توضيح الشيخ لحكم قول الإمام والمأموم سمع الله لمن حمده عند الرفع من الركوع. حفظ
الشيخ : وبخاصة أن هذا الحديث له شبه كبير بحديث آخر وهو : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ) هذا الحديث يتوهم بعض الناس كما توهم بعضهم في حديثك الثاني : أن الإمام لا يُؤَمن لأنه لم يذكر في الحديث تأمين ، وأنا أقول : لو لم يكن الحديث الأول الصريح لوقفنا عند ظاهر الحديث الثاني ، لكن ما دام الحديث الثاني غير الصريح خالف الحديث الأول الصريح فهنا يُقدم الصريح على غير الصريح ، الحديث الثاني هذا لا يصح أن نأخذ منه عدم شرعية قول الإمام : آمين ، لأنه ليس صريحًا ، ماشي ؟
السائل : إي .
الشيخ : الحديث الثالث -فلنقل هكذا- : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ) تُرى هل يقول المقتدي سمع الله لمن حمده كما يقول الإمام أم لا ؟
السائل : على ظاهر هذا الحديث لا يقول .
الشيخ : آه ، وأنا أقول على ظاهر هذا الحديث لا يقول ، لكن الصواب ما هو ؟
الصواب هو : أنه لابد للمقتدي أن يتابع الإمام في قوله أيضاً : سمع الله لمن حمده وذلك لسببين اثنين :
أولاً : أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- حينما نقلوا لنا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي الصلاة التي كان يُقيمها بين ظهرانَيهم وذلك في الغالب إنما هي الفرائض ، فإذا استحضرنا هذه الحقيقة أولاً ، ثم استحضرنا في أذهاننا أنه قال لمالك بن الحويرث ولأصحابه الذين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كوفد وجلسوا عنده نحو عشرين يوماً ثم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا قد اشتقنا إلى أهلِنا فأذن لهم عليه الصلاة والسلام بالانصراف إلى أهاليهم ، فقال لهم معلماً لهم : ( إذا صليتما فليؤذن أحدكما وليؤمكما أكبركم سناً ) قال في هذه الرواية أو في رواية أخرى : ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) ، فلا شك أن هذا مالك بن الحويرث أو غيره حينما يسمع كلام الرسول عليه السلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) هو ما يعني الصلاة اللي كان يصليها بالليل والناس نيام وإنما يعني بداهة الصلاة التي كان يصلي خلفه هؤلاء مالك بن الحويرث وغيره من الصحابة ، فالرسول بلا شك كان يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فقوله بالخطاب العام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشمل المقتدين كما يشمل المنفردين أن يقول كل منهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) هذا من جهة .
من جهة أخرى إذا أخذنا بظاهر الحديث الثالث الذي ذكرته أنا : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ) عطلنا سنة ومكاناً عن الذكر ، فإن الثابت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري: ( أن النبي صلى الله عليه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال : سمع الله لمن حمده ، فإذا قام واعتدل قال : ربنا ولك الحمد ) .
فإذاً نستطيع أن نأخذ من هذا الحديث ومن غيره أن ورد : " سمع الله لمن حمده " إنما هو عند الاعتدال ، وورد " ربنا ولك الحمد " عند القيام الثاني ، فإذا قلنا بالحديث الثالث الذي ظاهره أنَّ المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده ، فالذي سيكون هو ما نراه كائنًا اليوم لا يكاد الإمام يقول سمع الله لمن حمده إلا المقتدون يقولون : ربنا ولك الحمد ، فنقلوا ورد ربنا ولك الحمد إلى مكان سمع الله لمن حمده ، وعطلوا مكان سمع الله لمن حمده فجعلوه عطلًا ، هذا قلب للسنة من جهة تغيير مكان هذا الورد وتعطيل المكان الآخر من الورد .
السائل : إي .
الشيخ : الحديث الثالث -فلنقل هكذا- : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده فقولوا : ربنا ولك الحمد ) تُرى هل يقول المقتدي سمع الله لمن حمده كما يقول الإمام أم لا ؟
السائل : على ظاهر هذا الحديث لا يقول .
الشيخ : آه ، وأنا أقول على ظاهر هذا الحديث لا يقول ، لكن الصواب ما هو ؟
الصواب هو : أنه لابد للمقتدي أن يتابع الإمام في قوله أيضاً : سمع الله لمن حمده وذلك لسببين اثنين :
أولاً : أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- حينما نقلوا لنا صفة صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما هي الصلاة التي كان يُقيمها بين ظهرانَيهم وذلك في الغالب إنما هي الفرائض ، فإذا استحضرنا هذه الحقيقة أولاً ، ثم استحضرنا في أذهاننا أنه قال لمالك بن الحويرث ولأصحابه الذين جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم كوفد وجلسوا عنده نحو عشرين يوماً ثم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا قد اشتقنا إلى أهلِنا فأذن لهم عليه الصلاة والسلام بالانصراف إلى أهاليهم ، فقال لهم معلماً لهم : ( إذا صليتما فليؤذن أحدكما وليؤمكما أكبركم سناً ) قال في هذه الرواية أو في رواية أخرى : ( وصلوا كما رأيتموني أصلي ) ، فلا شك أن هذا مالك بن الحويرث أو غيره حينما يسمع كلام الرسول عليه السلام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) هو ما يعني الصلاة اللي كان يصليها بالليل والناس نيام وإنما يعني بداهة الصلاة التي كان يصلي خلفه هؤلاء مالك بن الحويرث وغيره من الصحابة ، فالرسول بلا شك كان يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فقوله بالخطاب العام : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) يشمل المقتدين كما يشمل المنفردين أن يقول كل منهم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ) هذا من جهة .
من جهة أخرى إذا أخذنا بظاهر الحديث الثالث الذي ذكرته أنا : ( وإذا قال الإمام : سمع الله لمن حمده ، فقولوا : ربنا ولك الحمد ) عطلنا سنة ومكاناً عن الذكر ، فإن الثابت من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- في صحيح البخاري: ( أن النبي صلى الله عليه كان إذا رفع رأسه من الركوع قال : سمع الله لمن حمده ، فإذا قام واعتدل قال : ربنا ولك الحمد ) .
فإذاً نستطيع أن نأخذ من هذا الحديث ومن غيره أن ورد : " سمع الله لمن حمده " إنما هو عند الاعتدال ، وورد " ربنا ولك الحمد " عند القيام الثاني ، فإذا قلنا بالحديث الثالث الذي ظاهره أنَّ المقتدي لا يقول سمع الله لمن حمده ، فالذي سيكون هو ما نراه كائنًا اليوم لا يكاد الإمام يقول سمع الله لمن حمده إلا المقتدون يقولون : ربنا ولك الحمد ، فنقلوا ورد ربنا ولك الحمد إلى مكان سمع الله لمن حمده ، وعطلوا مكان سمع الله لمن حمده فجعلوه عطلًا ، هذا قلب للسنة من جهة تغيير مكان هذا الورد وتعطيل المكان الآخر من الورد .