هل يجوز التسمية في دورة المياه لأن محلات الوضوء أكثرها في داخل الحمام ؟ حفظ
السائل : لو تكرمت يا شيخ هل يجوز التسمية في دورة المياه لأن محلات الوضوء أكثرها في داخل الحمام ؟
الشيخ : هذا أيضاً سؤالٌ تكرر في هذا الزمان لأن طريقة البنيان فيه أن المرحاض يكون في غرفة فيها المغسلة الذي يتوضأ فيها المسلم ، وفيها الحمام الدوش الذي يستحم فيه ، فهل يسمي الله تبارك وتعالى إذا قام على وضوئه ، بل هل يسمي الله عز وجل عند دخوله أو قيامه لقضاء حاجته ؟!
هذه مسألة كثيراً ما يُسأل العلماء عنها والجواب : أنه لابد من كلٍّ من الأمرين :
إذا وقف لقضاء حاجته على هذا المرحاض الذي في تلك الغرفة وفيها المغسلة وغيرها كما ذكرنا لابد له من التسمية ، وأن يستعيذ بالله من الشيطان كما هو ثابت في الأحاديث الصحيحة ، لكن متى ؟!
إنما يفعل ذلك حينما يقوم لقضاء الحاجة وقبل أن يضطر إلى كشف عورته يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ الخبث والخبائث ) ثم يُنزل ثيابه ويجلس لقضاء الحاجة ، فإذا انتهى من ذلك وضمَّ إليه ثيابه ومشى ولو خطوةً واحدة نحو المغسلة أو نحو الدوش الحمَّام يقول كما ثبت في الحديث الصحيح : ( غفرانك ) وبذلك يكون قد خرج من محل قضاء الحاجة .
وهذا الجواب يؤخذ مما إذا استحضرنا كيف كان السلف الأول في المدينة حيث لم تكن الكُنُف في دورهم ، كيف كانوا يقضون حاجتهم حتى النساء منهم ؟
كن يخرجن إلى العراء بعيدين عن الدور والبنيان إلى مكان منخفض هو المسمى بــــ " الغائط " أي : المنخفض ، فهناك لا بنيان ، لا كنيف يقف عليه الذي يريد أن يقضي حاجته ، تُرى فمتى يقول هذا الذي خرج إلى الصحراء لقضاء حاجته في منخفض من الأرض هو كما قلت آنفاً : قبل أن ينزع ثيابه يقول : ( بسم الله ، اللهم إني أعوذ بك من شر الخبث والخبائث ) ، ثم إذا ضمَّ إليه ثيابه ومشى خطوة عن المكان الذي قضى فيه حاجته قال : ( غفرانك ) إذا تذكرنا هذه الصورة سهل عليكم أن تفهموا حكم الصورة الجديدة ، حيث في مكان واحد يكون المرحاض ويكون الميضأة ، فالذي سمى الله قبل نزع ثيابه لم يذكر الله في الخلاء أي : في أثناء قضاء الحاجة ، كذلك إذا قضى حاجته وضم إليه ثيابه وقال : ( غفرانك ) لم يذكر الله في الخلاء ، فإذا مشى خطوة أو خطوتين حسب بعد المغسلة التي يتوضأ فيها عن بيت الخلاء يقول هناك : بسم الله ويبدأ ويتوضأ .
والآن نقول وقد سمعتم الأذان بقول الرسول عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا عليّ ، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها درجة في الجنة لا تنبغي إلا لرجل وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسلية ، حلَّت له شفاعتي يوم القيامة ) .
قصةً تناسب المقام وهي التي رواها الإمام مسلم .
فجاؤوا لنبي صلى الله عليه وآله وسلم فتجمع لديهم من تلك الأموال فأعطاها وقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأولئك الأعراب ففرّج الله عنهم ، وقد جاء في الحديث الصحيح : ( فمن فرَّج عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ) فلعلكم تستجيبون لمثلِ هذه الموعظة التي ما ألفتها أنا وإنما رويتها لكم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نقلاً من صحيح الإمام مسلم .