ما الحكمة من كراهة تكرار الجماعة الثانية في المسجد الذي له إمام راتب ومؤذن راتب ؟ حفظ
الشيخ : والحكمة في هذا الحكم الذي تبناه الأئمة الثلاثة وتبعهم الإمام أحمد في تلك الرواية الصحيحة عنه : أنَّ القول أو أنَّ إقامة الجماعة الثانية وما بعدها في المسجد الذي له إمامٌ راتب ومؤذن راتب يؤدي إلى تفريق جماعة المسلمين ، وعلى الأقل تقليل الجماعة الأولى وأنها هي التي قال فيها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بخمسٍ -وفي الرواية الأخرى- بسبعٍ وعشرين درجة ) : فهذه الفضيلة إنما تختص بها الجماعة الأولى بما سبق مِن الدليل أنَّ أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانوا إذا فاتتهم الصلاة مع الجماعة أيْ : الأولى صلَّوا فرادى ، فلماذا صلوا فرادى ؟
ذلك أولاً : لأن الفضيلة التي ذكرناها آنفاً أنها بسبع وعشرين درجة قد فاتت فلا مجال لتعويضها .
وثانياً : لأن عمل السلف كان على عدم إعادة الجماعة .
فالجماعة الأولى هي التي أشار إليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لقد هممتُ أن آمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم آمر رجالاً فيحطبوا حطباً ثم أُخالف إلى أناسٍ يدعون الصلاة مع الجماعة ) : أل الجماعة هنا للعهد أي : الجماعة التي كان رسولنا يقيمها .
( لو يعلم أحدهم أن في المسجد مَرماتين حسنتين لشهدها ) يعني صلاة العشاء ، وإذا ذكرنا هذا الحديث الذي فيه هذا الوعيد الشديد حيث همَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتحريق بيوت المتخلِّفين عن صلاة الجماعة هذا الهم الدال على أهمية وعظمة حُكم صلاة الجماعة وهي : أنها فريضة ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هَمَّ بتحريق المتخلفين عن هذه الجماعة هي الجماعة الأولى ، فهل من قائل بأن مثل هذا الترهيب الشديد يتوجه أيضاً إلى كل الجماعات التي تُقام بعد الجماعة الأولى ؟!
ما أتخيل أنَّ عالماً أوتي شيئاً من الفقه يجرؤ على أن يقول : بأنه يُعاقب المتخلّف عن الجماعة الثانية فما بعدها كما يُعاقب المتخلف عن الجماعة الأولى .
ذلك أولاً : لأن الفضيلة التي ذكرناها آنفاً أنها بسبع وعشرين درجة قد فاتت فلا مجال لتعويضها .
وثانياً : لأن عمل السلف كان على عدم إعادة الجماعة .
فالجماعة الأولى هي التي أشار إليها نبينا صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لقد هممتُ أن آمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم آمر رجالاً فيحطبوا حطباً ثم أُخالف إلى أناسٍ يدعون الصلاة مع الجماعة ) : أل الجماعة هنا للعهد أي : الجماعة التي كان رسولنا يقيمها .
( لو يعلم أحدهم أن في المسجد مَرماتين حسنتين لشهدها ) يعني صلاة العشاء ، وإذا ذكرنا هذا الحديث الذي فيه هذا الوعيد الشديد حيث همَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتحريق بيوت المتخلِّفين عن صلاة الجماعة هذا الهم الدال على أهمية وعظمة حُكم صلاة الجماعة وهي : أنها فريضة ، فإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم هَمَّ بتحريق المتخلفين عن هذه الجماعة هي الجماعة الأولى ، فهل من قائل بأن مثل هذا الترهيب الشديد يتوجه أيضاً إلى كل الجماعات التي تُقام بعد الجماعة الأولى ؟!
ما أتخيل أنَّ عالماً أوتي شيئاً من الفقه يجرؤ على أن يقول : بأنه يُعاقب المتخلّف عن الجماعة الثانية فما بعدها كما يُعاقب المتخلف عن الجماعة الأولى .