ما الفرق بين العادة والعبادة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ؟ حفظ
الشيخ : نعم
السائل : فضيلة الشيخ أثابك الله وجزاك الله خيرا ونفع الله بك الأمة
يقول ما الفرق بين العادة والعبادة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم مثل تربية الشعر وترك الإزرار وهل اقتداء أو اقتفاء ابن عمر رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم من العادة أم من العبادة ؟
الشيخ : هذه المسألة في الواقع فيها دقة متناهية ولا غرابة أن يغفل عنها كثير من طلاب العلم فضلا عن غيرهم وهي أن الله تبارك وتعالى قال في محكم كتابه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنص هذه الآية الكريمة قدوة المسلمين هو وحده لا شريك له في هذه القدوة
فلا يجوز للمسلم أن يتخذ قدوة يتبعه يسلم له تسليما إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما شهد بذلك قوله تبارك وتعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذه خصلة تميز بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الناس حتى الأنبياء الذين بعثوا من قبله
كما قال عليه الصلاة والسلام حينما ( رأى في يد عمر بن الخطاب من التوراة يقرأ فيها ولما سأله عنها قال هذه صحيفة من التوراة كتبها أخ لي أو صاحب لي فقال عليه الصلاة والسلام لو أن موسى كان حيا لما وسعه إلا اتباعي ) ( لو أن موسى كان حيا لما وسعه إلا اتباعي )
فالمعبود واحد وهو الله وحده لا شريك له والمتبوع واحد وهو محمد رسول الله لا ند له لا يجوز لأحد أن يتخذ متبوعا وقدوة له بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال في هذا الحديث ( لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي )
لكن هل هذه القدوة هي مطلقة تشمل كل شيء فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى ولو كان من الأمور الجبلية العادية الشخصية أو المتعلقة بالمحيط الذي كان يعيش فيه عليه الصلاة والسلام
من أمثلة ذلك ما جاء في الصحيح ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضع على مائدته يوما طعام فيه ضب حنيذ مشوي فأرسلت امرأة من أزواجه إليه يقول له هذا ضب ) لأنها كانت تعلم من طبيعته صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكره هذا النوع من اللحم ( فلما أخبر الخبر أمسك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يشارك القوم في طعامهم هذا وكان أمامه خالد بن الوليد رضي الله عنه فكان يأكل ) بشهية بالغة ( حتى كانت المرقة تسيل على لحيته ونبينا صلوات الله وسلامه عليه ينظر إليه نظرة فيها معنى ) خشي خالد أن تكون هذه النظرة منه نظرة استنكار ( فقال خالد يا رسول الله أحرام هو قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه ) فإذا اشتهى خالد ما كره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام هل يكون مخالفا للسنة الجواب لا لأنه الطعام وما يشتهيه وما يكره منه دون تحريم ليس له علاقة بالشرع وبالعبادة والعكس بالعكس وتفصيل الكلام على هذه المسألة والأذان يؤذن ما يحسن لذلك نمسك الآن ولعله الختام وننصرف إن شاء الله أنتم إلى مسجدكم ونحن نتابع طريقنا مسافرين والحمد لله رب العالمين
السائل : فضيلة الشيخ أثابك الله وجزاك الله خيرا ونفع الله بك الأمة
يقول ما الفرق بين العادة والعبادة في اتباع النبي صلى الله عليه وسلم مثل تربية الشعر وترك الإزرار وهل اقتداء أو اقتفاء ابن عمر رضي الله عنه بالنبي صلى الله عليه وسلم من العادة أم من العبادة ؟
الشيخ : هذه المسألة في الواقع فيها دقة متناهية ولا غرابة أن يغفل عنها كثير من طلاب العلم فضلا عن غيرهم وهي أن الله تبارك وتعالى قال في محكم كتابه (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم بنص هذه الآية الكريمة قدوة المسلمين هو وحده لا شريك له في هذه القدوة
فلا يجوز للمسلم أن يتخذ قدوة يتبعه يسلم له تسليما إلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما شهد بذلك قوله تبارك وتعالى (( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )) هذه خصلة تميز بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الناس حتى الأنبياء الذين بعثوا من قبله
كما قال عليه الصلاة والسلام حينما ( رأى في يد عمر بن الخطاب من التوراة يقرأ فيها ولما سأله عنها قال هذه صحيفة من التوراة كتبها أخ لي أو صاحب لي فقال عليه الصلاة والسلام لو أن موسى كان حيا لما وسعه إلا اتباعي ) ( لو أن موسى كان حيا لما وسعه إلا اتباعي )
فالمعبود واحد وهو الله وحده لا شريك له والمتبوع واحد وهو محمد رسول الله لا ند له لا يجوز لأحد أن يتخذ متبوعا وقدوة له بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كما قال في هذا الحديث ( لو كان موسى حيا لما وسعه إلا اتباعي )
لكن هل هذه القدوة هي مطلقة تشمل كل شيء فعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حتى ولو كان من الأمور الجبلية العادية الشخصية أو المتعلقة بالمحيط الذي كان يعيش فيه عليه الصلاة والسلام
من أمثلة ذلك ما جاء في الصحيح ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وضع على مائدته يوما طعام فيه ضب حنيذ مشوي فأرسلت امرأة من أزواجه إليه يقول له هذا ضب ) لأنها كانت تعلم من طبيعته صلى الله عليه وآله وسلم أنه يكره هذا النوع من اللحم ( فلما أخبر الخبر أمسك النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلم يشارك القوم في طعامهم هذا وكان أمامه خالد بن الوليد رضي الله عنه فكان يأكل ) بشهية بالغة ( حتى كانت المرقة تسيل على لحيته ونبينا صلوات الله وسلامه عليه ينظر إليه نظرة فيها معنى ) خشي خالد أن تكون هذه النظرة منه نظرة استنكار ( فقال خالد يا رسول الله أحرام هو قال لا ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجد نفسي تعافه ) فإذا اشتهى خالد ما كره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الطعام هل يكون مخالفا للسنة الجواب لا لأنه الطعام وما يشتهيه وما يكره منه دون تحريم ليس له علاقة بالشرع وبالعبادة والعكس بالعكس وتفصيل الكلام على هذه المسألة والأذان يؤذن ما يحسن لذلك نمسك الآن ولعله الختام وننصرف إن شاء الله أنتم إلى مسجدكم ونحن نتابع طريقنا مسافرين والحمد لله رب العالمين