مثال يوضح حال أكثر الدعاة اليوم . حفظ
الشيخ : وهنا نكتة في سوريا في بلادنا وتُروى -هي نكتة لتلطيف الجو شوية ولأنها حقيقة واقعة مع الأسف الشديد- :
" يزعمون أن رجلاً أعجمياً متحمسًا للإسلام وعامي ، ليس عالماً ولا طالب علم لقي رجلاً من اليهود في الطريق ، فأخرج السكين أو المدية وجاء إليه وقال : وَلَكْ أسلم وإلا قتلتك ، قال دخلك ماذا أقول ؟ قال : والله لا أدري "، هذا مبلغه مسكين هو يدعوه إلى الإسلام ويهدده بالقتل لكن لا يحسن أن يقول قل : لا إله إلا الله ، هذا مثال تقريبي وليس تحديدي.
المهم أن الدعوة إلى الله يجب أن تكون قبل كل شيء على علم (( ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين )) : إذا لم يكن عاملاً عالماً فسوف لا يكون عاملاً صالحاً وفاقد الشيء كما يقال قديماً لا يعطيه ، فالذي ينبغي أن يكون داعية يجب أن يكون عالماً ، ثم لا يكفي هذا يجب أن يكون عالماً بالكتاب والسنة ليس عالماً ببعض الآراء الفقهية المتأخرة فيقع في مثل ذاك القياس الذي سمعتموه آنفاً قاس الخادمة الكافرة الحرة على العبدة الكافرة وشتان ما بينهما هذا أولاً : أن يكون عالماً .
ثانياً : أن يكون عالماً بالكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح .
وأخيراً : أن يكون عاملاً بعلمه ، فإن الدعوة إلى الله تبارك وتعالى ولو كانت صحيحة مئة بالمئة إذا لم تكن مقرونة بعمل هذا الداعية فلا تؤثر تأثيراً مطلوب لجماهير الناس ، لأن الناس يهتمون بالاقتداء بأهل العلم والفضل بأعمالهم أكثر مِن أقوالهم ، هذا ما يتعلق بطريق الدعوة إلى الله.