ضرب مثال من حياة الشيخ عن تطور الإنسان في العلم حتى يصل إلى النضج فيه. حفظ
الشيخ : أضرب لكم مثلا كيف يتطور علم الإنسان أول شيء كنت كسائر المؤلفين جميعا قديما وحديثا كلما رأيت حديثا فيه رجل وثقه ابن حبان خلاص ابن حبان حافظ وقد وثقه إذاً الحديث صحيح على هذا مشيت في * الروض النضير * لكن مضيت شوط وإذا بي أتكشف شيئا كنت له جاهلا ما هو السبب السبب إنه ما كان عندي يومئذ * لسان الميزان * ما كان عندي وأنا بفضل الله يومئذ رجل فقير ما كان عندي من الأموال ما هو موجود عند كثيرين من إخواننا الآن خاصة في هذه البلاد والحمد لله فكنت وهذه من الأشياء التي فيها عبرة أستعير الكتب من المكاتب أستعيرها وقد أستأجرها بالفلوس لأني لا أستطيع أن أؤلف أو أنشئ مكتبة ، الشاهد: لم يكن عندي لما بدأت بتخريج هذا الكتاب * الروض النضير * * لسان الميزان * ثم كتب الله لي أن وقفت على نسخة فاقتنيتها فإذا هو ينص على قاعدة ابن حجر في التوثيق وأنه يوثّق المجهولين الآن أخذت انتباها فنشرت كما قد تعلمون في كثير من كتبي أن توثيق ابن حبان لا يوثق به لما قال ابن حجر وابن عبدالهادي في * الصارم المنكي * وغيره اقتنعت تماما أن ابن حبان متساهل في التوثيق ترى هل هذا التساهل قاعدة مضطردة على هذا مشيت ولكن تبين لي أيضا أن هذا خطأ وأنا أعتقد أن مثلي كل طلبة العلم لكن الفرق بين أن يتنبه الإنسان قبل الآخرين أو يتأخر وأخيرا ولعلكم اطلعتم وهذا منذ بضع سنين تكوّن عندي شيء لم يكن في كثير من مؤلفاتي التي كنت فيها أنضج مما كنت في * الروض النضير* أن توثيق ابن حبان ولو تفرّد بالتوثيق وكان الذي وثقه قد روى عنه جمع من الثقات فقد وجدت بعد لأي أن الحافظ الذهبي والحافظ العسقلاني يقولون في مثله صدوق أو يقولون إنه ثقة وهكذا ينضج الإنسان مع استمراره فمن استعجل الأمر كما قيل أيضا من الحكم " من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه " ومعذرة فقد أفضت وربما قد انصرفنا عن شيء مما هو أفيد مما سمعتم.