بيان حكم اتخاذ المصلي للسترة . حفظ
الشيخ : أمَّا الصلاة إلى السترة فهذه من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهدي أصحابه من بعده ، ذلك أن كثيراً من المصلين اليوم يقومون في المسجد يصلون لا إلى سترة ، وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) ، وفي حديث آخر : ( إذا صلى أحدكم فليدنُ مِن سترته لا يقطع الشيطان عليه صلاته ) : لذلك كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا أذن المؤذن أذان المغرب قاموا يصلون الركعتين قبل فرض المغرب ، يصلون وراء السواري قال أنس بن مالك -هذا حديث في البخاري- : ( كان المؤذن إذا أذن لصلاة المغرب ابتدر الناس السواري ) أي : الأعمدة في المسجد ( يصلون إليها ) :
هذه من السترة التي أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالصلاة إليها أمراً مُؤكِدًا له ، وقد بنى على ذلك بعض الأحكام الشرعية منها :
أنه أحياناً إذا لم يتستر بشيء مثل مؤخرة الرحل أي : ما هو مرتفع قدر شبر أو شبرين أن بعض من يمر قد يفسد عليه صلاته كما قال عليه الصلاة والسلام : ( يقطع صلاة أحدكم إذا لم يكن بين يديه مثلُ مؤخرة الرَّحل المرأة والحمار والكلب الأسود ) : فعلى المصلين إذا دخلوا المسجد أن يكون في بالهم الصلاة إلى السترة فلا يصلون في منتصف المسجد ، وإنما يتقدمون إلى الجدار القبلي أو إلى عمود أو سارية أو إلى طاولة أو أي شيء قائم بين يديه فيصلي إليه ائتمارًا مِنه بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الخاص الذي ذكرته آنفاً : ( إذا صلى أحدكم فليصل إلى سترة ) ، وائتمارًا بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم العام الذي كان يقول : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ) : فقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى في مسجده كان بين موضع سجوده والجدار ممر شاة ، بمقدار ما تمرُّ به الشاة ، أي : المسافة بين موضع سجوده عليه السلام على الأرض والسترة أو الجدار الذي بين يديه إنما هو بمقدار شبر أو شبرين هكذا ( صلوا كما رأيتموني أُصلي ) هذا أمره عليه الصلاة والسلام للناس جميعاً وعليكم أن تحيووا هذه السنة التي أماتها جماهير المصلين ، فيكتب لكم أجرها كما قال عليه الصلاة والسلام : ( مَن سنّ في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها إلى يوم القيامة دون أن ينقص مِن أجورهم شيء ) .
السائل : نذكر إخواننا أن صلاة المغرب قد قربت فمن كان أراد أن يجهز نفسه بالوضوء فليفعل ، ونحن نواصل إلى وقت الأذان ثم نصلي ونعود بعد الصلاة .