هل مسألة التصحيح مسألة اعتبارية بمعنى أننا نجد مثلا ابن الجوزي ذكر في كتابه الموضوعات أحاديث صحيحة ما هو سبب ذلك وما هو المنهج الذي يسلكه الباحث في هذه المسألة ؟ حفظ
السائل : فضيلة الوالد حفظك الله هل مسألة التصحيح مسألة اعتبارية بمعنى أننا نجد الإمام الحاكم في مستدركه ونجد الإمام ابن الجوزي ذكر في كتابه الموضوعات أحاديث صحيحة فلماذا هذا التخالف وما هو المنهج الذي يسلكه الباحث في هذه المسألة أرجو التوضيح وجزاك الله خيرا ؟
الشيخ : هذا السؤال فيه غرابة لأنه لو أردنا أن نعبّر عنه بعبارة مفهومة كالذي يقول لماذا يخطئ العالم فهل هذا سؤال ؟! ما أحد يسأل هذا السؤال لأنه طبيعة الإنسان أن يخطئ فهذا الذي يتساهل أخطأ في تساهله كالحاكم وغيره وذاك الذي تشدد وصحح أحاديث فضعّف أحاديث صحيحة أو حكم بوضعها فذلك متشدد فلا يقال لم تشدد هذا ولم تساهل هذا الجواب الجذري: لأنه بشر أما الجواب العلمي فهو لأن كلا من المتساهلين أو المتساهلين ومن المتشددين أقام قاعدته في التساهل أو في التشدد على مبادئ وقواعد اقتنع بها وكان في اقتناعه مخطئا فإذن يرجع الأمر أن يقال لماذا أخطأ الجواب لأنه بشر أما التفصيل فيعرفه أهل العلم مثلا لماذا يخطئ ابن حبان فيوثّق المجهولين كماهو معلوم عند المشتغلين بهذا الحديث الجواب الجذري المقنع: لأنه بشر، أما الجواب العلمي التفصيلي، لأنه قام خطؤه هذا الذي نحن نعتقد أنه خطأ على قاعدة اقتنع بها فهو يقول الأصل في كل راوٍ مسلم العدالة والسلامة فأنا أقول ولو ما أعرف حاله إنه ثقة وهذا يجده الباحث في كتبه صريحا فيقول فلان بن فلان لا أعرفه ولا أعرف أباه أين ذكر هذا الكلام في كتابه الثقات أي فلان بن فلان ثقة وبجانب ذلك يقول لا أعرفه ولا أعرف أباه إذن هو أقام هذا التوثيق على قاعدة مقتنع بها لكنه أخطأ عند الجمهور وهو فعلا أخطأ فإذن رجع كل من المتساهلين والمتشددين إلى قناعتهم الشخصية وقد يكونون مخطئين وهذا هو الغالب وقد يكونون مصيبين والمقصود أن العالم عليه أن يجتهد لمعرفة الحق ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: ( فله إن أصاب أجران وإن أخطأ فله أجر واحد ) .
غيره .
السائل : وبهذه الإجابة نختتم درسنا لهذا اليوم ونقول لشيخنا جزاك الله خيرا وأطال في عمرك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته .