة وقد قدّم لها أنها كلها صحيحة لماذا لأنهم ليسوا علماء في هذا المجال قد يكون صاحبنا أقرب إلى أن يكون عالما بهذا العلم لأنه كان يحضر دروسي هناك لما كنت أذهب إلى حلب لكن كانت تلك الدروس دروس نظرية ولذلك ما تكفي الدروس النظرية في علم الحديث والجرح والتعديل لابد من تطبيق هذا العلم بصورة خاصة وكل العلوم بصورة عامة تطبيقا عمليا وزاد صاحبنا على بلديّه الآخر ضغثا على إبالة فوضع فهرسا ووضع بجانب كل حديث صحيح صحيح صحيح صحيح حسن مرسل إلى آخره والواقع كما ذكرت لكم هذا اعتداء اعتداء على العلم وتشبع بما لم يعط هذا لا يجوز في الإسلام ما الذي دفع هذين هناك عبارة تقول ولو كانت هذه العبارة عليها ملامح الصوفية أو عبارات الصوفيين لكنها حق " حب الظهور يقطع الظهور " فحب الظهور الآن سمة مع الأسف وعلامة لكثير من الناس ولذلك أرى أن إخواننا الذين هم معنا على الخط أن يكبحوا من جماح نفوسهم وألا يستعجلوا في نشر مؤلفاتهم وليؤلفوها وليضعوها عندهم فسينكشف لهم ما انكشف لي أنا في كتابي هذا * الروض النضير في ترتيب وتخريج معجم الطبراني الصغير * .