توضيح المعنى المراد بالحديث الشاذ وحكمه عند أهل الاصطلاح. حفظ
الشيخ : وحينئذٍ هذا البحث وهذا التفصيل ينقلنا إلى نوعٍ من الأحاديث التي تعتبر مِن أقسام الأحاديث الضعيفة :
الحديث الشاذ وهو : " ما رواه الثقة مخالفاً فيه مَن هو أوثق منه أو أحفظ منه " :
الشاهد فما حكم هذه الزيادة الشاذة ، يا تُرى يمكن أن يقال فيها موضوعة ؟!
الجواب : إذا كانت الزيادة في ذاتها منكرة مِن ناحية الشرع يمكن مِن هذه الزاوية أن يقال : إن هذه الزيادة موضوعة ، لكن السند لا يعطينا هذا الحكم ، إنما يعطينا أنها ضعيفة ، وهذا مرتبة الحديث الشاذ على القاعدة :
أن الحديث الشاذ ضعيفٌ ، لكن إذا كانت الزيادة مُستنكرة من ناحية الشرع فيمكن أن يقال حينذاك : إن هذه الزيادة التي هي ضعيفة من حيث النظر في السند موضوعة من حيث النظر في المتن .
مثلاً هذا المثال من عندي وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما رواه الشيخان في صحيحهما ، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يدخل الجنة مِن أمتي سبعون ألفًا بغير حساب ولا عذاب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ثم قال عليه السلام في قصة لسنا الآن بحاجة لذكرها بتمامها قال : ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ، زاد مسلم في رواية دون صاحبه البخاري في أول الحديث : ( هم الذين لا يَرقون ) :
الصورة التي تفرد بها الإمام مسلم قال : ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) ما حكم هذه الزيادة يرقون ؟!
قال : هذه الزيادة شاذة والبحث في هذا طويل ولسنا بحاجة ، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بضعف هذه الزيادة ، يعني من جهة الإسناد ، لكننا حينما ننظر إليها من حيث معناها نجدها منكرةً أشد الإنكار ، لأنها تخالف أحاديث أخرى صحيحة إضافةً إلى مخالفتها للثقات الذين رووا الحديث دونها .
من ذلك مثلاً من قوله صلى الله عليه وآله وسلم حينما سُئل عن الرُّقى : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) ، ( من استطاع منكم أن يرقي أخاه فليفعل ) إذاً كيف يقول أنه لا ينبغي أن يرقي المسلم أحداً من المرضى حتى يكون مِن صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب إلى آخر الحديث ؟!
هذا وجه مِن وجوه نكارة هذه الزيادة بل وبطلانها ، ويؤكد ذلك ما جاء في صحيح البخاري : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقي الحسن والحسين من العين فيقول : أُعيذكما بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة ) إذاً رسول الله سيد البشر رقى ، كيف يصح أن يقول : :" هم الذين لا يرقون " : ورسول الله رقى ؟!
كيف يصح أن يقول : " هم الذين لا يرقون " وحض الناس جميعاً على أن يرقوا غيرهم ؟!
إذاً هذه الزيادة باطلة مع إنه ما في بالإسناد متهم بالكذب ولا بالوضع .
إذا عرفتم هذه الحقيقة هان أمرُ الظاهرة التي أشار إليها السائل في أنَّ ابن تيمية يخالِف في كثير من الأحيان المعروف عند علماء الحديث أن حديثاً ما إسناده ضعيف فيقول هو : حديث باطل ، إنما يعني ذلك من حيث المتن .
لكني أقول : قد يكون ابن تيمية في بعض الأحيان قد أبعد النجعة حينما حكم على الحديث بالوضع من حيث متنه ، وهنا يُعتبر ابن تيمية أحياناً من المتشددين في الحكم على بعض الأحاديث بالوضع كابن الجوزي ، لكن إذا عرفتُم مأخذه في ذلك وأنه لا يعني نظرته في السند حتى يقال : خالف الأئمة الذين اقتصروا على تضعيف إسناد هذا الحديث ، كل ما في الأمر أنه نظر من زاوية أخرى فقد يصيب وقد يخطئ ، هذه هي الحقيقة .
الحديث الشاذ وهو : " ما رواه الثقة مخالفاً فيه مَن هو أوثق منه أو أحفظ منه " :
الشاهد فما حكم هذه الزيادة الشاذة ، يا تُرى يمكن أن يقال فيها موضوعة ؟!
الجواب : إذا كانت الزيادة في ذاتها منكرة مِن ناحية الشرع يمكن مِن هذه الزاوية أن يقال : إن هذه الزيادة موضوعة ، لكن السند لا يعطينا هذا الحكم ، إنما يعطينا أنها ضعيفة ، وهذا مرتبة الحديث الشاذ على القاعدة :
أن الحديث الشاذ ضعيفٌ ، لكن إذا كانت الزيادة مُستنكرة من ناحية الشرع فيمكن أن يقال حينذاك : إن هذه الزيادة التي هي ضعيفة من حيث النظر في السند موضوعة من حيث النظر في المتن .
مثلاً هذا المثال من عندي وهو قوله صلى الله عليه وآله وسلم كما رواه الشيخان في صحيحهما ، من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( يدخل الجنة مِن أمتي سبعون ألفًا بغير حساب ولا عذاب ، وجوههم كالقمر ليلة البدر ) ثم قال عليه السلام في قصة لسنا الآن بحاجة لذكرها بتمامها قال : ( هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون ) ، زاد مسلم في رواية دون صاحبه البخاري في أول الحديث : ( هم الذين لا يَرقون ) :
الصورة التي تفرد بها الإمام مسلم قال : ( هم الذين لا يرقون ولا يسترقون ) ما حكم هذه الزيادة يرقون ؟!
قال : هذه الزيادة شاذة والبحث في هذا طويل ولسنا بحاجة ، وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بضعف هذه الزيادة ، يعني من جهة الإسناد ، لكننا حينما ننظر إليها من حيث معناها نجدها منكرةً أشد الإنكار ، لأنها تخالف أحاديث أخرى صحيحة إضافةً إلى مخالفتها للثقات الذين رووا الحديث دونها .
من ذلك مثلاً من قوله صلى الله عليه وآله وسلم حينما سُئل عن الرُّقى : ( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل ) ، ( من استطاع منكم أن يرقي أخاه فليفعل ) إذاً كيف يقول أنه لا ينبغي أن يرقي المسلم أحداً من المرضى حتى يكون مِن صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب إلى آخر الحديث ؟!
هذا وجه مِن وجوه نكارة هذه الزيادة بل وبطلانها ، ويؤكد ذلك ما جاء في صحيح البخاري : ( أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يرقي الحسن والحسين من العين فيقول : أُعيذكما بكلمات الله التامّة من كل شيطان وهامّة ومن كل عين لامّة ) إذاً رسول الله سيد البشر رقى ، كيف يصح أن يقول : :" هم الذين لا يرقون " : ورسول الله رقى ؟!
كيف يصح أن يقول : " هم الذين لا يرقون " وحض الناس جميعاً على أن يرقوا غيرهم ؟!
إذاً هذه الزيادة باطلة مع إنه ما في بالإسناد متهم بالكذب ولا بالوضع .
إذا عرفتم هذه الحقيقة هان أمرُ الظاهرة التي أشار إليها السائل في أنَّ ابن تيمية يخالِف في كثير من الأحيان المعروف عند علماء الحديث أن حديثاً ما إسناده ضعيف فيقول هو : حديث باطل ، إنما يعني ذلك من حيث المتن .
لكني أقول : قد يكون ابن تيمية في بعض الأحيان قد أبعد النجعة حينما حكم على الحديث بالوضع من حيث متنه ، وهنا يُعتبر ابن تيمية أحياناً من المتشددين في الحكم على بعض الأحاديث بالوضع كابن الجوزي ، لكن إذا عرفتُم مأخذه في ذلك وأنه لا يعني نظرته في السند حتى يقال : خالف الأئمة الذين اقتصروا على تضعيف إسناد هذا الحديث ، كل ما في الأمر أنه نظر من زاوية أخرى فقد يصيب وقد يخطئ ، هذه هي الحقيقة .